مجتمع

خبير نفسي: الشعور بمركب نقص والاكتشاف وراء إقبال الفتيات على “تطبيق العرائس”

خبير نفسي: الشعور بمركب نقص والاكتشاف وراء إقبال الفتيات على “تطبيق العرائس”

أحدث تطبيق العرائس ضجة واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع إقدام العديد من الفتيات المغربيات على وضع صورهن به لاكتشاف شكلهن في “جسد عروس”.

ووصف نشطاء هذه الخطوة بـ”الهوس” باستعمال التطبيقات، والوهم بحالة غير واقعية، بينما اتجه البعض للتحذير من استغلال هذا التطبيق للصور وتوظيفها في إعلانات.

وفي هذا الإطار، يفسر الأخصائي النفسي الإكلينيكي والمعالج النفساني، فيصل طهاري، بأن إقدام بعض الفتيات على تعديل صورهن في تطبيق العرائس يكون من باب المزحة والاكتشاف والفضول.

ويضيف الخبير النفسي، أن استعمال بعض الفتيات لتطبيق العرائس يدل من الناحية النفسية إضافة إلى الفضول، على أن هناك تمنيا، أي الرغبة في أن يُصبحن عرائس بالفعل.

وبخصوص استغلال الصور، يرى طهاري أنه يجب الوعي بأنه بمجرد الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي ومشاركة الصور فيها، يعني أن “صورك يمكن تحميلها من قبل تطبيقات أو أشخاص لأنها لم تعد ملكية خاصة وبالتالي يتم استعمالها بأبشع الطرق”، مشيرا إلى أن صور العرائس التي تركب عليها صور الفتيات اللواتي يستعملن التطبيق لم يخلقها الذكاء الاصطناعي، بل هي صور مغربية سواء لعارضات أزياء أو عرائس حقيقيات.

وأرجع الأخصائي النفسي هوس البعض باستعمال تطبيقات تُعدل في الشكل والملامح، إلى مركبات النقص عند هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من مشاكل حقيقية في تقبل شكلهم الخارجي، سواء شكل جسدهم أو وجههم، إضافة إلى اقتناعهم بأن شكلهم الحقيقي لا يمكن أن يثير إعجاب الآخر.

وتابع: “ومركبات النقص هذه تجعل البعض يتحايل على الناس في مواقع التواصل الاجتماعي”، مردفا “وصل الأمر إلى خلق تطبيقات تحول جسم يعاني زيادة في الوزن إلى جسم رشيق ومثالي، ما يدل على أن هؤلاء الأشخاص عوض تغيير أشكالهم بالرياضة والأكل الصحي يختارون أقصر طريق بنشر صور لا تعكس وضعهم الحقيقي”.

وواصل حديثه قائلا: “هناك عدم رضا على الشكل الحقيقي وتقبله، ومن الناحية النفسية يعني أن هناك نوعا من الاهتزاز في شخصية مستعمل هذه التطبيقات، وعدم تحليه بالثقة قي نفسه”، عادّا أن هذا الأمر له علاقة وطيدة بتقدير الذات والثقة في النفس، لكون الشخص الذي لا يقدر ذاته ولا يثق في نفسه يُقدم على تبنى أشكال أخرى.

ويشير طهاري إلى أن هذه التطبيقات أصبحت منتشرة بكثرة، بعد موجة المؤثرات التي تستعمل في التقاط الصور أو الفيديوهات المعدة للنشر في مواقع التواصل الاجتماعي، ليتطور الأمر إلى خلق تطبيقات يتم تنزيلها في الهاتف، وتجري تعديلات في الوجه بشكل كبير جدا يبدو حقيقيا، إذ يغير لون البشرة والعيون، ويحسن الأنف.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن  هذه التقنيات التي تُغير من شكل الجسم والوجه، تُقدم عليها الفتيات بشكل أكبر من الذكور، الذين يتجه بعضهم إلى استخدامها أحيانا، مبرزا أن الأشخاص الذين يُقدمون على توظيف هذه التطبيقات لتغيير أشكالهم لا يتمتعون بالثقة في النفس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News