صوت الجامعة

لقاء علمي بجامعة أكادير يشرّح حدود قيم الحداثة والسياسات الاستعمارية

لقاء علمي بجامعة أكادير يشرّح حدود قيم الحداثة والسياسات الاستعمارية

شكلت الحداثة والسياسة موضع لقاء علمي نظمه الفريق البيداغوجي لماستر الإدارة والدمقراطية وحقوق الإنسان التابع لجامعة ابن زهر بأكادير والأكاديمية المدنية للديمقراطية وحقوق الإنسان، نهاية الأسبوع الماضي.

وأكد رشيد العلمي الإدريسي، الأستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش، خلال مداخلته، أن الحداثة “مشروع إنساني بشري قد ينحرف في ادعاء كمال ميتافيزيقي ولكنه في نهاية المطاف هو مشروع واقع وفكر متجدد يؤول فيه النصيب الأكبر للمثقف المغربي لتنوير الفكر في اتجاه تغيير الواقع السياسي”.

وسلّط العلمي في كلمته الضوء على تناقض فكر الحداثة وواقع الحداثة، بدءا من الأغورا اليونانية في القرن الخامس قبل الميلاد انتهاء إلى جغرافيا فكر الحداثة بأمريكا اللاتينية التي تعيش تماثلا مع السياسة الليبرالية الاستعمارية، مبرزا أن “الجغرافيا الفكرية والسياسية للحداثة الغربية تتناقض حين تدعي التفكير الأحادي الديكارتي: أنا أفكر أنا موجود، في المقابل تنطلق الدراسات الفكرية لأمريكا اللاتينية من عبارة عميقة عنوانها: نحن نفكر”.

وأكد أن “في ذلك إشارة إلى أن الوجود الفكري والتفكير في الحداثة يتخطى الواقع السياسي للدول الأوروبية، ودعوة لإعادة التفكير في ممارسة الحداثة التي تشهد مفارقة واضحة بين الدفاع عن قيم الحداثة كالحرية والمساواة والديمقراطية وأشكال السياسات الاستعمارية والاضطهادية كما نعيشها في أجلى صورها مع تدمير الإنسية الفطرية والإنسانية لفلسطين”.

من جانبه، أكد عبد المالك الوزاني، أستاذ العلوم السياسية في كلية الحقوق مراكش، أن المغرب “استقدم فكرة التمايز المؤسساتي بمنهج وظيفي بنيوي فرنسي قديم لمونتسكيو مفاده أن تعاقد المجتمعات يستدعي التفكير في بناء مؤسسات ذات وظائف معقدة ومتعددة في حين أن التمايز المؤسساتي يستدعي التفكير في فصل السلط على أساس تطور الفكر السياسي وليس من العمل السياسي الناشئ في أوروبا في القرن 16″.

وأشار الوزاني إلى أن أزمة الحداثة السياسية بالمغرب في حقيقة الأمر هي أزمة فهم للسوسيولوجيا السياسية والفلسفة السياسية التي تحكم مغرب اليوم، مستدلا في هذا السياق بـ”كتابات نجيب بودربالة وبول باسكون وعبد الله الحمودي التي كانت تقدم فهما داخليا خارج الهيمنة الفكرية والسياسية المنتصرة للتحديث المهيمن”.

وخلص إلى القول بأن الحداثة “تمايزٌ مؤسساتي وتمايز أخلاقي وتمايز سياسي وأخيرا تمايز فكري”، لافتا إلى أن “الحرية والمساواة في قيمها، تمثل أبواباً مفتوحةً بتملك الحداثة فكريا وليس سياسيا”.

وفي إطار التعقيب على أسئلة الحاضرين، أحال رشيد كديرة، الأستاذ الباحث بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكادير، إلى النظرية السياسية الرابعة للفيلسوف والمحلل السياسي الروسي ألكسندر دوغين والتي تطرح الحل الرابع المؤصل للحداثة في نطاقها الثقافي والقيمي حيث تستعيد الأمم ذاتيتها الفردية كقيمة حداثية ولتتجاوزها كمشروع لمرحلة ما بعد حداثتها.

وفي ختام الندوة، تم تكريم الباحثين المتدخلين من طرف الإطارات المنظمة وانتهى اللقاء بفكرة أساسية مفادها أن الحداثة جميلة في تلاقيها الفكري وبشعة في ممارستها السياسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News