صحة

اختبارات وتلقيحات واجتماعات تنسيقية.. وزارة الصحة المغربية تتأهب لمتحور كورونا الجديد

اختبارات وتلقيحات واجتماعات تنسيقية.. وزارة الصحة المغربية تتأهب لمتحور كورونا الجديد

شرعت وزارة الصحة المغربية في التأهب والاستعداد لمتحور كورونا الجديد “إي جي 5 ” (EG.5) -الذي يُطلق عليه علماء اسم “إيريس” (Eris)، وذلك تزامنا مع تزايد التحذيرات من انتشاره عالميا.

ووجه وزير الصحة الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، دورية للمدراء الجهويين للوزارة بخصوص تدابير استعجالية لمواجهة أي عودة محتملة لكورونا، وذلك تحسبا لتسجيل أي ارتفاع في الإصابات بالمملكة.

ودعا الوزير آيت الطالب إلى توفير الاختبارات السريعة على صعيد كل المؤسسات الصحية لفائدة كل الأشخاص الذين يحملون أعراض الإصابة.

كما دعا المسؤول الحكومي إلى احترام البروتكول العلاجي بالنسبة للحالات المصابة، مطالبا بموافاة المصالح المركزية المختصة لقطاع الصحة بالمعطيات التي تخص الإصابة، والحالات الخطرة والوفيات.

وطالب الوزير بعقد اجتماعات التنسيق والتوعية لفائدة المهنيين العاملين في القطاع الخاص والقطاع العام، وذلك إلى جانب جلسات توعية لفائدة المرضى حول السلوك السليم الواجب اتباعه طيلة المرحلة الصعبة من الإصابة.

كما دعا إلى تقوية مخططات العمل للتلقيح ضد كوفيد 19 عبر توفير اللقاح على مجموع المراكز الصحية، في الوسط الحضري والقروي، واستهداف الساكنة الهشة، ومنهم المسنين.

وبعد ثلاثة أشهر من إعلان نهاية الطوارئ الصحية بخصوص فيروس كورونا، ظهر متحور جديد، يحمل اسم EG.5، وهو من متغيرات أوميكرون، صنفته منظمة الصحة العالمية على أنه “متحور مثير للاهتمام”،

هذا المتحور، ورغم أن مخاطره “منخفضة”، إلا أنه تم رصده في 51 دولة، بما في ذلك كوريا الجنوبية واليابان وكندا وأستراليا وسنغافورة وفرنسا والبرتغال وإسبانيا.

تشير أحدث البيانات إلى أن هذا المتحور يمثل الآن 17.4 بالمئة من حالات كورونا المسجلة حول العالم، أو واحدة من كل ست إصابات، وهو ما وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه “ارتفاع ملحوظ”.

والجمعة الفارط 11 غشت الجاري، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، نشرتها الأسبوعية، عن تسجيل ما مجموعه 27 إصابة جديدة بـ(كوفيد-19).

وأبرزت الوزارة، في النشرة الأسبوعية لحصيلة (كوفيد-19)، التي تغطي الفترة من 5 إلى 11 غشت 2023، أن الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس رفعت العدد التراكمي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى مليون و 275 ألف و320 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس 2020، مع معدل الإيجابية الأسبوعي يناهز 5.4 في المائة.

وسجلت حالات الإصابة الجديدة في جهات الرباط سلا القنيطرة (12)، والدار البيضاء سطات (7) وسوس ماسة (3) ، والداخلة واي الذهب (2)، ومراكش آسفي (1)، وكلميم واد نون (1)، وفاس مكناس (1)،

وبلغ مجموع الحالات النشطة 37 حالة، فيما لم يتم تسجيل أية حالة خطيرة خلال الفترة ذاتها ليبلغ مجموعها صفر حالة.

الطيب حمضي الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، قال إن المتحور الجديد، لا يدعو للقلق، ولن يؤثر على الحياة العامة أو المنظومات الصحية، داعيا في المقابل لتوخي الحذر وحماية ذوي الهشاشة.

ولفت حمضي في تصريح سابق لجريدة “مدار21” الإلكترونية، إن الاهتمام العالمي والوطني بهذا المتحور الجديد، الذي ظهر في مارس الفارط، راجع للسرعة الكبيرة التي ينتشر بها في الدول التي يصل إليها.

وأوضح المتحدث أن هذه السرعة جعلته سائدا في كثير من الدول على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، “وهو في الطريق ليصبح سائدا في دول أخرى”.

وإلى جانب السرعة في الانتشار، أشار الطيب حمضي إلى أن المتحور الجديد يتميز بالهروب المناعي، بمعني أن الذين تلقحوا ومضى على آخر جرعة لهم أزيد من ستة أشهر أو أصيبوا بكوفيد 19 قبل هذه المدة، وحصلوا على مناعة، يمكن أن يصابوا به.

وفي هذا الصدد، قال الباحث في السياسات والندم الصحية، إن مكتبسي المناعة بالإصابة أو التلقيح حتى وإن أصيبوا غالبا لن تكون حالتهم خطيرة ولن تسجل وفيات في صفوفهم.

وبالنسبة لأعراضه، أكد حمضي للجريدة أنها تشبه أعراض المتحورات السابقة، والتي تتمثل أساسا في ارتفاع درجة الحرارة والألم في الرأس والحلق والتعب، لافتا إلى أن المتحور الجديد لم يتبث لحد الساعة أنه أكثر شراسة او أكثر خطورة.

وقال الطبيب المغربي إن “هذا المتحور الجديد يذكرنا أن الفيروس مازال بيننا، ولذلك وجب توخي الحذر وتنفيذ التوصيات، رغم الإعلان عن نهاية الطوارئ الصحية ضد كوفيد 19، ولكن الفيروس مازال بيننا ويمكن أن يتحور مرة أخرى”.

ودعا من ظهرت عليهم الأعراض سواء صغارا أو كبار، أصحاء أو مرضى، أن يتبعوا الاحتياطات اللازمة، والتي تتلخص في ارتداء الكمامة والحرص على التباعد والحذر من نقل العدوى للآخرين.

كما اعتبر أن المتحور الجديد، يؤكد ضرورة استمرار المنظومات الصحية في العالم بأكمله في تتبع المتحورات، “وأن لا تعتبر المعركة انتهت مع كوفيد 19”.

ووجه رسالة خاصة للمسنين (65 سنة فما فوق)، والمرضى ذوي الأمراض المزمنة (السمنة، السكري، الضغط) والمصابون بالسرطان وأمراض نقص المناعة، وكذلك النساء الحوامل، داعيا فيها إياهم بحماية أنفسهم.

وأوضح أن الحماية تكون عبر تلقي التلقيح كاملا، مؤكدا أنه إذا مر أكثر من 6 أشهر على آخر جرعة يجب تلقي جرعة أخرى، خاصة أننا المغرب مقبل على شهر الخريف وبالتالي انتشار أكبر للوباء.

كما طالب المسنين وفور ظهور الأعراض عليهم، بالخضوع لاختبار كوفيد 19, “وإذا كان إيجابي يجب أن يأخدوا العقارات المضادة للفيروسات والتي تساهم بشكل كبير في الحماية من تطور الحالات”.

ولم يستبعد حمضي ظهور موجة جديدة، وذلك بسبب كثرة اللقاءات والتجمعات والحفلات في فصل الصيف وتزامنا مع موجة ارتفاع الحرارة، إضافة لمرور أشهر على تلقي جل المغاربة لآخر جرعة أو آخر إصابة، “وهو ما يساهم في ضعف المناعة وبالتالي سهولة الإصابة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News