شبح “البوفا” يتربص بشباب البيضاء والأمن يكثف حملاته التمشيطية

تشهد الأيام الأخيرة من سنة 2023 حملات تمشيطية عديدة تقوم بها المصالح الأمنية لمدينة الدار البيضاء، بسبب الانتشار “المخيف والواسع” لمخدر الـ”البوفا” بأزقة وشوارع العاصمة الاقتصادية.

وشهدت مجموعة من الأحياء الشعبية في الأسبوع الأخيرة من دجنبر الجاري انتشارا كبيرا لمروجي المخدرات وسط الشباب، خصوصا مخدر “البوفا” المعروف باسم “مخدر الفقراء”.

وأصبحت أحياء البرنوصي، سيدي مومن، أناسي وأهل الغلام ومولاي رشيد وغيرها، قبلة لمروجي هذا النوع من المخدرات، رغم الجهود التي تقوم بها السلطات الأمنية بالدار البيضاء للحد من ذلك.

العناصر الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكنت في الساعات الأولى من فجريوم الجمعة 22 دجنبر الجاري، من إحباط محاولة للتهريب الدولي للمخدرات وحجز 6 أطنان و550 كيلوغراما من مخدر الشيرا.

كما تم تنفيذ هذه العملية الأمنية على مستوى مخرج الطريق السيار بمدينتي الدار البيضاء وبوزنيقة، حيث أسفرت عن حجز سيارتين وضبط مجموعة من رزم مخدر الشيرا موجهة للتهريب الدولي، بلغ مجموع وزنها 6 أطنان و 550 كيلوغراما.

وفي مقابل ذلك، ما زالت المطالب تعلو ساكنة البرنوصي وأهل الغلام لوقف ترويج المخدرات التي تتربص بشباب المنطقة، داعية إلى التدخل الصارم من أجل إنقاذها وإنقاذ أبنائها من مخدر “البوفا” الذي يغزو شوارع وأزقة الدار البيضاء الكبرى والصغرى.

وشنت المصالح الأمنية بولاية الدار البيضاء، منذ أيام، حملات واسعة في الأحياء الشعبية التي ينتشر بها ترويج هذا المخدر الذي صار يغزو المدينة.

ووجهت تعليمات من طرف ولاية الأمن إلى مختلف المصالح التابعة لها، لا سيما على مستوى أحياء مولاي رشيد وسيدي عثمان والحسني، من أجل توقيف مروجي المخدرات التي صارت تفتك بالشباب وبات عدد المتعاطين لها يتزايد بشكل لافت في الآونة الأخيرة.

وجرى خلال هذه الأيام اعتقال عدد من مروجي “البوفا” بمجموعة من الأحياء، في حين تتواصل العملية في المناطق التي تعرف انتشارا له وللقنينات التي تستخدم في تعاطيه، ومنها حي مولاي رشيد.

ووفق آخر ما أعلنت عنه المديرية العامة للأمن الوطني، فقد تم توقيف العديد من الأشخاص بتهمة حيازة وترويج المخدرات، وأسفرت عملية التفتيش المنجزة عن العثور بحوزتهم على 40 جرعة من مخدر “البوفا”.

وتواصل أجهزة الأمن خلال هذه الفترة، التي تتزامن وموعد الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة، حملتها التمشيطية بمناطق الدار البيضاء التي تنشط بها عصابات إجرامية يصعب على الأمن مواجهة توسع نشاطها الممنوع، في مختلف أنحاء الدار البيضاء الكبرى.

ويذكر أن “البوفا“ أو “كوكايين الفقراء” مخدر له تأثيرات خطيرة، إذ إن جرعة واحدة فقط تكفي للسقوط في براثن إدمان يصعب التخلص منه.