سياسة

بنسعيد يرفض “دروس بنعدي” ويدعم المنصوري لتسلّم مفاتيح قيادة الجرار

بنسعيد يرفض “دروس بنعدي” ويدعم المنصوري لتسلّم مفاتيح قيادة الجرار

أعلن محمد المهدي بنسعيد وزير الثقافة والشباب والتواصل والقيادي بحزب الأصالة والمعاصرة، عن دعمه ومساندته لرئيسة برلمان “البام” فاطمة الزهراء المنصوري، في سباق الوصول إلى قيادة الجرار خلفا للأمين العام الحالي للحزب عبد اللطيف وهبي، خلال المؤتمر الوطني القادم للحزب المنتظر عقده في منتصف فبراير القادم.

وأكد بنسعيد خلال حلوله ضيفا على برنامج “مع بلهيسي” بث على منصات “مدار21″، أنه ما يزال متمسكا بموقفه السابق الذي عبر فيه عن أمله في أن تقود فاطمة الزهراء المنصوري الأصالة والمعاصرة خلال الأربع سنوات القادمة، وقال “ما زلت أرى بأن المرحلة المقبلة يجب أن تكون من نصيب قيادية ناجحة ( المنصوري) لكن إذا اعتذرت عن الترشّح واختارت المجموعة شخصا آخر سواء وهبي أو غيره سأدعمه ألتزم بالقرار”.

وأضاف القيادي بحزب الأصالة والمعاصرة، “نناقش المستقبل وما بعد المؤتمر وعكس المحطات السابقة نحن اليوم مجموعة ولا يهم من سيقود هذه المجموعة بقدر من نواجه تحديات تتعلق بالقدرة على العودة إلى روح التأسيس وتجاوز أعطاب التنظيم (..) الشخص الذي سيُختار من طرف المجموعة بالتأكيد سيحظى بإجماع المؤتمرين، وإذا ترشحت المنصوري سأدعمها وسيدعمها أيضا الأمين العام عبد اللطيف وهبي”.

وتؤكد مؤشرات عديدة أن المنصوري الأوفر حظا لانتزاع مقود “الجرار” من وهبي، الذي أرهق الحزب بمعارك جانبية وبتصريحات غير محسوبة، في وقت تظهر فيه “بنت الباشا” أنها الأقرب لقيادة الحزب، سيما والإجماع الكبير الذي يَحفها به أعضاء الحزب إلى درجة جعلت البعض يسميها أمينة عامة فعلية لـ”البام”، مستبقا تقديم ترشيحها الرسمي.

وبخصوص فرضية ترشح وهبي من أجل الاستمرار في قيادة الجرار، كشف بنسعيد أن الأخيرقال في آخر اجتماع للمكتب السياسي، إنه “يحترم قرار المجموعة ولن يفرض نفسه على الحزب”، وسجل بنسعيد أن قرار ترشح وهبي من عدمه، “هو قرار شخصي وإذا لم يترشح نحن نلتزم بمخرجات النقاش ما بين قيادة الحزب وقواعده”، لافتا إلى أن هناك نقاشا داخليا قُبيل المؤتمر يهم مستقبل الحزب والتشبث بالمشروع الحقيقي لحزب الأصالة والمعاصرة رغم ما أثير ضده ضمن الملف ( إسكوبار الصحراء) الذي يتابع فيه عضوين من الحزب أمام القضاء.

وحول الرهانات السياسية للمؤتمر القادم الذي يأتي في سياق صعب يمر منه الحزب ارتباطا برجة “إسكوبار الصحراء”، اعتبر بنسعيد، أن محطة المؤتمر الوطني الخامس، هي “أغنى سياسيا من سابيقاتها لأننا اليوم نناقش كمجموعة واحدة بالتزام تام من أجل التفكير في مستقبل الحزب، والفكرة ليس من سيكون أمينا عاما، بقدر ما يهمنا البحث في أين وصل مشروع الحزب “.

وسجل القيادي بحزب “البام”، أنه خلال المرحلة التأسيسة للحزب لم يكن الحديث في البدء عن هوية من يقود الأصالة والمعاصرة، وإنما كان السؤال ساعتها هو تفسير المشروع السياسي في العلاقة مع المواطنين المغاربة، هل سنكون في صف اليسار أم في صفوف اليمين، مضيفا “اليوم نحن الحزب والقوة السياسية الثانية في المشهد المغربي، وكسبنا ثقة المغاربة في الانتخابات، والسؤال الحقيقي يجب الخروج من محطة المؤتمر القادم بمشروع سياسي قوي من خلال العودة إلى الأصل لأن ما ينتظرنا في 2026 يمكن أن يكون أسوأ من 2007”.

وفي سياق متصل، رفض المهدي بنسعيد “دروس” حسن بنعدي، أول أمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة، التي تحدث فيها الأخير عن انحراف القيادة الحالية للحزب عن مشروع التأسيس، مؤكدا أن “البام” يحتاج اليوم إلى النائب العام وليس إلى أمين عام، في إشارة إلى ملفات الفساد التي يتابع فيها  قياديون من الحزب أمام القضاء.

وأكد حسن بنعدي، أول أمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة، ″، أن المخاض الحالي الذي يعيشه “البام” هو نتاج انحرافات ظهرت منذ البداية، بعد تأسيس الحزب في 2008 واكتساحه للانتخابات الجماعية، مضيفا أن الحزب “لم يعد حاملا لفكرته وأصبح فاشلا مثل الأحزاب الأولى التي كان همها كيفية الحصول على المقاعد البرلمانية”.

وقال بنعدي، في حوار “مع بلهيسي” بث على منصات “مدار21 “، إن حزب الأصالة والمعاصرة الآن بالنسبة إليه ليس الحزب الذي انخرط فيه أول مرة، مشيرا إلى سياق مجيء الأعيان إلى الحزب الذي تزامن مع عودة موجة الحركات الإسلامية، إذ كان من الضروري أنه يتجه الحزب لهذه الفئة لمنع اكتساح البرلمان.

وتأسّف بنسعيد عن هذه الاتهامات الصادرة عن أحد مؤسسي الأصالة والمعاصرة، وقال إنه لم يتقبل هذا الكلام غير المسؤول، وأوضح “لو كان هذا الكلام صحيحا كان على بنعدي ساعتها أن يأتي بالوكيل العام للحزب ما الذي منعه من ذلك”؟ قبل أن يضيف: “ما عجبنيش الحال نجي بعد 20 عاما بعدما تخليت عن المسؤولية ونقول كان خاصهم يجيبوا وكيل عام هذا ليس بكلام مسؤول”.

وأكد عضو المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة، أنه يحترم حسن بنعدي ويحترم مساره السياسي، لأنه من بين الأسماء الكبيرة داخل الحزب التي أقنعته بالدخول للسياسية، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي كنا نرفض فيه الانخراط في الأحزاب بدعوى أنها “موسخة” كان بنعدي يقول لنا هذه الأحزاب هي مثل المنزل لا يتعين أن نتنظر أي أحد آخر لتنقيتها، وأن مهمة التنظيف تقع على عاتقنا”.

ورفض بنسعيد الحديث عن مطاردة خطيئة النشأة لحزب الأصالة والمعاصرة، وقال إن مشروع الحزب رغم الضرابات التي تعرض لها في 2011 هو الذي منحه القوة للحزب ليحقق النجاح الذي حصده في سنة 2016 والذي بوأه المركز الثاني، مسجلا أنه “حزب عادٍ كجميع الأحزاب السياسية، ولديه مشروع سياسي يدافع عليه، ويحافظ على القيم وهوية المجتمع مع الانفتاح على القيم الحداثية والكونية مع التشبث بمشروع الديمقراطية الاجتماعية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News