فن

السينما إشعاع للمملكة.. ممثلون يشيدون بتألق “عصابات” وكذب أبيض” بمهرجان مراكش

السينما إشعاع للمملكة.. ممثلون يشيدون بتألق “عصابات” وكذب أبيض” بمهرجان مراكش

أشاد ممثلون مغاربة بمشاركة الفيلمين المغربيين “كذب أبيض” و”عصابات” في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، عادّين أنهما انعكاس للتطور الحاصل في السينما المغربية التي أصبحت تتألق وطنيا وعالميا، وتمثل المغرب في أهم التظاهرات الدولية.

وفي هذا الصدد، قال الممثل عبد السلام البوحسيني، إن مشاركة فيلمين مغربيين في المسابقة الرسمية يعد شرفا لكل الفنانين المغاربة، عادّا أن ذلك ليس غريبا عن السينما المغريبة التي واكبت هذا المهرجان بالمشاركة منذ دوراته الأولى.

وأضاف البوحسيني في حديث لجريدة “مدار21”: “فخورون بمخرجينا وممثلينا الشباب، الذين نشجعهم ونتمنى لهم التألق ونيل أحسن الجوائز العالمية، ونفتخر أيضا بمنتجينا لأنهم يبحثون عن تطوير السينما المغربية”.

وأكد المتحدث ذاته أنه “يجب أن نثق أكثر في السينما المغربية، ونمنحها الدعم الكامل باعتبارنا حرفيين وصحافيين وجمهورا وسياسيين، لأنها تعد عنصرا مهما لإشعاع مملكتنا”.

وأشاد البوحسيني بفيلم “عصابات” لكمال لزرق الذي نال إعجابه، مردفا: “فيه شيء من الذاتية ولكوني أيضا أفضل الفيلم الروائي عن الفيلم الوثائقي”.

بدورها المثلة أسماء الخمليشي، أشادت بالفيلمين اللذين مثلا المغرب في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، عادة أن الفيلمين مهمين أحدهما لامس قلبها والآخر لامس عقلها.

وأضافت الخمليشي في تصريح لجريدة “مدار21” أن “فيلم عصابات لكمال لزرق تطرق إلى موضوع قاسٍ وصعب بإنسانية ورقة، أما فليم “كذب أبيض” فقد أعجبني كثيرا، ولامس روحي لعمقه الكبير، مشيرة إلى أنها تعتبر “أسماء المدير جوهرة، لأنها مخرجة بمستوى عال وعالمي، ومثلت المغرب في التظاهرات العالمية، وتستحق نيل الجائزة”.

وأعربت الممثلة حسناء المومني عن افتخارها بمشاركة عملين مغربيين في المسابقة الرسمية للمهرجان خلال هذه الدورة، مبرزة أن “السينما المغربية تسير من حسن إلى أحسن وتشهد تطورا كبيرا ما يشجعنا على المزيد من الإبداع”.

وبتتويج أسماء المدير بالنجمة الذهبية عن فيلمها “كذب أبيض”، تكون أول مخرجة مغربية تحصل على الجائزة الكبرى في تاريخ المهرجان الدولي للفيلم بمراكش خلال الـ20 سنة.

وزاوج فيلم “كذب أبيض” بين قصة المخرجة أسماء المدير الشخصية، وقصة وطنية عاشها مغاربة خلال فترة عُرفت بـ “سنوات الرصاص”.

وتطرقت المدير في هذا الفيلم إلى أحداث سنوات الرصاص، التي انطلقت شرارتها في سنة 1981 بالدار البيضاء وشهدت أكبر انتفاضة ضد غلاء المعيشة راح ضحيتها مغاربة خرجوا للنضال من أجل تحسين أوضاعهم الاجتماعية، ليجدوا أنفسهم جثثا هامدة على الأرض رميا بالرصاص، أو بداخل معتقلات أجلت وفاتهم اختناقا بفعل الاكتظاظ.

واختارت المدير العودة بالذاكرة إلى الماضي بشاهادات تُروى على لسان شخصيات عاشت الحدث الأسود في تاريخ المغرب، ضمنها جدتها التي كانت تتمتع بشخصية قيادية وسلطوية تعكس مفهوم السلطة آنذاك في المملكة.

وكانت أسماء المدير صوتا آخر ضمن الوثائقي، تسرد خلاله وقائع من الماضي مرتبط بذكرياتها في منزل والديها في الدار البيضاء، لتكتشف حقائق تحيلها على مرحلة مهمة في تاريخالمغرب.

وعادت جائزة لجنة التحكيم لفيلم “عصابات” لكمال الأزرق، مناصفة مع الفيلم الفلسطيني “باي باي طبريا” للينا سوالم.

ونقل فيلم “عصابات” خبايا ليالي مدينة الدار البيضاء، المليئة بالجرائم والأعمال المشبوهة، حيث تنطلق قصته في ليلة قد تشبه عدة ليالٍ بأحياء مدينة الدار البيضاء المهمشة، حيث يظهر رجل ينحني على كلبه، بعدما فارق الحياة في مباراة لتصارع الكلاب، ونظرة الحسرة تكسر تعابير وجهه، وتذل رجولته.

ورصد الفيلم حياة رجال عصابات ينتمون إلى طبقات هشة، ويستندون على قوتهم البدنية في المزايدة والدخول في رهانات وصراعات تؤدي حتما إلى ارتكاب جرائم غير متوقعة.

والبحث عن كسب المال بطرق غير مشروعة، سيورط أب وابنه في ارتكاب جريمة قتل بالخطأ، إثر اختناق قاتل الكلب الذي اختطفاه في السيارة، انتقاما لقائد العصابة التي ينتمي إليها الأب.

ورصدت الكاميرا تجول الأب والابن ليلة كاملة بجثة قاتل الكلب، الذي بدوره رجل عصابة، بحثا عن الخلاص دون جدوى. وبين الخوف والارتباك وتأنيب الضمير تتولد سلسلة أحداث تحبس الأنفاس.

الفيلم أبرز مظاهر الحب والتضحية والخوف المتبادل بين الأب والابن، حيث إنهما يسعيان إلى إنقاذ الآخر  بدفع ثمن الدخول في أعمال مشبوهة، كان الهدف منها كسب القليل من المال.

وبدا في نهاية الفيلم أن الأب والابن قد تخلصا من الحمل الثقيل الذي كان يحملانه على عاتقهما، بالتخلص من الجثة، لكن المخرج لم يفضل غلق باب النهاية في وجه المتفرج، بمشهد عثور كلب على عظم بشري في كومة أزبال.

يذكر أن لجنة التحكيم منحت جائزة الإخراج لراماتا – تولاي سي، عن فيلمها “بانيل وأداما” (السنغال).

وعادت جائزة أفضل ممثلة لأسيا زارا لاكومدزيا عن دورها في فيلم “نزهة” لأونا كونجاك (البوسنة والهرس) وعادت جائزة أفضل ممثل لدوكا كاراكاس عن دوره في فيلم “المهجع” لنهير تونا (تركيا).

وتشكلت لجنة تحكيم الدورة العشرين للمهرجان من ثماني شخصيات تنتمي للقارات الخمس، برئاسة جيسيكا شاستين. ويتعلق الأمر بالممثلة الفرنسية الإيرانية زر أمير، والممثلة الفرنسية كامي كوتان، والممثل والمخرج الأسترالي جويل إدجيرتون، والمخرجة البريطانية جوانا هوك، والمخرجة الأمريكية دي ريس، والمخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح، والممثل السويدي ألكسندر سكارسجارد، والكاتبة الفرنسية المغربية ليلى سليماني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News