فن

بوحسين لمدار21:حرصتُ على تنمية إبداع التلاميذ عبر مقرر “التربية الفنية”

بوحسين لمدار21:حرصتُ على تنمية إبداع التلاميذ عبر مقرر “التربية الفنية”

ساهم الفنان المغربي والأستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية مسعود بوحسين في تأليف مقرر مدرسي لمادة التربية الفنية موجه لتلاميذ السنة الأولى من التعليم الابتدائي.

وقال بوحسين إنه تقرر هذه السنة إدماج مادة التربية الفنية في التعليم الابتدائي بمكوناتها الثلاث؛ التربية التشكيلية، والموسيقية والمسرحية، مبرزا أن هذا قرار مهم اتخذته وزارة التربية الوطنية والتعليم، حيث إنه جرى تأليف مجموعة من الكتب المدرسية، في هذا الشق، ومن بينهم الكتاب الذي ساهم في تعديله، والذي عده إجراء مهما في مكون التربية التعليم الإبتدائي، متطلعا بأن تكون له آثارا إيجابية.

وأوضح بوحسين، في تصريح خص به جريدة مدار21، أن الفن ليس بحاجة إلى التربية، وإنما التربية هي التي تحتاج إليه، إذ إن الفن وسيلة للتكوين وليس غايته، مشيرا إلى أن الفن بشكل عام مهم لتكوين شخصية الإنسان بصفة عامة، حتى وإن لم يكن من باب الاحتراف أو الهواية، لأنه آلية من آليات تربية الذوق وحس الملاحظة، ناهيك عن تربية التفاعل مع المحيط بتلقائية، وكذا تربية الإبداع الذي يخترق جميع المجالات، ليس بالضرورة الفن، لأن التعليم يحتاج إلى إحساس وعطاء وخيال وإبداع، وبالتالي، فالهدف تربوي بالأساس.

وأضاف المتحدث نفسه أنه عمل في هذا المقرر على الجانب المرتبط باللعب والإبداع وحس الملاحظة، والخيال، وكلها، حسب بوحسين، قدرات يحتاجها الإنسان في حياته العلمية وسلوكه الاجتماعي والمدني، لافتا إلى أنها مادة تلقينية وليست نظرية أو ترتبط بالمعارف بقدر ما هي مرتبطة بتطوير السلوكات والقدرات الإبداعية، تمتد لمجالات أخرى في حياة المتلقي.

وأردف المتحدث ذاته، أن هذه المبادرة التي قامت بها الوزارة، ستكون لها نتائج مهمة على مستوى تكوين شخصية الأطفال، وأيضا على صعيد القدرات التواصلية خصوصا في المجال المسرحي لما لها من منافع كثيرة، مشيرا إلى أنه تم الاشتغال في المقرر بعناية على اكتشاف الأصوات، ونطق الحروف، والأنشطة العملية من لغة الجسد والحركة وغيرها من المهارات، التي تتضمن أهدافا تربوية مهمة.

وتابع: “هي مبادرة مهمة لأنه في جميع دول العالم وحتى في المغرب، بالنسبة للمدارس الحرة والبعثات الأجنبية، تعتمد على هذا المكون بالدرجة الأولى في مقرراتها، لأن الطفل تكون لديه ميولات فنية في صغره، ويتعامل في هذه المرحلة مع الأشكال والألوان، إلى جانب الحركات والأصوات، ويتمتع أيضا بجانب مبدع، لذا على المحيط استغلاله وإعادة إنتاجه تعبيريا بوسائل مختلفة”.

وشدد المتحدث ذاته، على أن مناهج التعليم لم تعد مرتبطة بالتلقين الكلاسيكي لنقل المعلومة، بقدر ما تكون قدرات انفتاح الطفل للبحث عن المعلومة المفيدة بنفسه، من خلال ما يتلقاه في التكوين الأكاديمي، مبرزا أن الفن يتوفر على هذه القدرة والخاصية لأن هدفه تطوير هاته القدرات، فيما يخص العلاقة مع المحيط، إذ ليس هناك شيء يثير الانتباه للمحيط أكثر من المجال الفني والمسرحي، فهاته الأنشطة تولد للطفل إمكانية تطوير قدرات الملاحظة والاستماع والارتجال والتعبير، وأيضا المهام الإبداعية التي يجدها في الأنشطة والتمارين، تخلق له طابعا مفيدا للتصالح مع النفس والآخر والتواصل والتسامح والعمل الجماعي، وإدماج الجانب الإبداعي والأخلاقي، لهذا يجب التركيز على الطفل في هاته المرحلة الابتدائية.

وأشار بوحسين، الذي يشغل أيضا منصب رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، إلى أن الغرض من هذا المقرر ليس تكوين ممثلين وفنانين بالأساس، لكنه وسيلة من وسائل تكوين الشخصية المبدعة المنفتحة والمتعاونة، لأن الجوانب الأخلاقية مهمة.

وعن إمكانية تأطيره لورشات خاصة بالتلاميذ والأساتذة، أكد بوحسين أنه سيكون سعيدا بذلك، مبرزا أن الكتاب معد بعناية وبشروحات مفصلة، ويمكن إسناد هذه المهمة إلى أساتذة المسرح والموسيقى، الذين سياسهمون في تدريسها ويهمنا جميعا إنجاح هذه العملية، وإن جاءت متأخرة فهي مهمة جدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News