كرّس حياته للفن وتشجيع الفنانين.. شهادات مؤثرة تنعى “عندليب” المغرب عبدو الشريف

في مشهد حزين غمرته دموع المشيعين، ودعت أسرته الصغيرة والكبيرة الفنان المغربي عبدو الشريف، عشية اليوم السبت بمقبرة “أهل فاس” بالدار البيضاء.
واستفاق المغاربة، والجمهور العربي، ظهر يوم أمس الجمعة على خبر وفاة “عندليب” المغرب، عبدو الشريف، إثر وعكة صحية ألمت به وأدخلته المستشفى، حيث أسلم الروح لبارئها.
ونعى الفنانون الحاضرون للجنازة عبدو الشريف، الذي ووري الثرى عشية اليوم السبت، بكلمات مؤثرة ومتحسرة على رحيل هرم من أهرامات الفن المغربي والعربي، على رأسهم المطرب المغربي الكبير، فؤاد زبادي، والمطرب السوري بدر رامي، وولده العازف رامي زيتوني، والمغني اللبناني، رياض العمر، والملحن المغربي، مولاي احمد العلوي.
وقال المطرب المغربي، فؤاد زبادي، في تصريح للجريدة: “لقد ودعنا هرما كبيرا. جبلا من جبال الأطلس، كان شامخا وراقيا في أدائه ومطربا كبيرا، وأظن أنه من أجمل الأصوات التي خلق الله في الدنيا في تاريخ الموسيقى العربية، شكلا ومضمونا، وفنانا كبيرا باعتراف الأشقاء المشارقة”.
وتابع بتأثر: “كان إنسانا لا يعرف الحسد والغيرة، يحب الفنان ويشجعه وينوه به.. كان يرفض أبهة الأموال، يعيش الفن وللفن ومات فنانا كبيرا”، مسترسلا “لكن، لا شيء فوق القدر الإلهي، لله ما أعطى ولله ما أخذ”.
بدوره، أكد المغني اللبناني، رياض العمر، أن الراحل عبدو الشريف يعد “فنانا عظيما وقدوة، ودخل إلى قلبي وعمري لا يتجاوز 17 ربيعا، في ذلك الوقت وأنا في لبنان، عندما كنت أراه قبل أن أذهب للثانوي أو الجامعة في قناة الطرب وقنوات الزمن الجميل في عز شبابه وجماله وطلته الرائعة وصوته وأدائه”، مضيفا “كان بالنسبة لي فنانا قدوة أعشقه”.
وتابع شهادته بحق الراحل: “عندما كان يأتي للدار البيضاء كانت الدنيا تقام له ولا تقعد، كان لحضوره أثر قوي، كان يملك فن اللباقة بالاحترام والتواصل، ويتحدث بصوت فيه شجن، حتى في حديثه يوجد شجن، لقد كان فنانا مرهفا خلوقا، وعلمني كثيرا بشخصيته”.
من جانبه، نعى عبد الجليل رفيق طفولته بين أزقة المدينة القديمة، بكلمات مؤثرة، عبر من خلالها عن تأثره الكبير برحيل “هرم من أهرامات الفن المغربي”.
وقال وصيل في تصريح لـ”مدار21″، عقب دفن جثمان الراحل، “لقد كان فنانا وخلوقا وفاعلا للخير ومحبا للفقراء ولوطنه وملكه وبلاده.. رحم الله الهرم والفقيد العزيز”.
وأضاف “بالأمس كان معنا يتمشى فوق التراب، وهو اليوم تحت التراب، وفقدانه لم يكن يسيرا، كان له تأثير كبير على جيرانه وأصدقاء الطفولة والدراسة بثانوية مولاي ادريس.. رحمك الله يا بطل، رحمك الله يا فنان”.
وواصل وصيل تعداد الخصال الحميدة لعبدو الشريف قائلا: “كان رجلا نزيها لا يتدخل في ما لا يعنيه ولا يحب المناوشات والكذب. كان رجلا صريحا خلوقا، يبتعد عن المناوشات والناس غير الطيبين رغم محاربتهم له”.
وكشف المتحدث سبب تواري الراحل عن الأنظار في السنوات الأخيرة، وصرّح بالقول: “لقد قال لي في لقاء سابق كلمة مؤلمة بإحدى المتاجر الكبرى التي كان يتبضع فيها رفقة الراحل عمر السليم، عندما قلت له بالحرف: غيابك طال علينا يا أب الحي. ورد علي: سي عبد الجليل لا أريد البقاء مع المنافقين المحاربين، أريد الابتعاد والأرزاق بيد الله”.
وشدد على أن الراحل عبدو الشريف كان “محبا للناس.. رحمك الله يا طيب، يا فنان، يا هرم من أهرامات المملكة.. حفظك الله يوم كنت معنا ورحمك الله يوم فقدناك”.
ويعد عبدو الشريف مدرسة طربية مغربية عربية واشتهر بأدائه أغانٍ لكبار المطربين العرب، على رأسهم عبد الحليم حافظ وأم كثلوم، وأحيى سهرات طربية بـ”دار الأوبرا” المصرية، وكانت حفلاته قبلة لعاشقي الطرب الأصيل الراغبين في “العودة لماضي الزمن الجميل”.