فن

عبد الإله الجوهري: نعيش اليوم عبودية مقنعة في الوظائف العمومية والمهن الخاصة

عبد الإله الجوهري: نعيش اليوم عبودية مقنعة في الوظائف العمومية والمهن الخاصة

يرى المخرج والسيناريست المغربي عبد الإله الجوهري أن “العبودية” ما تزال قائمة إلى الآن بشكل “مقنع”، عادّا أن “الإنسان يتطور والرأسمالية بدورها تتطور بشكل متوحش وتجعل من الإنسان مجرد آلة.

وقال الجوهري في تصريح لجريدة “مدار21” إن العبد كان قديما ملك سيده، الذي كان مسؤولا عنه في السكن والتغذية والتطبيب ويدافع عنه كي لا يتعرض لظلم من جهة ثانية،

وبحسب الجوهري فإن الإنسان لم يحصل بعد على حريته كما يعتقد، حيث إنه في العمق ما يزال عبدا لدى “الوظيفة العمومية” أو “العمل الخاص”، إذ يشتغل لساعات طويلة ويقوم بالمهمة نفسها تحت مظلة رب العمل الذي يتحكم فيه وفي مصيره.

واختار الجوهري التطرق إلى مفوهم “العبودية” بين أمس واليوم في قالب فلسفي، في فيلمه السينمائي الجديد “العبد” الذي يغوص في عالم شاب يُدعى “إبراهيم” يدفعه الشعور بـ”عدم الرضا” إلى البحث عن العبودية، ظنا منه أنه سيحصل على الطمأنينة ويحقق لذاته الاستقرار المفقود.

ويصُور الفيلم مشاهد “العبودية” في عصرنا الحالي، عبر مجموعة من العمال الخاضعين لرب العمل الذي يتحكم في مصيرهم، بسبب التزاماتهم وقروضهم البنكية.

في المقابل، يجسد البطل (إبراهيم) مظاهر “العبودية” قديما وكيف تطورت عبر الزمن واتخذت أشكالا متعددة، رغم خطابات الحريات وحقوق الإنسان التي تغزو الدول، وتسطرها مواثيق وقوانين، من خلال مشهد عرض نفسه للبيع، والمطالبة باشتغاله عبدا لدى الغير في سوق شعبي، وسط استغراب المارة.

ويشير الفيلم إلى أن الإنسان المعاصر ليس حرا كما يعتقد، إنما تحكمه مجموعة من الضوابط والقواعد والقوانين التي تسلبه حريته أمام مجموعة من الالتزامات المفروضة عليه بشكل يومي سواء في العمل أو الشارع أو في علاقته مع لآخر.

وبخصوص معالجته مفهوم “العبودية” في شكلها الفلسفي والعميق بمقاربة بسيطة، أكد المتحدث ذاته: “تعلمت من كتاب “الأفكار والأسلوب” أن وضوح الأسلوب يكمن في وضوح الفكرة. كلما كانت لديك فكرة واضحة في ذهنك ستعبر عنها بسلاسة وسهولة، أما إذا كانت لديك فكرة مضببة فلن تُعبر عنها إلا بشكل مدبر”.

وأضاف في السياق ذاته: “في بعض الأحيان نجد بعض المخرجين يختارون مواضيع أكبر منهم دون أن يفهموا عمقها، ما يقوده إلى صناعة فيلم بمطبات فيها صعود ونزول”.

وأكد الجوهري أنه يكتب سيناريوهات الأفلام التي أشتغل عليها بنفسه، مردفا: “أكتب ما أؤمن به وما أفهمه وما أعرفه، وحاولت أن أضع موضوع الفيلم رغم عمقه في قالب بسيط بخاتمة واضحة تفيد بضرورة التمسك بالحب والخير، وبأن ملخص الحب والخير هما المرأة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News