سياسة

غسان يكشف السيناريو الأقرب لتشكيل حكومة قوية ومنسجمة

غسان يكشف السيناريو الأقرب لتشكيل حكومة قوية ومنسجمة

أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط والمتخصص في الشأن الانتخابي، غسان الأمراني، أن السيناريو المنطقي والأقرب لتشكيل حكومة قوية ومنسجمة وتتقاسم نفس الأفكار والرؤى للاستجابة إلى التحديات والانتظارات المقبلة، يفترض أن تضم الحكومة الجديدة الأحزاب الثلاثة أو الأربعة الأولى برسم نتائج اقتراع الثامن من شتنبر، وذلك احتراما الإدراة المعبر عنها في صناديق الاقتراع.

ويرى غسان في حوار مع “مدار 21” ينشر لاحقا أن “المنطق الديمقراطي يفترض أن تشكل الحكومة انطلاقا من ترتيب الأحزاب بناء على نتائج الانتخابات”، مُرجّحا أن تقتصر تشكيلة الحكومة المقبلة على الأحزاب الأولى ويتعلق الأمر بأحزاب الأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال والاتحاد الاشتراكي، الذي يعتبر حليفا موضوعيا لحزب “الحمامة” واستبعد في السياق ذاته أن يستمر حزب “الميزان” في صفوف المعارضة خلال الولاية الحكومية المقبلة.

وقال الجامعي ذاته، بأن السيناريو الذي يضمن تشكيل حكومة قوية تتجاوز أعطاب الحكومة السابقة، هو ألا تتدخل في عملية تشكيل الحكومة أطراف خارجية وأن يظل هذا الأمر خاضعا لإرادة مكونات الحقل السياسي والحزبي المغربي، موضحا أنه انطلاقا من تصريحات الأمناء العامين للأحزاب السياسية عقب المشاورات التي بدأها رئيس الحكومة المعين عزيز أخنوش، يمكن التأكيد أن هناك إشارات لاحتمال تشكيل الحكومة بناء على ما أفرزته نتائج الاقتراع بخصوص ترتيب الأحزاب الأربعة الأولى.

واعتبر غسان أن الأحزاب الأربعة ستتمكن من التوفّر على أغلبية عددية واضحة ومريحة وتضمن التماسك المطلوب بين مكونات الأغلبية الحكومية، لافتا إلى أن التأثير المحتمل في حال تحقق هذا السيناريو، يتعلق بضعف المعارضة، “على اعتبار أنها ستضم أحزابا ليست لها الدُّربة والخبرة الكافية لممارسة المعارضة البرلمانية، وأخرى ألِفت الوجود داخل مربّع ممارسة السلطة، لأنها خُلقت لكي تكون في الحكومة، وهو ما يجعلنا أمام فراغ كبير على مستوى المعارضة المؤسساتية تجاه الحكومة”.

وسجل المحلل السياسي ذاته أن الأحزاب الحاصلة على المراتب الأولى ضمن تشريعيات الثامن شتنبر، “لا تجمعها تناقضات فكرية واديولوجية وسياسة، بل إن بعض هذه الأحزاب تتقاسم نفس مسار النشأة، وتضم نفس البروفيلات وعلى مستوى المرشحين، مسجلا أن التوجه العام لنتائج الانتخابات يكشف غياب نية لكي تكون هناك معارضة مؤسساتية وبرلمانية قوية، اللهم إذا ما حدثت هنالك تغيرات خلال مشاورات تشكيل الحكومة التي يقودها رئيس الحكومة المعين عزيز أخنوش.

وأوضح الخبير المتخصص في الشأن الانتخابي أنه “في تشكيل الحكومة لا نتحدث فقط عن إرادة مكونات الأغلبية الحكومية، بل هناك إرادات أخرى لها رؤى أخرى معينة لتحقيق التوازنات السياسية المطلوبة”، معتبرا أن حصول العدالة والتنمية على 13 مقعدا بعدما كان يتوفر خلال الولاية السابقة على 125 مقعدا،” يعني أنه لم تكن هناك رغبة لتشكيل معارضة قوية قادرة على ممارسة الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة”، وأشار إلى أن الذي يمكن أن يحدث الفرق في هذا الصدد هو تموقع الأصالة والمعاصرة أو الاستقلال في المعارضة لأحداث التوزان المطلوب بين الأغلبية والمعارضة.

وأكد غسان أنه بناء على النتائج التي تحصّلت عليها الأحزاب التي تذيلت ترتيب تشريعيات اقتراع شتنبر، “يمكن القول أن وزنها السياسي لا يُسعفها للممارسة معارضة برلمانية قادرة على تقويم اعوجاج العمل الحكومي، كما هو الشأن بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، الذي أصبح في وضعه لا يسمح له بممارسة أي دور سياسي أو تنظيمي أو انتخابي، بالنظر إلى أن الحزب يوجد، بعد تقديم قيادته السياسية لاستقالتها الجماعية، في طور إعادة بناء التنظيم وتجديد هياكله الداخلية”.

وحول إمكانية تشكيل تحالف بين أحزاب اليسار والعدالة والتنمية لتقوية المعارضة البرلمانية خلال الولاية التشريعية المقبلة، استبعد أستاذ العلوم السياسية إمكانية حصول تقارب بينهما، بالنظر إلى التصريحات التي أدلت بها بعض أحزاب اليسار بعد إعلان نتائج الانتخابات، والتي رفضت الدخول في أي تحالف مع ما أسمته بـ”أحزاب الإدارة”، فضلا عن وجود توجس من طرف بعض مكونات اليسار إزاء حزب العدالة والتنمية وتجاه ما يسمونه بـ “الإسلام السياسي”، وذلك على الرغم من أن المرحلة المقبلة تقتضي وجود رقابة قوية على عمل الحكومة القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News