فن

العسري: “مروكية حارة” يمزج العبث و”الساركازم” والمنافسة بالمهرجانات “خضرة فوق الطعام”

العسري: “مروكية حارة” يمزج العبث و”الساركازم” والمنافسة بالمهرجانات “خضرة فوق الطعام”

قال المخرج والسيناريست هشام العسري، إن فيلمه “مروكية حارة” يختلف عن باقي أعماله السابقة، إذ يجمع بين الصناعة السينمائية والرقمية.

وأضاف العسري في تصريح لجريدة “مدار21” أنه خلق الشخصية الرئيسية من سلسلة “بيصارة أوفر دوز” و”نو فازلين فتوى” وغيرها من السلسلات التي طرحها في الويب في سنتي 2017 و2018، حيث طورها في الكتابة ليستخرج منها شخصيات هذا الفيلم الجديد، التي “بنيت بطريقة يختلط فيها العبث بالساركازم”.

وتابع أن الفيلم عبارة عن كوميديا سوداء ويناقش أحداث غريبة تجري في مدينة الدار البيضاء وتعيد الأموات إلى الحياة، مشيرا إلى أن العمل “عصارة وخلاصة لأعماله السابقة التي طرحها بالويب”.

وأبرز العسري أن طريقة صياغة سيناريو فيلم “مروكية حارة” قريبة من الكتابة الرقمية، عادّا أن هذا ليس فيلما تقليديا، أو مجرد سرد حكاية، إنما هو نوع من السوسيولوجيا يتجلى في التطرق إلى بعض ظواهر المجتمع المغربي سواء تلك التي ظهرت أو لم تظهر بعد، حيث يحاول دائما أن يقدم نظرة عن المستقبل، وفق تعبيره.

وتكمن أهمية القصة بحسب العسري في كونها تتطرق إلى “مجتمع أصبح أفراده ينتظرون حدوث أشياء دون السعي إليها والعمل من أجلها، ويرغبون في حياة سهلة خالية من المتاعب، وأفراد يحلمون بالرفاهية أو الشهرة دون الاجتهاد لنيلهما والتخطيط لتحقيق الأهداف”.

ويحاول العسري من خلال فيلم “مروكية حارة” الذي أعاده إلى السينما بعد تفرغه أربع سنوات لكتابة الروايات، أن يسلط الضوء على جانب من صناعة المحتوى الذي يحمل القليل من المعنى والكثير من الغوغاء وفق تصريحه للجريدة.

ويرغب المخرج هشام العسري أيضا من خلال عمله أن يُعطي قيمة للفيلم بشكل عام الذي يعتبره لحظة تعبير في مجتمع ما، وتحت ظروف ما، مبرزا أنه يجب أن تكون له قيمة فنية كما الكتاب والرواية، وأن يتم إرجاع هذه الدلالة له وألا يبقى مجرد محتوى استهلاكي وشعبوي.

وفي هذا الصدد، قال: “حاولت الاشتغال على المحتوى لأجد حلقة وصل تطور الأحداث، كي لا أنحصر في محتويات الأنترنيت التي أغلبها لا تكون إيجابية، وتبقى مرتبطة بالتهكم والسب والتنمر، ما يُنتج لنا آراء لا تمنحنا فكرا سينمائيا يعيدنا إلى الإبداع”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أنه ابتعد عن العمل لصالح التلفزيون لكونه يرى أنه من الممكن التطرق إلى الكثير من المواضيع المسكوت عنها في السينما.

وأكد مخرج الفيلم أن الممثلة فدوى طالب التي تجسد دور البطولة في “مروكية حارة” تؤدي شخصية “رهيبة” و”مختلفة”، مشيرا إلى أن الجمهور سيشاهدها في حلة جديدة.

وعن مشاركة فيلمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وصف مرور أفلامه في المهرجانات بـ”الخضرة فوق الطعام”، عادّا أن أهمية مثل هذه التظاهرات تكمن في جعلها منصة للحوار مع الجمهور ولا يجب أن يمنح لها أكثر من أهميتها.

وأضاف: “الأهم أن لكل فيلم ميلاد، حيث سيشارك في مراكش والقاهرة وغيرها من التظاهرات، علما أنني حاولت ألا أصنع فيلما يدخل في إطار سينما المؤلف لأنني أهدف من خلاله إلى فتح حوار مع جمهور عريض بخلاف أفلامي السابقة التي كانت تنتمي إلى سينما المؤلف، والتي تفوق فكر الأشخاص الذين لا يفضلون التفكير بعمق في أثناء متابعة الأفلام”.

واسترسل قائلا: “هدفي أن أرى كيف يتعامل المغاربة مع هذا الفيلم الذي يحمل طابعا كوميديا دون تهريج، كعدد من الأفلام، حيث أردت أن أسلط الضوء على أفكار سوداوية بتوظيف الساركازم”.

وتابع: “هذا الفيلم يعد قريبا من الكتابة البسيطة، إضافة إلى أن أحداثه يمكن أن يفهمها الجميع حتى الأشخاص الذين ليس لهم مرجعية ثقافية، حيث حاولت أن أخوض تجربة الكتابة السهلة الممتنعة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News