أخبار كأس إفريقيا للأمم | المنتخب المغربي

هل يعيش الأسود نفس السيناريو.. منتخبات إفريقية تألقت بالمونديال وفشلت بـ”الكان”

هل يعيش الأسود نفس السيناريو.. منتخبات إفريقية تألقت بالمونديال وفشلت بـ”الكان”

بعد تألقها في المونديال تصبح المنتخبات الإفريقية محط أنظار المتتبعين في المشاركة التي تلي العرس العالمي، غير أنها كثيرا ما تخيب الآمال إذ أن تألقها في بطولة كأس العالم، لا تكلل بنجاح قاري في أمم إفريقيا.

تألق أسود الأطلس وبلوغه لنصف نهائي كأس العالم قطر 2022، تبع توهج منتخبات إفريقية في نسخ سابقة من المونديال والذي لم يكن عاملا كافيا ليكسبها لقب الكان أو حتى وصولها إلى أدوار متقدمة في منافساته.

عندما ترك المغرب بصمته في مونديال 1998

رغم إقصائه من الدور الأول، ترك المنتخب المغربي بصمة لا تنسى في بطولة كأس العالم 1998، التي وقع فيها الأسود إلى جانب كل من البرازيل حامل اللقب، والنرويج وأسكتلندا.

واختار المدرب الفرنسي هنري ميشيل تشكيلة متناغمة ومتنوعة من اللاعبين المحليين والمحترفين، وكان على رأسها القائد نور الدين النيبت والنجم مصطفى حاجي، والمحترفين آنذاك في صفوف ديبورتيفو لاكرونيا الإسباني.

وكانت بداية مشوار أسود الأطلس بمباراة مشتعلة مع النرويج في مونبلييه، التي شهدت تقلبات كبيرة، حيث افتتح مصطفى حاجي التسجيل في الدقيقة السابعة والثلاثين من تسديدة رائعة سكنت شباك الحارس فرودي جروداس، وظل هدف مصطفى حجي في ذاكرة المغاربة والعرب لفترة طويلة، ثم استقبلوا هدفا مجانيا في نهاية الشوط الأول بعد خطأ من يوسف شيبو.

قبل أن تعود المغرب للتقدم في النتيجة عن طريق المهاجم عبد الجليل حدا المشتهر باسم كاماتشو، لكن الرد النرويجي جاء سريعا بهدف من دان إيجين لتنتهي المقابلة الأولى بنتيجة التعادل الإيجابي.

وفي المباراة الثانية لم تنجح المغرب في إيقاف توهج منتخب السيليساو، والذي تفوق بثلاثة أهداف نظيفة عن طريق الثلاثي الساحر رونالدو، ريفالدو وبيبيتو.

وجاءت اللحظة الحاسمة بالمواجهة ما بين المغرب وأسكتلندا في سانت إيتيان، والتي كانت تُجرى في نفس الوقت التي تلعب به البرازيل مباراة تحصيل حاصل أمام النرويج.

وتقدم المنتخب المغربي أمام أسكتلندا بهدف أول رائع من بصير صلاح الدين بعد تمريرة طويلة رائعة وراء الدفاع.

وواصل عناصر منتخب المغرب التركيز على الهجمات المرتدة والتي أتت أُكلها، بهدف ثانٍ بعد تمريرة من مصطفى حاجي باتجاه كاماتشو الذي أضاف الهدف الثاني لأسود الأطلس.

وأضافت المغرب هدفا ثالثا بنفس الطريقة بكرة وصلت إلى بصير صلاح الدين على حدود المنطقة وسددها بقوة لتزيد حصيلة المغاربة في المباراة إلى ثلاثة نظيفة.

لتأتي بعد ذلك خيبة الأمل والصدمة، حينما نزل خبر خسارة البرازيل امام النرويج بهدفين لهدف كالصاعقة على المنتخب المغربي والمغاربة ممن تابعوا البطولة، حيث كان ذلك كافيًا لمرور النرويج للدور التالي رفقة حامل اللقب.

أداء الأسود المبهر بالبطولة العالمية، دفع متتبعي الشأن الرياضي في القارة السمراء لترشيحه للتويج بلقب أمم إفريقيا 2000، والتي أوقعت قرعة بطولته في مجموعة ضمت كلا من نيجيريا، تونس والكونغو والذي تمكن المنتخب الوطني من حصد ثلاث نقاط صعبة بهدف يتيم سجله بصير في المواجهة التي جمعتهما، تبعه تعادل دون أهداف مع المنتخب التونسي، وخسارة من نيجيريا أنهت مشوار الأسود عند دور المجموعات بالبطولة.

حينما أذهلت السنغال العالم في مونديال 2002

لم يكن أحد يتوقع على الإطلاق ما فعله منتخب السنغال في كأس العالم عام 2002، وأن يتألق منتخب إفريقي تأهل للمونديال للمرة الأولى في تاريخه بهذا الشكل، بل ويصل إلى ربع نهائي البطولة.

قرعة البطولة كانت صادمة لأسود التيرانجا، حيث أوقعتهم في المجموعة الأولى وجهاً لوجه أمام حامل اللقب منتخب فرنسا، وصاحب العروض الرائعة في مونديال 1998، مما أكد للجميع أن الحلم السنغالي سينتهي سريعا.

المفاجأة الأولى والأكبر بالبطولة كانت من صنع بابا بوبا ديوب بتسجيله لهدف السبق في مرمى فرنسا، وهو الهدف الذي أهدى الفوز للسنغال على حساب حامل اللقب، ليكرر السنغاليون ما فعله منتخب الكاميرون في مونديال 1990 أمام الأرجنتين حامل لقب 86.

فيما تعادل المنتخب السنغالي في المباراة الثانية مع نظيره الدنماركي بهدف لمثله، ثم تعادل في الجولة الأخيرة أمام أوروجواي، بثلاثة أهداف لمثلهم ليقتنصوا بطاقة التأهل لدور الـ 16 مع الدنمارك، على حساب أوروجواي، وفرنسا التي تذيلت الترتيب دون أن يسجل نجومها أي هدف.

الحلم السنغالي لم يتقوف عند هذا الحد، ففي مباراة دور ال 16 واجهوا منتخب السويد، الذي تقدم بهدف سجله النجم هنريك لارسون، إلا أن هنري كمارا سجل هدفي التعادل والفوز، الذي قاد السنغال لربع النهائي في حدث تاريخي، لكونه ثاني منتخب إفريقي على الإطلاق يصل لهذه المرحلة آنذاك، بعد منتخب الكاميرون فى مونديال 1990.

ربع النهائي كان هو نهاية الحلم السنغالي، حيث أنهم أمام تركيا بهدف، بعد نهاية المباراة بالتعادل السلبي، ولكن ظل ما قدمه نجوم السنغال واحدة من أجمل القصص في تاريخ كأس العالم.

مشاركة السنغال ببطولة كأس أمم إفريقيا 2004 لم تكن كالتي سبقتها في كأس العالم، إذ توقف مشوار أسود التيرانكا في دور ربع النهائي بعد إقصائهم على يد منتخب تونس.

معجزة غانا في مونديال 2010

صحيح أن منتخبي الكاميرون والسنغال وصلا إلى ربع نهائي المونديال في 1990 و2002، إلا أن الجميع كان يحلم بما هو أكثر من ذلك، لذلك علقت الآمال كلها في منتخب غانا الذي قدم عروضاً مبهرة في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، وكان على بعد أمتار قصيرة عن المربع الذهبي.

وفى مباراة نارية أمام أوروجواي بربع نهائي البطولة قدم المنتخب الغاني أداء رائعا، وتقدم بهدف صاروخي سجله نجم الوسط سولي على مونتاري، إلا أن السيليستي تعادل بهدف سجله الأسطورة دييجو فورلان، ليلجأ الفريقان لشوطين إضافيين.

وانتهى الشوط الإضافي الأول بنفس النتيجة، ولكن في الشوط الإضافي الثاني وفى لحظاته الأخيرة تحديداً تهيأ للويس سواريز أنه يرتدى قفازات حراسة المرمى، وأخرج بيده الكرة من على خط المرمى بعد تسديدة رأسية من دومينيك أدياه، ليحرم منتخب غانا من أغلى هدف في مسيرته، لأنه كان سيصبح هدف التأهل لنصف نهائي المونديال.

ومنح تصدي سواريز لكرة هدف غانا فرصة أخرى للتقدم عبر ركلة جزاء، ولكن أسامواه جيان الهداف التاريخي لمنتخب غانا أهدر ركلة الجزاء بطريقة غريبة في الدقيقة 120، وسددها في العارضة، ليحرم بلاده من التأهل للمربع الذهبي، ويؤجل الأمر لركلات الترجيح.
واتجهت المباراة لركلات الترجيح، التي خسرتها غانا بنتيجة 4-2، ليودع النجوم السوداء مونديال جنوب أفريقيا أمام حسرة الملايين من أبناء القارة السمراء.

الجزائر 2014.. أول إنجاز عربي في المونديال

ضمت قائمة الجزائر في كأس العالم فيفا البرازيل 2014 عديد النجوم الناشطين في الدوريات الأوروبية، وعلى رأسهم رياض محرز وسفيان فيغولي وإسلام سليماني وياسين إبراهيمي والحارس رايس مبولحي، وبقيادة المدرب المخضرم وحيد خليلوزيتش، وقد وقع المنتخب في مجموعة قوية بجانب بلجيكا وكوريا الجنوبية وروسيا.

اللقاء الأول كان ضد بلجيكا القادمة بجيل ذهبي، وقد كانت البداية جيدة لصالح الجزائريين بانتهاء الشوط الأول لصالحهم بهدف سفيان فيغولي من ركلة جزاء، لكن العودة المبالغ بها للدفاع والتراجع البدني منح المنافس الفرصة لقلب النتيجة والخروج فائزا بنتيجة 2-1 بهدفي مروان فيلايني ودريس ميرتينز.

المباراة الثانية كانت حاسمة لحظوظ الجزائريين في التأهل لدور الـ16 لأول مرة في تاريخهم، كانت المواجهة ضد منتخب كوريا الجنوبية الذي يضم عددا من اللاعبين المحليين بجانب آخرين ينشطون في آسيا وأوروبا، وانتهى اللقاء بانتصارهم 4-2 في لحظة تاريخية عند العر ب وإفريقيا.

اللقاء الثالث أمام روسيا، انتهى بنتيجة 1-1 وبصعود الجزائر لدور ال16 لأول مرة في تاريخها.

القرعة حملت مواجهة صعبة للجزائريين في دور ال16 أمام المنتخب الألماني، وكانت الجزائر الطرف الأفضل في الشوط الأول وقد أحرجوا الألمان وهددوا مرماهم كثيرا واستطاعوا إحراز هدف بواسطة سليماني لكن ألغاه الحكم للتسلل، الأمور اختلفت في الشوط الثاني واستعاد المانشافت زمام المبادرة وهددوا مرمى المنتخب الإفريقي كثيرا لكن تألق رايس مبولحي حال دون استقباله أي هدف لينتهي الشوط الأصلي بالتعادل السلبي.

لجأ الفريقان للوقت الإضافي، واحتاج الألمان لدقيقتين فقط ليتقدموا بالهدف الأول بواسطة أندري شورله، فيما أضاف أوزيل الهدف الثاني، ورغم هدف عبد المؤمن جابو في اللحظات الأخيرة إلا أن الجزائر خسرت وغادرت البطولة برأس مرفوعة بعدما حازت على تقدير وإعجاب الجميع.

ودفع مرة أخرى المستوى الرائع الذي قدمه المنتخب الجزائري في مونديال 2014 إلى ترشيحه للذهاب بعيدا في كأس أمم إفريقيا 2015، لكنه خيب الظنون بعدما أقصي على حساب ساحل العاج بسهولة في ربع النهائي بواقع 3-1.

تاريخ المنتخبات الإفريقية التي نجحت عالميا عبر بوابة المونديال، وفشلها في كأس الأمم الإفريقية فتح تساؤلات مما إذا كان هناك نحس يرافق هذه المنتخبات، وها هو الآن يقف المغرب على بعد خطوات قليلة من كتابة اسمه بأحرف من ذهب كأول بلد إفريقي تألق في كأس العالم وتوج بلقب الأمم الإفريقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News