بورتريه

ليلى مشبال.. منافسة الرجال في “قمرة” التسيير بميدان الطيران

ليلى مشبال.. منافسة الرجال في “قمرة” التسيير بميدان الطيران

لطالما راود حلم الطيران الإنسان منذ القدم، ولا أدل على ذلك مما قام به عباس ابن فرناس في الأندلس. وإذا كان الطيران يمثل انطلاقة نحو الفضاء، واستكشاف هذا العالم المثير، فإن ما تبوأت به ليلى مشبال يمثل نزوعا إلى هذا العالم المثير، والجميل في آن واحد.

ابنة الشمال

تمكنت ابنة مدينة تطوان، ليلى مشبال، من كسر الموروث الثقافي العربي الذكوري، الذي يأبى أن تحتل المرأة مناصب قيادية. والمعروف أن مجال الطيران أكثر مهن القيادة الملتصقة بالرجال، والذي ظل محتكِرا لها لعقود، خاصة في الدول العربية، وإن استطاعت المرأة افتكاك بعض المواقع، إلا أن حضورها مازال خجولا نوعا ما.

لم تعلم ابنة مدينة تطوان أن الأيام تخبّئ لها تقلّد منصب قيادي في ميدان الطيران، وهي تلج سوق العمل محمّلة بشهادات عالية من كبريات المدارس الوطنية الخاصة بالتسيير والمحاسبة.

روح وطنية

ترى ليلى أن من واجبها سداد الدين لبلدها المغرب الذي تهيم حبا به، ولا تطيق فراقه، وتجد نفسها محظوظة لكونها لم تسافر إلى بلد آخر قصد استكمال دراستها، علاوة على أنها التحقت بالتَدريب والعمل في مؤسسات بكل من الدار البيضاء ومراكش. تقول ليلى في أحد الحوارات الصحفية: “أُفضّل العمل ببلدي، فهكذا أستطيع أن أخدمه عن كثب وأعطيه ولو القليل مما منحني إياه قبلا.”

تؤمن ليلى بقدرات المغاربة على التغيير نحو الأفضل، وتجد أن المغرب له من الكفاءات ما يكفي لتقدمه ونمائه، فالأمر يحتاج إلى حس وطني يسخّر خدمة لجعل المغرب في مصافي الدول المتقدمة، وإن كانت تجد أن النساء يتصفن بالمثابرة في العمل أكثر مما يقوى على منحه الرجال، وهذه فطرة المرأة التي تدفعها إلى العطاء بصورة أكبر من غيرها في ظل المنافسة الشريفة مع الرجل.

المرأة المديرة

تقول ليلى مشبال في أحد تصريحاتها: “أكثر ما حمَّسني في عملي الجديد، هو كلمة الطيران، فهي كلمة مثيرة للاهتمام، إضافة إلى كونه ميدانا يتطلب الاشتغال بمجهود كبير.”

تشغل حاليا المديرة العامة لشركة الطيران العربية-المغرب منذ يناير 2014، وهي شركة مغربية ضمن المجموعة الإماراتية “العربية للطيران”.

وخلافا لما تردده بعض النساء، فإن ليلى مشبال لا تجد صعوبات تعتري المرأة في منصب القرار، مادام أنها قادرة على العمل الجاد والدؤوب، وتتبنى مبدأ الفريق الذي تشتغل تحت توجيهاته، فما يميز أي شخص هو قدرته على التفاني في عمله سواء كان رجلا أو امرأة، فالنجاح لا يرتبط بالنوع بقدر ما يرتبط بالكفاءة، وخاصة في مجال الطيران الذي يتطلب معايير خاصة، لتحقيق الأفضل في العمل، نظرا لكون خدمة الزبناء وإظهار أفضل الخدمات أولى أولويات طاقم الشركة.

النساء يملِكن من الشَّغف والمثابرة في العمل أكثر مما يستطيع منحه الرجال، وهذه طبيعة المرأة الأمر الذي يدفعها نحو المنافسة الشريفة مع الرجال وهو دافع للعطاء أكثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News