حماية المستهلك: المدارس الخاصة للتربية لا متجر للربح والتأمين للحماية لا للاستغلال
.
قبيل انطلاق الدخول المدرسي الجديد بالمغرب، عبّر المرصد المغربي لحماية المستهلك عن قلقه واستنكاره الشديد للممارسات التي تتبناها بعض المدارس الخصوصية، والتي وصفها بأنها تحوّل المؤسسة التربوية إلى منفذ تجاري يفرض على الأسر شروطًا مالية غير عادلة.
وأشار المرصد إلى أن هذه الممارسات تتمثل أساسًا في إجبار الأسر على اقتناء الكتب واللوازم المدرسية من داخل المؤسسة أو عبر مزود واحد، بالإضافة إلى فرض رسوم تأمين مبالغ فيها دون أي توضيح أو شفافية حول التغطية والتكلفة.
وأكد في بلاغ، توصلت جريدة “مدار21” الإلكترونية بنسخة منه أن هذه التصرفات تنتهك القوانين الجاري بها العمل وتضر بحق الأسر في الاختيار الحر والمعلومة الصحيحة.
وشدد المرصد المغربي لحماية المستهلك على أن المدرسة هي “فضاء للتربية لا متجرًا للربح، وأن التأمين وسيلة للحماية لا أداة للاستغلال المالي”.
ولفت إلى أن القانون رقم 31.08 يمنع الممارسات التجارية غير العادلة ويكفل حق المستهلك في الحصول على معلومات واضحة ودقيقة، فيما يجرّم القانون رقم 104.12 الاحتكار والربط القسري ويضمن حرية الاختيار والمنافسة.
كما سجل أن بلاغات وزارة التربية الوطنية تحظر على المدارس بيع الكتب داخل المؤسسة أو توجيه الأسر قسرًا نحو مكتبات محددة، ما يجعل هذه الممارسات غير قانونية ويستدعي تحرك الجهات المختصة.
في هذا السياق، دعا المرصد جمعيات الآباء إلى التحرك والمطالبة بحقوقهم من خلال رفض الشراء القسري من المؤسسة، والمطالبة بالفواتير المفصلة لعقود التأمين، ومراسلة المديريات الإقليمية ومجلس المنافسة وACAPS عند تسجيل أي خرق.
وأكد المرصد أنه سيواكب الأسر في جميع مراحل التبليغ والترافع والتقاضي لضمان حماية حقوقها وتطبيق القانون بشكل صارم.
كما شدد المرصد على ضرورة تدخل السلطات بشكل عاجل لمعالجة هذه الخروقات، من خلال إصدار مذكرات وزارية تحدد عقوبات صارمة ضد المخالفين، وإطلاق حملات تفتيش مشتركة، مع توفير خط أخضر للتبليغ عن أي تجاوزات.
وأوضح المرصد أن الشفافية في التأمين، وشرح التغطية والتكلفة، وتحرير سوق الكتب المدرسية لضمان حرية التزوّد من أي مكتبة، هي إجراءات أساسية لضمان دخول مدرسي عادل ومنصف لجميع الأسر.
وأكد المرصد على التزامه بمرافقة الأسر في الدفاع عن حقوقها، لضمان دخول مدرسي ينطلق في إطار قانوني، شفاف ومنصف لجميع الأطراف.
