فن

“دعارة وشذوذ”.. مهرجان طنجة يُشرك فيلم “المحكور ماكيبكيش” غمار المنافسة الرسمية

“دعارة وشذوذ”.. مهرجان طنجة يُشرك فيلم “المحكور ماكيبكيش” غمار المنافسة الرسمية

دخل فيلم “المحكور ماكيبكيش” للمخرج فيصل بوليفة الذي يناقش “المثلية الجنسية” و”الدعارة” و”الإنجاب خارج مؤسسة الزواج” بإنتاج مغربي أجنبي، غمار المنافسة بالمسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، في فئة الأفلام الروائية الطويلة.

وتتمحور فكرة الفيلم حول “الحرمان العاطفي” الذي يقود إلى البحث عن إشباع الرغبات بطرق “منحرفة” عن السياق الطبيعي، إلى جانب معالجته نظرة المجتمع للأم العازبة.

وينطلق فيلم “المحكور ماكيبكيش” بمشاهد حميمية لشاب وسيدة، إذ يظهرا شبه عاريين على فراش النوم، قبل أن يتبين لاحقا أنها والدته التي أنجبته نتيجة علاقة غير شرعية.

الفقر والحاجة سيدفعان سليم لممارسة علاقة شاذة مع أجنبي يعمل بالنهار في “رياض” وبالليل يبحث عن فريسته من الرجال لإشباع ميولاته.

سليم سينتابه الشعور بالندم والاشمئزاز، لكنه سرعان ما سيكتسب ميولات جنسية مماثلة، ويكرر التجربة مرات رفقة سيبستيان فرنسي الجنسية.

أما فاطمة الزهراء التي أنجبت ابنها نتيجة علاقة غير شرعية خلال امتهانها الدعارة، لم تتمكن من التخلص من عاداتها حيث أصبحت “عاهرة”.

وتستمر فاطمة الزهراء في مواعدة الرجال، ومحاولة لفت انتباههم إليها بإيحاءات جنسية وتعبيرات عن رغبتها في الدخول في علاقة غرامية، تبوء جميعها بالفشل.

مشاهد الفيلم توحي أن الأم وابنها يعيشان حرمانا عاطفيا يجعل كل منهما يبحث عن الحب بشكل خاطئ، ما يقودهما إلى الوصول إلى نقطة مظلمة.

بطلة الفيلم عائشة التباع التي جسدت شخصية فاطمة الزهراء في الفيلم، صرحت خلال مناقشة الفيلم بأنها عاشت في منزل واحد مع البطل عبد الله الحجوجي قبل الشروع في تصوير الفليم، لتحقيق التقارب والتوافق بينهما، حتى ينعكس على أداء دوريهما.

كريم الدباغ، منتج “المحكور ماكيبكيش” دافع عن القضية التي يعالجها فيلمه، عادّا أنها لا تسوق للمثلية الجنسية بشكل مجاني، إنما تعكس ما يجري في الواقع في قالب فني.

ونفى الدباغ في تصريح لجريدة “مدار21” أن يكون الفيلم يُروج لممارسات مسيئة حول المغرب للأجانب، لكون الفيلم تم بإنتاج مشترك مع منتجين من الخارج وخصص للعرض أيضا في دول أوروبية.

وقال الدباغ إن الفيلم يعكس ما عاشه المخرج في طفولته مع والدته وخلال مسار حياته، حيث يُفكك فيصل بوليفة سلسلة عُقد شعر بها وظلت عالقة في داخله بعين سينمائية.

وأشاد الدباغ بموهبة المخرج فيصل بوليفة الذي يجتمع به لثاني مرة بعد اشتغالهما في فيلم “اللعنة”، مردفا: “لديه قدرات كبيرة في نقل القصة وسردها، وإشراك ممثلين من خارج المجال وتكوينهم لتجسيد الأدوار”.

وأكد أن تعاونه مع الأجانب في الإنتاج لا يقود إلى فرض أفكارهم أو توجهاتهم، لكون الفليم من إخراج مغربي وينقل قصة مغربية.

وانصبت آراء بعض الحاضرين للمناقشة إلى أن الفيلم حاول جاهدا الترويج للمثلية الجنسية، وإظهار تسهليها للأجانب بالمغرب، والمبالغة في العلاقة الحميمية بين الأم والابن، عادين أنه لا يعكس الواقع المغربي، وأنه فرصة للتسويق السلبي للمملكة في الخارج.

في المقابل، ترى فئة أخرى أن الفيلم نقل صورة حية من المجتمع المغربي، لا سيما في ما يتعلق بمعاناة الأم العازبة، واستغلال الفئات الهشة جنسيا.

وفي رأي الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم “لا يتم استغلال السينما في بعض الأحيان للترويج لأقليات أو فئات وإن كانت تخص “المثلية”، لكن هذا لا يعني أن أي فيلم توجد به شخصيات مثليه هو مجرد ترويج لها”.

وأضاف واكريم في تصريح لجريدة “مدار21” أن فيلم فيصل بوليفة لا يدخل في هذا السياق، كون الشاب يتعرض للاستغلال العاطفي الجنسي من طرف السائح الفرنسي المثلي، إذ هنا إدانة للشخصية المثلية وليس العكس.

ويرى الناقد السينمائي أنه في فيلم “المحكور ماكيبكيش” لم تكن هناك أي لقطة أو مشهد استعمل بشكل مجاني، إنما على العكس حاول المخرج قدر المستطاع أن يقف ويقطع في حدود الممكن لا يختل المعنى، إذ كان توظيف المثلية الجنسية في السياق الدرامي ولم يتم إقحامها، مردفا: “لكون الشاب يتعرض للاستغلال من قبل السائح المثلي الفرنسي جنسيا في بادئ الأمر ثم عاطفيا بعد ذلك، ولم تكن لاعتذاره المتأخر أي فائدة”.

وعن منح أدوار البطولة لممثلين غير محترفين للمجال، أكد واكريم في حديثه للجريدة أنه في السينما العالمية، العديد من المخرجين المتميزين يختارون التعامل مع غير الممثلين أو الهواة، وهو اختيار فني محض ولا يمكن لنا أن نفرض على المخرج أن يتعامل فقط مع ممثلين معروفين ومحترفين.

وأضاف في السياق ذاته: “ويبقى لنا الحكم النهائي على العمل السينمائي من جميع جوانبه بما فيها الأداء التمثيلي، وبالنسبة لي فالتشخيص في فيلم “المحكور ماكيبكيش” كان جيدا، واختيار الممثلين وإدارتهم كان في محله، خاصة الشخصيات الرئيسية الأم وابنها الشاب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News