الانتقادات تنهال على عرض “الأفلام التجارية” بالقاعات الجديدة ومصدر يُوضح

لم ترق العروض الأولى للأفلام التي اختارتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، لإعطاء الانطلاقة لـ”مشروع 50 قاعة” ضمن 150 قاعة يرتقب دخولها الخدمة، إذ عدّها نقاد ومتتبعو الشأن الثقافي “أفلاما تجارية” لا تستوفي شروط الجودة الفنية لتمثل مشروع الوزارة.

وفي هذا الصدد، انتقد الناقد عبد الكريم واكريم اختيار أفلام تجارية في العرض الأول لإطلاق وزارة الثقافة، والتي بحسبه تفتقد إلى الجودة الفنية، ولا تمثل السينما المغربية.

واستغرب واكريم، في تصريح لجريدة “مدار21″، المعايير التي اتخذتها وزارة الثقافة في اختيار هذه الأفلام، مبرزا أنه تم اختيار ثلاثة أفلام، اثنان منهما على الأقل تنتمي إلى خانة الأفلام التجارية مثل فيلم “الإخوان”.

وأضاف الناقد السينمائي: “الإخوان لا يمكن حتى تصنيفه في خانة الأفلام السينمائية، صحيح أنه أخذ حصته ووقته في القاعات السينمائية ونحن لسنا ضد هذه النوعية من الأفلام، التي لها جمهورها، لكن لا يمكن اعتبارها أفلاما سينمائية حقيقية بالمفهوم الفني”.

وشدد واكريم على أن وزارة الثقافة عليها أن تشجع، كما وزارات الثقافات في العالم، على الفن والقيمة الفنية، أما الأفلام التجارية فلها جمهورها والقاعات التجارية تحتضنها.

ويرى واكريم أن هناك العديد من الأفلام التي مثلت المغرب على الصعيد الدولي في عدد من المهرجانات، وتستحق نيل العرض الأول بهذه القاعات، والتي لم تحظ بقبول التوزيع في القاعات التجارية، مردفا: “هناك أفلام تم رفض توزيعها من قبل المتحكمين في القاعات التجارية، لذلك كان على وزارة الثقافة أن تدعم هؤلاء لأن دورها يكمن في الإشعاعين الثقافي والفني وليس تكريس الذوق الرديء الذي تمثله هذه الأفلام، والتي تم منحها تأشيرة العرض الأول بالقاعات التي أعطيت انطلاقتها”.

وواصل حديثه قائلا: “ومن خلال هذه العروض التي استهلت بها وزارة الثقافة المشروع الذي تبنته، نحكم هنا على أن هذا هو الذوق الذي تريد أن تنشره، في الوقت الذي يجب أن يكمن دور وزارة الثقافة في الرقي بالذوق وليس النزول به إلى القاع”.

في المقابل، قال واكريم إنه “لا يمكنني إلا أن أثمن المبادرة التي تقوم بها وزارة الثقافة في توسيع خريطة القاعات السينمائية المغربية بإضافة قاعات تابعة لها، لكن يجب التوضيح في هذه المسألة عدم تغليط الجمهور بالقول إن وزارة الثقافة بصدد إنشاء 150 قاعة وقد افتتحت 50 قاعة، لأن هذه القاعات كانت موجودة بالأساس وهي تابعة لها، ما أقبلت عليه الوزارة فقط تجهيز هذه القاعات حتى تصبح صالحة لاستقبال العروض”.

وأوضح مصدر من وزارة الشباب والثقافة والتواصل  في تصريح لجريدة “مدار21” أن الوزارة تعتزم تقديم عروض الأفلام التاريخيّة وغيرها من الأفلام المغربية بالقاعات الجديدة.

وأصر المصدر ذاته أن “الهدف هو تشجيع الإنتاج الوطني خصوصا الأفلام التاريخية وهذا ما أفاد به الوزير في افتتاح قاعة تامسنا”.