سياسة

نيل سانشيز ثقة البرلمان لتشكيل الحكومة دفعة قوية للعلاقات المغربية الإسبانية

نيل سانشيز ثقة البرلمان لتشكيل الحكومة دفعة قوية للعلاقات المغربية الإسبانية

بتصويت 179 نائبا، نال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أمس الخميس، ثقة البرلمان لتشكيل حكومة جديدة، ما يبقيه على رأس الحكومة بعدما نجح في مهمة فشل فيها منافسه المحافظ ألبرتو نونيث فيخو عقب انتخابات 23 يوليوز الفارط.

وحصل رئيس الوزراء الاشتراكي، الذي يشغل منصبه منذ العام 2018، على تأييد 179 نائبا (من أصل 350)، أي ثلاثة أصوات إضافية عن الأغلبية المطلقة التي يحتاج اليها (176 نائبا)، بعد يومين من النقاشات الحادة.

وضمن سانشيز دعم اليسار المتشدد مقابل اتفاق لرفع الحد الأدنى للأجور وخفض مدة أسبوع العمل من 40 إلى 37.5 ساعة. كما حصل كذلك على دعم الأحزاب الإقليمية الأصغر بما فيها الأحزاب الانفصالية في الباسك وكتالونيا، وهو أمر أثار حفيظة اليمينيين.

وعن تأثير استمرار بيدرو سانشيز على رأس الحكومة الإسبانية على العلاقات بين مدريد والرباط، استبعد عبد الحميد البجوقي، الباحث في العلاقات المغربية الإسبانية، أن يكون لذلك أي تأثير يذكر مهما كانت نتائج المفاوضات.

وقال البجوقي في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، إن العلاقات بين المغرب وإسبانيا بعد تشكيل الحكومة، من المرتقب أن تتطور لأن هناك عناصر أساسية فيها، تتعلق بالأمن ومحاربة الإرهاب ومحاربة الهجرة غير النظامية وأيضا العلاقات الاقتصادية والتجارية المتطورة التي تجمع الطرفين.

وأشار الباحث في العلاقات المغربية الإسبانية إلى أن مدريد أضحت الشريك التجاري الأول للرباط، متجاوزة بذلك باريس التي كانت الشريك الأول للمملكة لمدة طويلة، بالإضافة لمستجدات أخرى تتعلق أساسا بالنفق البحري بين البلدين الذي سيمكن من الربط المباشر بين القارتين، والذي سيكون فريدا من نوعه.

وأردف: “كما أن المغرب وإسبانيا يجمعهما الآن مشروع تنظيم كأس العالم في 2030 الذي يراهن عليه البلدان، إضافة إلى أن امتداد مدريد نحو القارة الإفريقية كذلك رهين بعلاقة جيدة مع الرباط”.

وسجل البجوقي أن عدم حضور العلاقات المغربية الإسبانية في النقاش مع الحلفاء المباشرين الذي يشكلون مع سانشيز الحكومة الائتلافية أو الداعمين لها وهم الأحزاب الجهوية وبعض الأحزاب الانفصالية، دليل على حتمية تطورها.

واعتبر المتحدث أن اليمين الإسباني لم يعبر بشكل صريح عن رفضه قرار تحسين العلاقات مع المغرب وإعلان بيدرو سانشيز الاعتراف بمغربية الصحراء بشكل مباشر (الحكم الذاتي الحل الوحيد والممكن تحت السيادة المغربية).

وأكد عبد الحميد البجوقي أن مختبرات التحليل الإسبانية، وهي أقرب للدولة العميقة من الحكومة، كانت تؤكد أن مدريد لا يمكنها أن تستمر متأخرة عن ركب العلاقة مع المغرب وعن الاستثمار في المملكة وعن الاستفادة من هذا الانفتاح الكبير بالبلاد.

ولفت إلى أن إسبانيا باتت تراهن بشكل كبير على حركة الموانئ، “والمغرب الآن بصدد تكبير موانئه وإنشاء ميناء الداخلة، لذلك فمدريد تريد أن يكون لها علاقة استثنائية بهذه الموانئ، كذلك تحديد الحدود البحرية بين البلدين على مستوى الجهة المقابلة والتي هي الكانارياس، له أهمية استراتيجية”.

وشدد الباحث في العلاقات المغربية الإسبانية على أهمية الجانب الأمني في العلاقات بين البلدين، لأن المغرب يلعب دورا أساسيا ومحوريا في هذا الجانب، ليس فقط بالنسبة لإسبانيا وإنما للاتحاد الأوروبي ككل، وهو ما يعتبر ورقة إضافية رابحة بالنسبة للرباط.

وأوضح أن رهانات العلاقة بين الجارين لن تحسب بالعواطف، مستشهدا بتصريحات المسؤولين الإسبان، بعضهم اشتراكيون وبعضهم يمينيون، والذين أكدوا أنه من المنتظر أن تلتحق دول أخرى في الاتحاد الأوروبي بركبها.

وختم عبد الحميد البجوقي حديثه للجريدة بالتأكيد أن “تحسن العلاقة بين المغرب وإسبانيا لم يكن ظرفيا بل استراتيجيا، حيث إن خوسيه مانويل ألباريس، وزير الخارجية الإسباني، أعلن بشكل واضح في كلمة له مؤخرا بالاتحاد الأوروبي، أن المغرب في مقدمة الأولويات، وذلك بعدما كان يؤكد في السابق أنه أولوية استراتيجية لبلاده”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News