نتائج “مثيرة للشكوك” وأسماء محظوظة.. امتحان الكفاءة المهنية بجماعة الرباط يثير الجدل

كما كان متوقعا من طرف عدد من النقابات، أثار إعلان نتائج امتحان الكفاءة المهنية بجماعة الرباط جدلا واسعا، بسبب عدد من “الخروقات” المسجلة، ما دفع رئيس مقاطعة حسان إلى مراسلة والي جهة الرباط سلا القنيطرة من أجل “التدخل لإنهاء هذا الوضع غير القانوني ضمانا لحقوق الموظفين”.

وقالت الجامعة الوطنية لموظفي الجماعات المحلية التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، في بلاغ إخباري، إن نتائج امتحانات الكفاءة المهنية بجماعة الرباط “غير مفهومة ومثيرة للشكوك في مصداقيتها بين الموظفين”، مشيرة إلى أنها سبق أن عبرت عن تخوفها الصريح من المس بنزاهة هذه الامتحانات مباشرة بعد إقصاء مدراء مصالح مجالس مقاطعات الرباط الخمس من المشاركة في لجنة امتحانات الكفاءة المهنية في آخر لحظة بعدما تم استدعاؤهم سابقا، وإبعاد المدير العام للمصالح من رئاستها”.

واستغرب مكتب النقابة “من تواجد بعض الأسماء بلائحة الناجحين في امتحانات الكفاءة المهنية غير معروفين على صعيد موظفي جماعة الرباط، في حين غابت أسماء وازنة من الموظفين المشهود لهم بالكفاءة والتضحية والجدية في العمل من قبل رؤسائهم المباشرين في مجالس المقاطعات، مما يطرح أكثر من علامات استفهام حول مجريات هذا الامتحان”.

وعبر مكتب النقابة عن “اندهاشه من القرارات الارتجالية لرئيسة الجماعة، بحيث اتخذ قرار بتنظيم امتحانات الكفاءة المهنية الخاص بالمساعدين التقنيين المؤرخ يوم 27 شتنبر 2023، وحدد تاريخ إجرائه على المستوى الشفوي يوم 19 نونبر 2023 ، ولم يحترم هذا التاريخ، ولم تكلف الرئيسة نفسها عناء إصدار أي إعلان بتأجيله، في تعبير إضافي عن عدم الاحترام للموظفين المرشحين الذين حضروا في الموعد ليفاجؤوا بتأجيله صبيحة يوم الامتحان”.

واستهجنت النقابة “وجود أسماء محظوظة في لوائح الناجحين في امتحان الكفاءة المهنية، والتي لها صلات وقرابات حزبية وعائلية بمسؤولي الجماعة، مما طرح الكثير من التساؤلات المشروعة من طرف موظفي الجماعة حول مدى احترام مبدأ تكافؤ الفرص في تدبير هذا الامتحان”.

وجدد المكتب استغرابه من تكوين لجنة امتحانات الكفاءة المهنية بأشخاص أغلبهم لا تربطهم أي صلة بالعمل الجماعي، وكأن مؤسسة جماعة الرباط عقيمة، ولا تضم موظفين أكفاء وذوي خبرات في الإشراف وتنظيم امتحانات الكفاءة المهنية، محملا الرئيسة المسؤولية الكاملة عن سوء تدبير هذا الامتحان، والذي أثر سلبا على مصداقية النتائج المعلن عنها، وأضاف أجواء جديدة من الغبن تزيد من حالة الاحتقان الذي أصبح الموظف يعيشه بشكل روتيني بالجماعة.

ومن جانبه، راسل إدريس الرازي، رئيس مقاطعة حسان، والي جهة الرباط سلا القنيطرة عامل عمالة الرباط، بخصوص امتحانات الكفاءة المهنية لسنة 2023 بجماعة الرباط، مثيرا تسجيل مجموعة من الخروقات والتجاوزات التي تجعل امتحانات الكفاءة المهنية “محط شبهات وبعيدة كل البعد عن مبادئ الشفافية والمساواة والتنافسية التي جعلها المشرع أساسا لها”.

وأشار الرازي، وفق المراسلة التي تتوفر جريدة “مدار21” على نسخة منها، إلى الخروقات التي شابت هذه المحطة التنافسية منذ مراحلها الأولى، مشيرا إلى “الإعلان عن الإمتحانات المهنية في وقت مبكر وحرمان مجموعة من الموظفين الذين سيستوفون شرط 6 سنوات لاحقا”، معتبرا هذا الإجراء “مقصودا ويحمل في طياته نية مبيتة نظرا لتأثيره الكبير على عدد المناصب المتبارى بشأنها”.

واستحضر الرازي في مراسلته للوالي “إقصاء مدراء المقاطعات في آخر لحظة من المشاركة في لجنة الامتحان، وهو اقصاء للمقاطعات وموظفيها” لافتا إلى خرق القانون و”تشكيل لجان متعددة مختلفة للسهر على تنظيم الإمتحانات المهنية؛ لجنة لوضع الأسئلة الكتابية، ولجنة لتصحيح الاختبارات الكتابية، ولجنة للاختبارات الشفوية.

وأوضح رئيس مقاطعة حسان أن تصحيح الاختبارات الكتابية تم في غياب أعضاء اللجنة، ونشر لوائح الناجحين في الاختبارات الكتابية تحمل توقيع فريد مجهول، عوض توقيعات جميع أعضاء اللجنة مما يثير الشك حول نشوب خلافات داخل اللجنة.

وأضاف أن جماعة الرباط هي المخول لها حصر لوائح المترشحين الناجحين اعتمادا على محاضر لجنة الامتحانات وهي الجهة الوحيدة المخول لها إعلان النتائج بواسطة قوائم تحمل اسم الإدارة ومؤشر عليها بخاتمها الرسمي، مشيرا إلى أنه تم الاستنجاد في اخر لحظة ببعض النقابات كملاحظين في محاولة يائسة وغير قانونية لإضفاء الشرعية على اختبارات مرت في ظروف غامضة، وتدابير ارتجالية تفتقد إلى أدنى مقومات التدبير السليم.