طلبة الطب يستبعدون سنة بيضاء ونجاح مقاطعة “الاستدراكية” يصل 100%

استبعد طلبة الطب والصيدلة وصول الأزمة التي عطلت الدراسة في المدرجات الجامعية وأوقفت التدريبات الاستشفائية الميدانية لأزيد من 7 أشهر سيناريو السنة البيضاء، على الرغم من بلوغ نسبة مقاطعة امتحانات الدورة الاستدراكية نسبة 100 في المئة.
وتواصلت “مدار21” صباح اليوم الإثنين، أول أيام امتحانات الدورة الاستدراكية التي أعلن الطلبة في وقت سابق عن مقاطعتها، مع عضو من داخل اللجنة الوطنية للطلبة، فضل عدم الكشف عن اسمه، والذي قال إن “إقرار سنة بيضاء مستبعد نظرا لما يمكن أن يسببه من أضرار اقتصادية واجتماعية لا يمكن للمغرب تحملها”.
وأوضح المصدر ذاته أن “الطلبة يتمسكون برفض اجتياز امتحانات الدورة الاستدراكية لاعتبارها فرصة واحدة تحرم من امتحانات الدورة العادية التي لم تقرر الوزارة إعادة إجرائها”، مبرزا “أننا تعبنا من الحوارات الصفرية التي لا فائدة منها”.
وأورد العضو ذاته باللجنة التي تجمع الطلبة المحتجين أن “مقاطعة امتحانات الدورة الاستدراكية بنسبة 100 في المئة راجع بالأساس إلى عدم استجابة الحكومة للمطالب المشروعة”، موضحا أنه “من بينها مدة التكوين وإعادة برمجة امتحانات الدورة الاستدراكية وكذلك توقيع محضر الاتفاق بين الطلبة والوزارة”.
ولم يستبعد المصرح نفسه “انفتاح الطلبة المضربين على فتح باب الحوار مجددا مع الحكومة شريطة أن يكون هناك حوار فعال وحقيقي ونية جادة من أجل إنقاذ ما تبقى من الموسم الجامعي”، مطالبا “رئيس الحكومة بالتحدث بالحجج والبراهين لإقناع الطلبة”.
وفي ما يتعلق بالوساطة البرلمانية، أردف المصدر نفسه أنه “تم تقديم كل المطالب والنقاط العالقة للنواب الذين عرضوا الوساطة البرلمانية بغية إيجاد حل يرضي كلا الطرفين”، مبرزا “أننا ننتظر عقد الاجتماع الثاني الذي وعدونا بعقده في أقرب الآجال”.
وتابع عضو اللجنة الوطنية “أننا نؤمن بالمؤسسة التشريعية باعتبارها مؤسسة قادرة على حل هذه المشاكل” مشددا على أن “المضربين رفضوا الحلول المقترحة من طرف الحكومة لاعتبارهم حلولا ترقيعية”.
وخلص المتحدث ذاته في ختام تصريحه بالتأكيد أن “الطلبة يأملون أن تتم الإجابة عن مقترحاتهم عبر الوساطة التي عرضها نواب الأمة”، مبرزا أنه “في حالة عدم توصلنا إلى أي جواب أو أي حل لهذه الأزمة التي عمرت طويلا فإننا سنستمر في خوض الإضرابات”.
وسبق أن أكدت مصادر من لجنة طلبة الطب والصيدلة بالرباط أن “مقاطعة الامتحانات المبرمجة اليوم الاثنين مقررة بالإجماع في ظل عدم التجاوب الفعال مع مطالبنا المعلنة في أكثر من مرة”.
ويتوقع مصدر الجريدة، الذي أرجع مقاطعة الامتحانات الاستدراكية بسبب البرمجة الأحادية لميراوي، أن تستمر مقاطعة الامتحانات في ظل عدم التوصل إلى اتفاق بين الطلبة والوزارة المعنية.
ويواصل طلبة الطب الاحتجاج ضد وزارة ميراوي بسبب عدم التجاوب مع مطالبهم، والخروج باتفاق يخدم مصلحتهم والمغاربة، بحسب تصريحاتهم.
وقال أيوب القرييش، عضو باللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة بالرباط، في وقت سابق لجريدة “مدار21” إن مقاطعة الامتحانات تدل على صمود الطلبة وتشبثهم بالنضال، بدعم من طرف أمهات وآباء الطلبة.
وأضاف في تصريح لجريدة “مدار21” أن الطلبة سيواصلون “الدفاع بشكل مستميت عن الملف المطلبي الذي يعد واضحا ومشروعا، إذ لا يقبل الطلبة أن يتعرضوا للتغليط، خصوصا في البرلمان، بتقديم وزير التعليم معلومات مغلوطة، ضمنها عدد سنوات التكوين في دول أوروبية كفرنسا”.
وتابع الطالب ذاته: “نرفض الحصول على دبلوم مشوه يفتقر إلى ساعات التكوين المناسبة والقيمة المعنوية على الصعيد الوطني والدولي، لأن في ذلك مساس بالصحة العمومية، ومن شأنه أن يمنح صورة سيئة عن التكوين في البلاد”، مطالبا بتحسين ظروف التكوين وإلغاء التوقيفات والأصفار، وجعل الامتحانات في دورتين بكل أسدس.
إيمان آيت بنعمر، عضوة في اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة بالرباط، تصر على تتمة المسلسل النضالي الذي يخوضونه منذ أزيد من سبعة أشهر، تعبيرا منهم عن الاحتقان الرائج داخل أرجاء الطلبة، وتعبيرا عن سخطهم عن هذه “السياسة والمقاربة القمعية التي تنهجها الجهات الوصية والمسؤولين مع الطلبة”.
واستنكرت بنعمر إغلاق أبواب الكلية في وجوههم يوم أمس الجمعة، بسبب حضور وزير الصحة لنشاط بقلبها، مردفة: “من حق الطالب الحامل لبطاقة الطالب ولوجها، لذلك سنعبر عن سخطنا وسنستمر في المقاطعة والإضراب حتى تحقيق جميع مطالبنا وتتويجها بمحضر اتفاق يلزم جميع الأطراف، ولن نتنازل عن حقوقنا، إذ أصبحنا نعامل “القتلة المتسلسلين”، و”الإرهابيين” ونحن مجرد طلبة مسالمين نحتج بشكل سلمي للدفاع عن مطالبنا”.