صوت الجامعة

بلعمشي: المغرب وموريتانيا يسعيان للقطيعة مع ممارسات الهيمنة والوصاية بإفريقيا

بلعمشي: المغرب وموريتانيا يسعيان للقطيعة مع ممارسات الهيمنة والوصاية بإفريقيا

أكد عبد الفتاح البلعمشي، رئيس للمركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، أن الجيل الجديد من السياسة الخارجية الذي يسعى له المغرب وموريتانيا يهدف إلى القطيعة مع ممارسات الهيمنة والوصاية في إفريقيا، وخلق جو سياسي واقتصادي يسوده الاحترام المتبادل، لتعزيز قوتهما وموقعها التفاوضي، وحمايتهما من المخاطر التي تحيط بهما سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي أو السياسي.

وأكد بلعمشي، خلال ندوة علمية أول أمس الأربعاء بنواكشوط تحت عنوان “آفاق العلاقات المغربية الموريتانية”، نظمها مركز الدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات وجمعية الأطر الموريتانيين خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس المغربية، أنه “في ظل الاستقرار السياسي والمسار الديمقراطي الذي يعيشه البلدان ضمن تحولات دولية عميقة جاءت هذه الندوة لتسلط الضوء على الآفاق الواعدة للعلاقات بين البلدين والتي يفرض الواقع والمصلحة العليا للبلدين تعزيزها وتطويرها وتنميتها في كل الاتجاهات والأبعاد”.

وذكر بأن “دور الفاعلين الأكاديميين والاقتصاديين والفنانين والرياضيين وفعاليات المجتمع السياسي والمدني بالبلدين، يتحملون مسؤولية مهمة في الدفع نحو التقارب بين الشعبين، ليس من زاوية تعويض العمل الرسمي لمؤسسات الدولة، ولكن من باب تثمين العلاقات الثقافية والحضارية، واقتراح كل ما من شأنه تعزيز التقارب بين البلدين، في شتى المجالات، عبر دبلوماسية موازية ناعمة مقدامة ومكملة للأدوار الدبلوماسية الرسمية للبلدين”.

واستعرض بلعمشي عمق العلاقة بين لبلدين معتبرا أن كل واحد منهما يشكل عمقا تاريخيا للآخر، وأكد على ضرورة استفادة البلدين من بعضهما، من أجل رسم ملامح المغرب الكبير، حيث أن البلدين يمثلان رمزا للسلم والتنمية والاستقرار في شمال إفريقيا، ويضمنانه في منطقة متوترة، مبرزا ضرورة القوة التفكيرية والاقتراحية من المجتمع المدني سواء تعلق الأمر بمراكز التفكير، أو الجامعات، أو المنتديات الاقتصادية، من أجل تعزيز وتطوير هذه العلاقات، وتقديم مقترحات بشأنها للمعنيين.

ويرى المتحدث ذاته أن العلاقات المغربية الموريتانية لها خصوصيتها الذاتية، وكذا الإفريقية خاصة بعد استرجاع المغرب لمكانته الإفريقية بعد انضمامه للاتحاد الإفريقي في يناير 2017، وتعزيز حضوره داخل مؤسسات الاتحاد الإفريقي، وتطوير أدائه، مؤكدا دور المغرب في مأسسة الدول الأطلسية، وفتح المجال أمام دول الصحراء والساحل لولوج الأطلسي، ضمن مبادرة استراتيجية مغربية واعدة، تعبر عن التزام المملكة بتوجه جنوب-جنوب، ومنطق الاستفادة المتبادلة من وإلى  إفريقيا، وفتح آفاق جديدة للاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن “مثل هذه المبادرات، والفاعلية المغربية في البعد الإفريقي من شأنها تعزيز آفاق التعاون بين البلدين ورسم علاقات صلبة بين البلدين الشقيقين على كافة الأصعدة”.

وفي نهاية الندوة العلمية، أعطيت الكلمة للحضور الذي تشكل أساسا من مسؤولين حكوميين سابقين ورؤساء منظمات غير حكومية دولية وإعلاميين وأساتذة جامعيين وأعيان، للتفاعل مع المحاضرة، من خلال كلمات عبرت كلها عن عمق المحبة والاحترام بين الشعبين الشقيقين وضرورة التصدي لكل من يصطاد في المياه العكرة ضدا على الماضي المشترك والعمق المتبادل والطموح المفترض.

كما أكد المتدخلون من أطر ومثقفين بمختلف أعمارهم ومشاربهم السياسية والثقافية، أن العلاقات المغربية الموريتانية “هي قبل هذا وذاك تعبير صادق عن مشاعر الأخوة التي تجمع شعبين عريقين قادرين على بناء جسور جديدة من التعاون والاعتماد المتبادل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News