مجتمع

الخطاب الملكي لعيد العرش المجيد محطة أساسية لاستمرار ورش الدولة الاجتماعية والصناعية

الخطاب الملكي لعيد العرش المجيد محطة أساسية لاستمرار ورش الدولة الاجتماعية والصناعية

تشهد المملكة المغربية احتفالات عيد العرش المجيد، عيد المفاخر والعروة الوثقى التي لا انفصام لها، عيد بهيج يربط على الدوام العرش بالشعب والشعب بالعرش، لقد تمكنت بلادنا ولله الحمد من شق طريق النهضة بكل افتخار وتفاؤل، وبناء صرح نهضة حديثة، وهو ما عبر عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه في خطاب عيد العرش المجيد، حيث أكد أن هاته المناسبة الوطنية محطة أساسية لتجديد روابط البيعة للعرش العلوي المجيد.

لقد أكد جلالة الملك أن السبيل الأمثل للنهوض بالتنمية هو تثمين العنصر البشري والنهوض بالتنمية الاقتصادية، وذلك من خلال الاستثمار في العنصر البشري وتأهيله لمواصلة التحديات وخدمة الوطن والمواطن.

إن الوضع الذي تعيشه بلادنا ولله الحمد كما أكد جلالة الملك لم يكن وليد الصدفة، بل جاء ثمرة رؤية ملكية سديدة تبعث بالافتخار والاعتزاز، قوامها الاستقرار السياسي والمؤسساتي والأمني، في اشارة الى الدور الذي تلعبه المملكة في محيطها الاقليمي والقاري من استثبات للأمن والاستقرار ومحاربة الارهاب وتنويع شركاء المملكة الاقتصاديين، مع ضرورة التركيز على المبادرة الاطلسية التي اطلقها جلالته للدول الافريقية ودورها في النهوض باقتصاديات الدول باعتبار المغرب بوابة اوروبا نحو افريقيا.

لقد تطرق جلالة الملك حفظه الله الى أهم المكاسب التي حققتها المملكة على الصعيد التنموي، مشيرا الى جعل النموذج التنموي الجديد التي تنبني عليه سياسة المغرب التنموية سبيلا امثلا لبناء اقتصاد تنافسي و حر من منطلق رابح رابح ،مشيرا جلالته الى ما حققته السياسة السامية لجلالته في الأونة الاخيرة من تقدم في العديد من الملفات التنموية رغم توالي سنوات الجفاف، والتي من بينها دعم القطيع الوطني، وتحلية مياه البحر من خلال انشاء عدة محطات للتحلية ،مع إلغاء شعيرة عيد الاضحى ضمانا لانخفاض الاسعار وتوفر المنتوج من الاضاحي لتغطية السوق الوطنية .

ما فتئ جلالته  الحديث عن المنصة الصناعية التي أصبح المغرب رائدا فيها قاريا واقليميا وعالميا، الا وهي صناعة السيارات والاستثمارات الاجنبية بالمغرب في هذا المجال، سواء بطنجة او القنيطرة، حيث أكد على الدور الكبير لهاته الصناعة في النهوض بالاقتصاد المحلي والوطني وذلك منذ 2014، ناهيك عن قطاع الطيران الذي اصبح محط اهتمام كبير لعديد من المستثمرين ببلادنا باعتبار المغرب محطة يؤتمن عليها بفعل استقرارها السياسي والامني والاقتصادي .

الذي أكد جلالته ان الاقتصاد الوطني ينبني على عديد من المحاور والتي من بينها المحاور التالية:

1- قطاع صناعة الطيران والسيارات

2-الطاقات المتجددة

3ـ الصناعات الغدائية

ـ4 السياحة

فان كان تذكير لأهمية هاته القطاعات في تنمية الاقتصاد الوطني فإنها في نفس الوقت احاطة ملكية سامية للحكومة المغربية للاهتمام الاكبر لهاته القطاعات وما يليها من اعداد واخراج سياسات عمومية أكثر حكامة للنهوض بالمقومات الاقتصادية السالفة الذكر،  لجلب الاستثمارات  ولخلق فرص الشغل.

لقد نبه جلالة الملك حفظه الله الى ضرورة ان يواكب ما يعرفه المغرب من تطور اقتصادي حال المواطن ومستوى معيشته بالقول ” تعرف جيدا انني لن اكون راضيا مهما بلغ مستوى التنمية الاقتصادية والبنيات التحتية اذا لم تساهم بشكل ملموس في تحسين ظروف عيش المواطنين”، وهي رسالة ذات اهمية كبرى الى القائمين على تسيير الشأن الحكومي ببلادنا، من خلال خلق نوع من التوازن ما بين التطور الاقتصادي وظروف عيش المواطنين خصوصا في شقه الاقتصادي والاجتماعي والصحي في اشارة الى خلق انظمة وطنية صامدة لتعميم انظمة الحماية الاجتماعية وتقديم الدعم الاجتماعي للأسر التي تستحقه والذي يعرف اليوم بعض التعثرات في تنزيل مضامينه .

لقد أكد جلالة الملك على التنزيل الاسرع لمشروع الجهوية المتقدمة والتي تعرف تعثرا كبيرا، ناتجا عن تعدد النصوص القانونية وتعدد المتدخلين وضعف في التنزيل والمراقبة والحكامة، داعيا جلالته الى اعتماد جيل جديد يرتكز على تكريس الجهوية المتقدمة، من خلال دعم التشغيل الجهوي وفق ما ترتكز عليه جغرافية كل جهة ومواردها، تقوية نظام الصحة والتعليم، اعتماد استراتيجية واضحة المعالم للحفاظ على الماء.

وفيما يخص محيطنا الاقليمي المغاربي توجه العاهل الكريم برسالة مباشرة الى الشعب الجزائري الشقيق داعيا اياه الى وضع اليد في اليد وتجاوز الخلافات لغاية واحدة، وهي اعادة احياء الاتحاد المغاربي وبناء اقتصاد قوي وموحد لكلى البلدين وبلدان الجوار، مستحضرا قيم التأخي والمصير المشترك والتاريخ الذي يجمع الشعبين الشقيقين على مر التاريخ.

كما أكد جلالته الى التأكيد والاعتزاز بالاعترافات الدولية بمغربية  الصحراء المغربية، متوجها بالشكر لدولة بريطانيا والبرتغال على اعترافهما الاخير بسيادة المغرب على صحرائه، على اعتبار ان مقومات الاسثتمار ومكافحة الارهاب لا تتم الا من خلال وحدة وطنية متماسكة داخليا بشكل يمكنها من الانفتاح على المحيط القاري والعالمي.

باحث في الشأن السياسي والقانون العام، متصرف بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية-

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News