“ليلة العيطة” تعيد عزف نغمات من التراث بعدما شلّت كورونا أوتارها لثلاث سنوات

واصل صناع “ليلة العيطة” الرحلة في نسخة ثانية، مساء أمس الجمعة، بمسرح محمد الخامس بالرباط، بعد تأجيلها 3 سنوات إثر تفشي جائحة كورونا التي جمدت كافة الأنشطة الفنية.

وفي هذا الإطار، قال مدير المهرجان، محمد سعودي، “إن النجاح الذي حققته الدورة الأولى من ليلة العيطة بالرباط في سنة 2019 فرض وجود نسخة ثانية التي كان من المفترض عقدها في سنة 2020، غير أن ظروف كورونا حالت دون تنظيمها”، مردفا: “لكن عدنا في سنة 2023 عبر حفل كبير بمسرح محمد الخامس الذي يعرف نشاطا منقطع النظير، حيث إن جميع التذاكر بيعت قبل 24 ساعة، وحج الجمهور من داخل المملكة وخارجها، لكونه عاشقا ومولوعا بمثل هذه الأنشطة الفنية”.

وأضاف سعودي، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن فن العيطة “يحظى بإشعاع كبير في السنوات الأخيرة على المستوى الوطني متجاوزا العديد من الألوان الفنية الأخرى، بفعل الاهتمام الذي يولى له من قبل الإعلام العمومي والمكتوب، ما يجعل “العيطة” تتقدم بشكل لافت مقارنة بغيرها من الأنماط الموسيقية، وتلقى إقبال الجمهور”.

من جهته، صرح الفنان خالد البوعزاوي، الذي كان واحدا من نجوم السهرة، لـ”مدار21″، بأن إحياء مثل هذه التظاهرات “يساهم في التعريف بهذا الفن والحفاظ عليه”، عادا أن تراث العيطة المرساوية والعبدية سيظل خالدا.

بدورها مقدمة الحفل، مريم القصيري، أعربت، في تصريح للجريدة، عن سعادتها بالاحتفاء بشيوخ كبار في فن “العيطة” على مسرح محمد الخامس، متمنية أن يستمر الاحتفاء بهذا التراث الذي يشكل مفخرة للمغاربة في كل سنة.

وحضر “ليلية العيطة” كل من المغني حجيب، وخالد البوعزاوي، وجمال وعابدين الزرهوني، وجواد شعيبة، وولاد بنعكيدة وسهام المسفوية.

يذكر أن “العيطة” يدخل في تراث الفن المغربي الأصيل، ظهر في عصور سلاطين المغرب وتبلور بقوة في أثناء الاستعمار، إذ شكل نوعا من المقاومة ضد الاحتلال.

و”العيطة” لون غنائي كان يعتمد على أشعار تحمل معاني ورموز لا يفهمها سوى أصحاب الأرض كنوع من شيفرة سرية بين المقاومين من النساء والرجال ضد العدو.

واستمرت “العيطة” لعقود، وانتقلت من الأزقة وساحات الأسواق خلال فترة الحماية انتفاضةً ضد المستعمر، إلى ترديد أغانيها في المقاهي والمطاعم والأعراس.