فن

بين “الاختراق الثقافي” وتوجهات المخرجين.. هل تفرض الأموال “إملاءات غربية” على السينما المغربية؟

بين “الاختراق الثقافي” وتوجهات المخرجين.. هل تفرض الأموال “إملاءات غربية” على السينما المغربية؟

أصبحت الأفكار الغربية تتجذر في المجتمع المغربي، من خلال عبورها السينما التي شرعت نوافذها على مواضيع كانت وما تزال تدخل في باب الطابوهات عند المغاربة.

وتتناول العديد من الأفلام التي جمعت بين الصنع المغربي والإنتاج الأجنبي، علانية وبشكل صريح “المثلية الجنسية” التي تعد من المواضيع المحظورة والمحرمة في المغرب.

وفي هذا الصدد، قال الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم، إن أفلام الإنتاج المشترك تعاني في بعض الأحيان من إملاءات الجهات الغربية الداعمة، خاصة فرنسا، معتبرا ذلك “أمرا مبررا” لأنه ليس هناك دعم بدون شروط أو إملاءات مسبقة.

وأوضح واكريم في تصريح لجريدة “مدار21” أنه “ليست كل الأفلام المنتجة بشكل مشترك لا يكون فيها المخرج سيد القرار والمتحكم في أفكارها”، عادّا أن هناك العديد من المخرجين الذين لديهم رؤى وتصورات قد تلتقي مع رؤى الجهات الداعمة، وبالتالي تكون الأفكار الواردة في العمل متفقا بشأنها.

وأضاف: “وفي كثير من الأحيان لا يرتبط الأمر بفرض أفكار أو إملاءات غربية للجهة الداعمة، إنما يتعلق الأمر بتلاقي توجهي المخرج أو مخرجة والجهة الداعمة”.

واستحضر الناقد السينمائي في حديثه للجريدة أفلام المخرج المغربي، فوزي بنسعيدي، التي يكون بعضها بإنتاج مشترك، مشددا على أنه من المستحيل أن يخضع هذا الأخير إلى أي إملاءات أو توجهات غربية أو يخضع للجهات الداعمة.

وأكد المتحدث في السياق ذاته أنه “حينما يكون المخرج متميزا لا يمكن لأي جهة أن تفرض عليه توجهات ما”، غير مستبعد فرضية “تمرير أفكار الجهات الداعمة” في بعض الإنتاجات.

وأشار واكريم إلى أن هذه التدخلات والإملاءات قد تطرأ على المخرجين المبتدئين في المجال، مردفا: “قد يُطلب منهم إعادة كتابة السيناريو لأكثر من مرة بغاية تجويده، الأمر الذي يتعارض مع رغبة هؤلاء المخرجين ويخرج عن إرادتهم، لكنه في المقابل لا يمكن أن يخضع المخرج المتمرس لهذا الأمر”.

وبحسب الناقد السينمائي والصحافي المهتم بتاريخ السينما بالمغرب، أحمد سيجلماسي، فإن الأفلام التي تنجز بإمكانيات محلية وأجنبية، تحضر فيها بقوة التيمات المفضلة لدى الجهات الغربية المدعمة أو المساهمة في الإنتاج من قبيل الجنس (المثلية الجنسية) والدين (التطرف) والفقر (مظاهر البؤس الاجتماعي).

ويرى سيجلماسي في تصريح لجريدة “مدار21” أن إبراز المثلية الجنسية في الأفلام المدعمة من الخارج تكون ربما إرضاء للعين الأجنبية أو التزاما بشروط الجهات الداعمة.

يذكر أن مجموعة من الأفلام السينمائية حديثة الصنع، تطرقت بشكل مباشر إلى موضوع “المثلية الجنسية”، والتي شاركت في عدد من التظاهرات المغربية، ضمنها “أزرق القفطان” لمريم التوزاني و”المحكور ما كيبكيش” لفيصل بوليفة و”عبدلينيو” لهشام عيوش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News