بيئة

مرض مجهول يُهدد “رئة الجديدة” وفعاليات حقوقية تدق ناقوس الخطر

مرض مجهول يُهدد “رئة الجديدة” وفعاليات حقوقية تدق ناقوس الخطر

يتعرض الشريط الغابوي بمنطقة الحوزية بمدينة الجديدة لظاهرة غريبة وصفت بـ “الموت البطيء” لرئة المدينة، إذ سجل في الغابة موت عشرات الأشجار وسقوطها على الأرض بفعل “أسباب مجهولة”. ووجه فاعلون حقوقيون بالمدينة ندائهم إلى الوزارة الوصية على قطاع الغابة، من أجل كشف الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، لاسيما أنهم يرجعونها إلى “الثلوث أو فعل فاعل”.

وقال عبد الله المستعين فاعل حقوقي في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، إن وضعية غابة الحوزية تنذر بخطورة كبيرة تتعلق باندثار مجموعة من الأشجار على مستوى الشريط الغابوي المرتبط بمنطقة الحوزية”، معبرا عن أسفه وقلقه إزاء الظاهرة التي توصف بغير الطبيعية، حيث يرجح المتحدث أن يكون ورائها “عوامل طبيعية أو فعل فاعل”.

وأضاف الفاعل الحقوقي، أن الشريط الغابوي بالجديدة ذو أهمية كبيرة على مستوى المقاومة البيئية لمجموعة من المتغيرات، لا سيما وأن وسط مدينة الجديدة ليس ببعيد عن القطب الصناعي “الجرف الأصفر”، وما يخلف هذا الأخير من ثلوث يخقن الأحياء السكنية القريبة منه، محذرا في المقابا من عواقب تضرر رئة الإقليم، مما سيكون له تأثير كبير في المستقبل القريب على عصامة دكالة.

ودعا الفاعل الحقوقي السلطات المحلية إلى التعجيل بمواجهة ظاهرة تآكل الأشجار، وذلك بتنسيق مع السلطات الوصية  على قطاع المياه والغابات، بهدف الحد من الظاهرة البيئية “الخطيرة” التي تشكل “تهديدا كبيرا” على الصحة والأمن وتمس حق المواطنين في بيئة سليمة.

ومن جانبه عبّر سفيان الموطياف في  مماثل تصريح للجريدة عن استيائه وقلقه لما آلت إليه أوضاع غابة الحوزية بالجديدة، مستنكرا ” الحالة الكارثية للغابة التي تعد رئة مدينة الجديدة، إذ تنقي وتنظف الجو من مخلفات السموم التي تأتي من الجرف الأصفر”.

واستغرب الموطياف من طريقة سقوط الأشجار بالغابة المذكورة، وقال إنها ” يسقط بطريقة غريبة ما يظهر ربما إصابتها بمرض مجهول أو تم رشاه بمادة سامة بتدخل فعل إنسان”، مضيفا  أن غير ذلك من الأسباب سيُبقى فعل الثلوث في قفص الاتهام.

ودعا الموطياف إلى فتح بحث معمق لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء تآكل الأشجار وسقوطها مع معاقبة المسؤولين عن هذه الكارثة الطبيعة التي تهدد رئة عاصمة دكالة، منبها إلى ما تعيشه مدينة الجديدة من استنزاف كبير للثروات الطبيعية ويتلقاه الإقليم من اهمال” وهو ما يستدعي وضع حزام أخضر يحد من ظاهرة الثلوث بمدينة الجديدة.

 

وفي هذا السياق، أكد وزير الفلاحة و الصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد صديقي، على الأهمية البالغة التي توليها الوزارة لحماية الثروة الوطنية والغابوية، وذلك بالاعتماد على محورين أساسيين هما، المقاربة التنموية التشاركية مع الساكنة المجاورة للغابات(مستعملة الغابات) تقوم على انجاز مشاريع مندمجة مجالية لفائدة الساكنة المحلية، بالإضافة إلى تأطيرهم وتنظيمهم في جمعيات رعوية وتعاونيات غابوية تساهم في رفع وتنويع دخلها وفي حماية الغابات.

وكشف الوزير  جوابا عن سؤال كتابي تقدم به النائب البرلماني إدريس السنتيسي، حول ” الحفاظ على الرصيد الغابوي وحمايته من التبديد وتحسين ظروف عيش الساكنة القروية”، أنه تم  اعتماد مقاربة زجرية تستهدف خاصة “العصابات المنظمة التي تنشط في مجال قطع وتخزين وتهريب المواد الغابوية ذات مصدر غير قانوني وفق استراتيجية مشتركة مع القطاعات والسلطات الإقليمية والمحلية والقضائية والدرك الملكي والأمن الوطني”.

وبحسب المصدر ذاته، منذ سنة 2020، أطلقت الوزارة إستراتيجية غابات المغرب 2020_2030، حيث جاءت إجابة عن العديد من التحديات والإستجابة لتطلعات الساكنة والفرقاء المؤسسات وفق ما جاء في جواب الوزير، مشيرا إلى أن الوزارة تمت الشروع في انجاز عدة أوراش تهم محاورها الأساسية تستهدف في جانب منها ” اشراك الساكنة المجاورة للغابات في التدبير المستدام للثروة الوطنية الغابوية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News