فن

قبيل إعلان النتائج.. فيلم “كذب أبيض” الأقرب إلى الفوز و”عصابات” خارج المنافسة

قبيل إعلان النتائج.. فيلم “كذب أبيض” الأقرب إلى الفوز و”عصابات” خارج المنافسة

يمثل الفيلمان المغربيان “عصابات” لكمال لزرق و”كذب أبيض” لأسماء المدير المغرب في الدورة الـ20 من المهرجان الدولي لفيلم بمراكش، إذ ينافسان على اقتناص إحدى الجوائز في المسابقة الرسمية وسط باقة من أهم الأفلام السينمائية في العالم.

وتفصلنا ساعات قليلة عن الإعلان عن النتائج الرسمية للدورة الـ20 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، والاحتفاء بالمتوجين السينمائيين بالجوائز على منصة قصر المؤتمرات.

وفي رأي الناقد السنمائي عبد الكريم واكريم، فإن فيلم “كذب أبيض” للمخرجة أسماء المدير ينافس بقوةخلال هذه الدورة، لتوفره على معايير فنية مهمة جدا، خاصة وأنه تابع جل الأفلام السينمائية المشاركة في المسابقة الرسمية.

وأضاف واكريم في تصريح لجريدة “مدار21”: “لن أتفجأ إن فاز فيلم ‘كذب أبيض’ بالجائزة الكبرى، أو جائزة لجنة التحكيم، وإذا حصد الجائزة الكبرى ستكون سابقة أن يفوز فيلم مغربي بهذه الجائزة في حين أن جائزة لجنة التحكيم فازت بها مريم التوزاني عن فيلمها أزرق القفطان، في الدورة الماضية”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن فيلم “كذب أبيض” استطاع أن ينجح دوليا، بمروره في مهرجان “كان” السينمائي وفوزه بجائزتين مهمتين، قبل أن يتجول في المهرجانات السينمائية العالمية المهمة، سواء تلك المتعلقة بالأعمال الوثائقية أو غيرها، مبرزا أنه دخل في منافسة مع أفلام روائية واستطاع التفوق عليها.

وبخصوص فيلم “عصابات” لكمال لزرق، قال الناقد السينمائي ذاته إنه فيلم مقبول فنيا وبدوره ينافس ضمن المسابقة الرسمية، لكن ليس بالمستوى الذي ينافس به فيلم “كذب أبيض”، عادّا أن “هناك أفلام قوية في المسابقة الرسمية”، وأضاف: “من الصعب أن ينافس الأفلام المشاركة رغم أن مستواه الفني ليس ضعيفا، إلا أنه ليس بقوة هاته الأفلام”، مشيدا بالمخرج كمال لزرق الذي تمكن من صناعة فيلم روائي أول يواصل رحلة فيلمه القصير “مول الكلب”، من حيث موضوعه وشكله الفني.

ويزاوج فيلم “كذب أبيض” بين قصة المخرجة أسماء المدير الشخصية، وقصة وطنية عاشها مغاربة خلال فترة عُرفت بـ “سنوات الرصاص”.

وتتطرق المدير في هذا الفيلم إلى أحداث سنوات الرصاص، التي انطلقت شرارتها في سنة 1981 بالدار البيضاء وشهدت أكبر انتفاضة ضد غلاء المعيشة راح ضحيتها مغاربة خرجوا للنضال من أجل تحسين أوضاعهم الاجتماعية، ليجدوا أنفسهم جثثا هامدة على الأرض رميا بالرصاص، أو بداخل معتقلات أجلت وفاتهم اختناقا بفعل الاكتظاظ.

واختارت المدير العودة بالذاكرة إلى الماضي بشاهادات تُروى على لسان شخصيات عاشت الحدث الأسود في تاريخ المغرب، ضمنها جدتها التي كانت تتمتع بشخصية قيادية وسلطوية تعكس مفهوم السلطة آنذاك في المملكة.

وكانت أسماء المدير صوتا آخر ضمن الوثائقي، تسرد خلاله وقائع من الماضي مرتبط بذكرياتها في منزل والديها في الدار البيضاء، لتكتشف حقائق تحيلها على مرحلة مهمة في تاريخ المغرب.

أما فيلم عصابات، فينقل خبايا ليالي مدينة الدار البيضاء، المليئة بالجرائم والأعمال المشبوهة، حيث تنطلق قصته في ليلة قد تشبه عدة ليالٍ بأحياء مدينة الدار البيضاء المهمشة، حيث يظهر رجل ينحني على كلبه، بعدما فارق الحياة في مباراة لتصارع الكلاب، ونظرة الحسرة تكسر تعابير وجهه، وتذل رجولته.

ويرصد الفيلم حياة رجال عصابات ينتمون إلى طبقات هشة، ويستندون على قوتهم البدنية في المزايدة والدخول في رهانات وصراعات تؤدي حتما إلى ارتكاب جرائم غير متوقعة.

والبحث عن كسب المال بطرق غير مشروعة، سيورط أب وابنه في ارتكاب جريمة قتل بالخطأ، إثر اختناق قاتل الكلب الذي اختطفاه في السيارة، انتقاما لقائد العصابة التي ينتمي إليها الأب.

وترصد الكاميرا تجول الأب والابن ليلة كاملة بجثة قاتل الكلب، الذي بدوره رجل عصابة، بحثا عن الخلاص دون جدوى. وبين الخوف والارتباك وتأنيب الضمير تتولد سلسلة أحداث تحبس الأنفاس.

الفيلم يبرز مظاهر الحب والتضحية والخوف المتبادل بين الأب والابن، حيث إنهما يسعيان إلى إنقاذ الآخر  بدفع ثمن الدخول في أعمال مشبوهة، كان الهدف منها كسب القليل من المال.

ويبدو في نهاية الفيلم أن الأب والابن قد تخلصا من الحمل الثقيل الذي كان يحملانه على عاتقهما، بالتخلص من الجثة، لكن المخرج لم يفضل غلق باب النهاية في وجه المتفرج، بمشهد عثور كلب على عظم بشري في كومة أزبال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News