سياسة

الأمين العام الأول لـ”البام” يفضح “قرصنة” الحزب ويُشبه وهبي بـ”الفقيه الأمّي”

الأمين العام الأول لـ”البام” يفضح “قرصنة” الحزب ويُشبه وهبي بـ”الفقيه الأمّي”

شخّص حسن بنعدي، أول أمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة، الانحرافات التي عرفها “البام” منذ تأسيسه إلى اليوم، متحدثا عن ما تعرض له الحزب من “قرصنة” أوصلته إلى ما يعيشه اليوم باستحضار ملفات فساد يتابع على خلفيتها أعضائه، آخرها تفجر قضية “إسكوبار الصحراء” التي تورط بها سعيد الناصيري وعبد النبي البعيوي وتبرأ منها الحزب، مشبها عبد اللطيف وهبي، الأمين العام الحالي بـ”الفقيه الأمّي”.

وأشار بنعدي، في حوار “مع بلهيسي” يبث على منصات “مدار21″، أن المخاض الحالي الذي يعيشه “البام” هو نتاج انحرافات ظهرت منذ البداية، بعد تأسيس الحزب في 2008 واكتساحه للانتخابات الجماعية، مضيفا أن الحزب “لم يعد حاملا لفكرته وأصبح فاشلا مثل الأحزاب الأولى التي كان همها كيفية الحصول على المقاعد البرلمانية”.

وأفاد بنعدي، أن حزب الأصالة والمعاصرة الأن بالنسبة إليه ليس الحزب الذي انخرط فيه أول مرة، مشيرا إلى سياق مجيء الأعيان إلى الحزب الذي تزامن مع عودة موجة الحركات الإسلامية، إذ كان من الضروري أنه يتجه الحزب لهذه الفئة لمنع اكتساح البرلمان.

وأفاد المتحدث نفسه بأن الحزب بعد تأسيسه شارك في انتخابات جزئية بأسفي ومراكش بأعضاء كانوا معتقلين يساريين سابقين وعضو آخر كان متجدرا بتيزنيت، فكانت النتيجة نجاحا في هذه الأخيرة وفشلا بالباقي، مضيفا أنه في هذه الفترة “فهمنا أن شرط النجاح ليس بالضرورة امتلاك أفكار أو أن تكون يساريا”.

وأوضح أن الحزب قرر الاستعداد للموجة الجارفة القادمة فقرر الاعتماد على من بإمكانهم النجاح في الانتخابات، مضيفا أن التيار الجديد دخل في صراعات مع المناضلين اليساريين الذين كانوا داخل البام، مستحضرا أن الحزب حاول التركيز على “أصحاب الشكارة” غير المنحرفين وليس من راكموا الأموال فقط لأنهم مارسوا السياسة.

ولفت بنعدي إلى أنه حدث داخل الحزب “زواج بين السلطة الحزبية التي تقدم التزكية ومن أرادوا المجيء للحزب من أصحاب الأموال”، مشيرا إلى أن الأزمة اليوم “توجد في كيفية تدبير الحياة الحزبية وأن يقوم الحزب على قوانين مضبوطة واحترام اللوائح الداخلية للحزب، لكن هناك إشكال سوسيولوجي لدى المغاربة مع احترام القانون”.

وتابع المسؤول السابق بحزب “الجرار” أن المؤتمر الذي جاء بعبد اللطيف وهبي إلى الأمانة العامة بعد ولاية حكيم بنشماس سبقته “عملية سطو لا علاقة لها باحترام القانون، وهذه أمور مسجلة”، مضيفا أن الحزب “تمت قرصنته من طرف فئة قليلة لخدمة أهداف أخرى والذهاب به إلى وجهة أخرى”.

وبخصوص توقيع بلاغ الحزب حول الناصيري والبعيوي من طرف المجلس الوطني للحزب وليس الأمانة العامة، أبرز بنعدي أن هذا شأن داخلي للحزب ولا علم له بتفاصيله، مضيفا أنه عندما كان داخل الحزب كان المتعارف عليه داخل “البام” عندما تُثار أمور حول شخصية معينة فهناك لجنة الأخلاقيات بالحزب تتواصل مع الشخص وتطلب منه الجواب وإذا لم يقتنع الحزب يتخذ قراره حينها.

وأردف أنه لو كان أمينا عاما “كان سيُفعل لجنة الأخلاقيات عند إثارة أمور حول أعضاء الحزب لاستفسارهم، لكن هذه اللجنة غير موجودة اليوم”، مستحضرا قرار الحزب سابقا إبان حكومة عباس الفاسي بتجميد عضوية أحمد اخشيشن.

ولفت بنعدي إلى أن قضية “إسكوبار الصحراء” لها تداعيات على الأغلبية الحكومية، مستحضرا أزمة تعديل قانون مجلس النواب هذا الأسبوع، مفيدا أن “الأغلبية في أزمة، وأننا وصلنا في هذه المرحلة إلى ممارسة سياسية تكاد تكون صبيانية” في إشارة إلى تعامل باقي مكونات الأغلبية مع أزمة “البام”.

وحول تقييم قيادة وهبي للحزب قال بنعدي إنه انسحب من الحزب قبل مجيئه وأن “ما بُني على باطل فهو باطل”، مشبها وهبي بطريفة الفقيه الأمي الذي اكتشف الناس بعد سنوات أنه أمّي لا يقرأ الرسائل لكنه قال لهم “حتى أنا ما قاريش لك بزز منكم فقيه”.

وأكد المتحدث نفسه أنه إذا كان هناك من يرى بأن الحزب في عهد وهبي أفضل من حقبة المؤسسين وأنه حصد الرتبة الثانية في الانتخابات وغيرها من الأمور، فهذا ينسجم مع مقولة “فقيه بزز منكم”.

وأشار بنعدي إلى أن مشروع الحزب “تمت قرصنته منذ السنة الثانية لتأسيسه”، موضحا أن المغرب في حاجة إلى فكرة “البام” التي يمكن أن تحمله أحزاب أخرى.

وعلّق بالمقابل حول عدم انتداب أعضاء الحزب بمدينة العيون للمؤتمر القادم، معتبرا أن هذا الأمر خطأ فادح في منطقة حساسة، سبقه خطأ طرد البرلماني الجماني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News