حوارات

كاير: تركيز الاجتماعات السنوية بمراكش على الرأس المال البشري جعل منها لحظة مفصلية

كاير: تركيز الاجتماعات السنوية بمراكش على الرأس المال البشري جعل منها لحظة مفصلية

اعتبر رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية، عثمان كاير، أن انعقاد الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين في إفريقيا وخاصة في المغرب له دلالات عدة أولها الموقع المتميز للقارة على مستوى النمو الاقتصادي العالمي ودينامية إنتاج الثروة، إضافة إلى الإمكانيات الهائلة التي تشكلها على مستوى الموارد البشرية والرأس المال البشري الذي يشكل دعامة أساسية لتطوير النمو الاقتصادي العالمي.

كما أشار كاير إلى أن انعقاد هذه الدورة من الاجتماعات بمراكش تأكيد على مكانة موقع المغرب الذي أصبح يكتسبه على المستوى القاري وعلى المستوى الدولي، مسجلا أن المملكة ومنذ أكثر من 20 سنة، تضطلع بأدوار طلائعية على مستوى التبادل الاقتصادي بين الشمال والجنوب وأوروبا وإفريقيا، على مستوى خلق فرص الاستثمار وتعزيز جاذبيته من خلال مجموعة من الأوراش التي أشرف عليها الملك.

وقال رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية، في تصريح لجريدة “مدار21″ الإلكترونية، إن هذا الحدث بهذا الطابع الدولي والأهمية الكبرى يأتي من أجل تتويج الدينامية على مستوى القارة الإفريقية وأيضا على المستوى الوطني ويعزز مكانة المملكة في الساحة الدولية ونسيج العلاقات الدولية، خصوصا في ظل السياق الاقتصادي والاجتماعي والبيئي العالمي، الذي يتميز بالخروج من سياق كورونا وإعادة العجلة الاقتصادية إلى طبيعتها، والتي تستوجب تكاثف الأدوار بين الشمال والجنوب، وأيضا ما بين القطاع العام والقطاع الخاص من أجل إعادة الدينامية للنمو والتنمية الدولية.

ولفت إلى أن خصوصية هذه الدورة، والتي يشارك فيها أزيد من 13 ألف ضيف، من بينهم محافظو البنوك المركزية ووزراء المالية والتنمية، والمديرون التنفيذيون من القطاع الخاص والمجتمع المدني ووسائل الإعلام والأكاديميين، تتمثل في حضور بارز للمسألة الاجتماعية والاهتمام بالرأسمال البشري على مستوى النقاشات والندوات والمحاور المبرمجة خلالها، خاصة أنه من بين الملاحظات التي كانت تقدم حول هذه الاجتماعات هي أنها تهتم بشكل كبير بالديناميات الاقتصادية ولا تولي أهمية للمسألة الاجتماعية.

وتابع المتحدث في هذا الصدد :”اليوم نلاحظ أن هناك حضور للمسألة الاجتماعية بشكل أكبر وهذا يتزامن كذلك مع المجهودات التي تعكف عليها المملكة على مستوى إرساء معالم الدولة الاجتماعية التي يقودها الملك والتي ترتكز في محاور عديدة على تعميم الحماية الاجتماعية والنهوض بقطاعي التعليم والصحة”.

وبحسب كاير، فإن هذه الدورة تشكل لحظة مفصلية في تاريخ مؤسسات “بريتن وودز” من أجل إعادة تموقع النقاش الدولي حول القطاعات الاجتماعية وحول المسألة الاجتماعية بشكل عام والنهوض بالرأس المال البشري “لأنه لا يمكن تصور نمو أو تنمية اقتصادية على المستوى العالمي دون النهوض بالعنصر البشري عوض حصرها في الجانب المالي والتقني”.

وأبرز أن الإبقاء على تنظيم الاجتماعات في موعدها المحدد مسبقا هو بحد ذاته إشارة إيجابية تؤكد قوة مناعة المملكة وقدرة الدولة على الالتزام، ويؤكد كذلك أن “البلاد تتوفر على مناعة اقتصادية من أجل تجاوز الصعوبات والتي كان الزلزال الأخير الذي ضرب منطقة الحوز سببا فيها، وهو فرصة لإعطاء المنطقة انطلاقة جديدة”.

وسجل أن المواعيد الدولية الأخرى التي ستنظم في المنطقة (مراكش) في الأشهر المقبلة ستشكل لا محالة دعامة أساسية للعودة تدريجيا للدينامية المعتادة للقطاع السياحي والنشاط الاقتصادي بشكل عام، خاصة وأن الملك في توجيهاته الأولية التي أعطى بعد الزلزال مباشرة، كان يؤكد على عودة الحياة لطبيعتها وإعادة الحركة الاقتصادية حتى لا تتأثر المجتمعات المحلية بهذه الواقعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News