رأي

دينامية دبلوماسية اتجاه ملف الصحراء

دينامية دبلوماسية اتجاه ملف الصحراء

المنطقة تشهد دينامية دبلوماسية قوية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وكذلك التحركات التي تتم مع ستافان دي ميستورا.. وهي كلها ديناميات توجد في قلبها قضية الصحراء ومختلف التطورات سواء ما يتعلق بالتهديد الأمني الذي باتت تشكله مليشيات البوليساريو بالمنطقة، و التهديد الذي تتسبب فيه تجميد العملية السياسية بسبب رفض النظام الجزائري التعاطي الإيجابي مع المبعوث الأممي.

لهذا كانت هناك تحركات دبلوماسية اتجاه الجزائر، وأخرى إسبانية اتجاه ستافان دي ميستورا.

في قلب هذه الدينامية الجديدة كلا الطرفين اللذين يقودانها يؤكدان على موقعهما الثابت من مغربية الصحراء ومن الدعم الايجابي لمبادرة الحكم الذاتي.

هي دينامية سيكون لها ما بعدها خاصة وأن مختلف التحولات الإقليمية التي تشهدها المنطقة هي كلها تشدد على ضرورة التصدي للتنظيمات الإرهابية والقضاء على التنظيمات الانفصالية التي تُغذي وتتغذى من الإرهاب.

الديناميات الحالية التي تتقاطع كلها في دعم مبادرة الحكم الذاتي تفرض يقظة مغربية من خلال تقوية الحضور الدبلوماسي المغربي في الملفات الاقليمية خاصة منها ما يتعلق بمواجهة الإرهاب وبدعم التنمية في إفريقيا، يتجلى ذلك من خلال المخطط الذي اعلن عنه الملك في خطابه للمسيرة الخضراء، مخطط الانفتاح على العمق الأطلسي بكل المشاريع الكبرى التي تم تدشينها وأخرى سيتم تدشينها ستجعل من مدينة الداخلة وميناءها قلب التنمية في إفريقيا خاصة أن هذا العمق الأطلسي سيتم ربطه بمشروع أنبوب الغاز الذي سيمر من نيجيريا نحو المغرب مروراً بغرب إفريقيا وما الإعلان الذي صدر عقب الزيارة الملكية للإمارات إلا واحد من تجليات هذا التوجه الأطلسي للمغرب وربطه بمشاريع كبرى اقتصادية تُشكل عامل استقطاب للرأسمال والاستثمارات الدولية سواء العربية منها أو الغربية خاصة الأمريكية والبريطانية هذه الأخيرة التي تتجه بهدوء نحو التعبير عن مواقف داعمة لمغربية الصحراء مُقدمتها هي عملية التشبيك الاقتصادي الذي يتم بين البلدين.

الزيارات الحالية للمسؤولين الأمريكيين للمغرب ثم للجزائر والتأكيدات الصادرة عن الموقف الثابت من مغربية الصحراء يشير إلى رغبة أمريكية نحو طي النزاع و إنهائه بنفس مضامين الإعلان الذي وقعه الرئيس السابق ترامب.

الديناميات الحالية هي ديناميات متعددة كلها تشير إلى وجود رغبة دولية في طي الملف و في اعادة بعثه من جديد خاصة مع حالة الجمود التي دخل فيها منذ تعيين المبعوث الجديد و توقف مباحثات جنيف التي انطلقت مع سابقه، هذه الرغبة الدولية تصطدم مع رفض جزائري التعاطي معها بإيجابية مما يفسر التحركات المكوكية نحو الجزائر التي قام بها دبلوماسيون أمريكيون من أجل دفع النظام الجزائري للتعاطي بشكل إيجابي مع التحركات التي يُفترض أن يقوم بها ستافان دي ميستورا.

الديناميك الحالية تشير إلى أن ملف الصحراء رغم وجود ملفات إقليمية ضاغطة مازال ضمن جدول أعمال الامم المتحدة و الدول الفاعلة فيه و أن هذا الإهتمام يجعل من المغرب ومن فرصته في التقدم ايجاباً لطي الملف على ارضية الحكم الذاتي قائمة، على اساس انه الحل الوحيد الجدي الذي يحضى بدعم دولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News