رصد فراشة الكاربوكاس بشحنة رمان مغربية بإسبانيا يثير مخاوف أوروبية
مرة أخرى، وجد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا” نفسه في مرمى اتهامات جديدة من طرف الأوروبيين، بعد أن أعلنت جمعية الفلاحين في فالنسيا اكتشاف أول حالة لفراشة الكاربوكاس الزائفة في شحنة رمان قادمة من المغرب، وذلك بتأكيد من اللجنة الأوروبية.
وبحسب وسائل إعلام إسبانية، فإن جمعية الفلاحين عبرت عن “قلقها الشديد” نظرا لخطورة فراشة الكاربوكابس الزائفة (Thaumatotibia leucotreta) المرصودة في شحنة من الرمان القادمة من المغرب، وقد أكدت اللجنة الأوروبية هذا الاكتشاف.
ودعت جمعية الفلاحين “AVA-ASAJA” مؤسسات الاتحاد الأوروبي إلى “فتح تحقيق فوري في الميدان للتحقق من البعد الحقيقي للتهديد، وفي حالة الضرورة، اتخاذ التدابير اللازمة لمنع انتشار هذا الآفة إلى أوروبا”.
وفي الوقت الذي تعول فيه وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية، على المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية، لمراقبة كل المنتجات النباتية قبل تصديرها، حماية للصادرات المغربية من الرفض، يطرح السؤال حول دور هذا المكتب خصوصا أن عملية ضبط المبيدات تكررت أكثر من مرة.
ومن مسؤولية “أونسا” المراقبة الوثائقية، والتي تعتبر خطوة منهجية تتمثل في التحقق من محتوى وشكل ملفات الاستيراد أو المستندات المرافقة للبضائع، ومعها مراقبة الهوية والمراقبة المادية، حيث يتعلق الأمر بمراقبة منهجية تتمثل في ضمان مطابقة البضائع المستوردة للشواهد والوثائق المرفقة بها، وفي كونها تفي بالمتطلبات التي تحددها النصوص والقوانين الجاري بها العمل وتتوافق مع الاستخدام المشار إليه في الوثائق.
من جهة ثانية، وهي الأهم في المراقبة، تلك المراقبة العينية، والتي فشل فيها المكتب هذه المرة والتي تتجسد في أخذ عينات تمثيلية للمنتجات أولية أو للمنتجات غذائية، قصد إجراء تحليل في المختبر.
وتشير المعطيات التي نشرتها “إيست فروت” المتخصصة، أن الفراشة الزائفة للكاربوكابس تسبب دمارًا هائلًا في عدة محاصيل وأنواع من الأشجار “دخولها وانتشارها في الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى فقدان متوسط ما يصل إلى 26 بالمئة في إنتاج الحمضيات”.
كما تتسبب، وفق المصدر ذاته، في أضرار خطيرة أيضًا لمحاصيل زراعية أخرى مثل الفواكه ذات النوى، والتفاح، والكمثرى، والأفوكادو، والكروم، والزيتون، والكاكي، والرمان، والفلفل، والطماطم، والباذنجان.
وقالت “إيست فروت” إن الفراشة الزائفة منتشرة في العديد من الدول الإفريقية، أبرزها كينيا وزامبيا، وذلك بتأكيد لجنة المراقبة من الاتحاد الأوروبي، حيث تم اكتشافها في ورود قادمة من هاتين الوجهتين خلال نونبر الماضي، وكذلك جنوب إفريقيا، حيث تم اكتشافها في شحنة برتقال قادمة من هناك، وتمت معالجتها بالبرد لوقف وصولها.
رئيس “AVA-ASAJA”، كريستوبال أغوادو، بدوره حذر من هذه الآفة الخطيرة للغاية، والقادرة على الانتشار بسرعة وإلى مجموعة واسعة من المحاصيل. واعتبر أن العثور على الفراشة الزائفة في شحنة رمان مغربية، يؤكد تقريبا أنها موجودة بالفعل في زراعات أخرى في المغرب.
وأضاف “ونظرًا لأن العديد من صادرات الفواكه والخضروات التي يرسلها المغرب إلى الاتحاد الأوروبي، خاصة من خلال إسبانيا، هناك خطر عال جدًا من إدخال وانتشار هذا الآفة في جميع المحاصيل الحساسة هناك”.
ولم يصدر لحد الساعة أي تعليق رسمي من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية حول الشحنة أو حقيقة انتشار فراشة الكاربوكاس الزائفة، فيما وجدت صحف إسبانية هذا التحذير فرصة لمهاجمة المنتجات الفلاحية المغربية المستوردة، خاصة أن بعضها أضحى يسيطر على السوق الأوروبي في السنوات الأخيرة.
في السياق ذاته، وجه أغوادو من جميع الساسة الأوروبيين ذوي الاختصاص في مجال الزراعة، يطالبهم فيها بالضغط اللجنة وعدم تكرار تجربة جنوب إفريقيا ومصر، دون الاقتصار فقط على طلب توضيحات”.
كما طالب بتفعيل ما تنص عليه بنود الاتفاقيات الموقعة في حالة ظهور مثل هذه الآفات، وذلك من خلال مراقبة دقيقة لكل الشحنات القادمة في المغرب، بمشاركة مفتشين من الاتحاد الأوروبي.
“وإذا تم تأكيد وجود فراشة الكاربوكابس الزائفة فعليًا، سيكون من المفترض أن تتحمل الحكومة المغربية المسؤولية عن عدم إبلاغها أو اتخاذ أي إجراءات وقائية” يضيف المسؤول الفلاحي.
ويؤكد أن الجمعية تواصلت مع المديرة العامة للصحة والسلامة الغذائية، ساندرا غالينا، ومع النواب الأوروبيين الإسبان، ومع وزير الزراعة، لويس بلاناس بخصوص الموضوع.
