فن

هل تخلّص مغنّو الراب المغاربة من “هموم الشعب” لضمان حضورهم بالتظاهرات الرسمية؟

هل تخلّص مغنّو الراب المغاربة من “هموم الشعب” لضمان حضورهم بالتظاهرات الرسمية؟

بعدما كان “الراب” يشكل وسيلة لعدد من المغنيين للتعبير عن استيائهم وتمردهم على الأوضاع المزرية التي يعيشونها، وكذا معالجة قضايا شائكة بالمجتمع، يلاحظ أن بعضهم تخلى بعد شهرته الواسعة عن هذه “المهمة”، واختار تناول قصص الحب في أغانيه الجديدة.

وكانت أغاني “الراب” بالمغرب تنتقد المسؤولين والسياسيين في البلاد، إذ كان الانتقاد اتجاها سائدا في صفوف مغنيي هذا الفن، من خلال تناول مواضيع سياسية بـ”جرأة” وتوجيه رسائل “قاسية”، إضافة إلى وضعها معاناة المجتمع في كلمات موزونة تحقق انتشارا واسعا في الأوساط الشعبية، ما جعل أشهر “الرابورز” المغاربة غائبين عن التظاهرات الفنية الرسمية.

وقادت العديد من الأغاني التي تحمل رسائل وانتقادات سياسية أصحابها إلى السجن في أكثر من مناسبة، ما فرض على عدد منهم الابتعاد عن الساحة الفنية أو تغيير أسلوبهم، إذ بادر مجموعة من مغنيي “الراب” إلى عقد جسر تواصل وصلح مع السلطة، من خلال تلطيف كلماتهم التي غالبا ما كانت تحمل حمولات، أو توظف كلمات “نابية”، من أجل التخلص من جلباب “الفنان المنبوذ” عبر تيمة “الحب” والمواضيع العاطفية.

مغني “الراب”، المعروف بـ”الحر”، واحد من هؤلاء، إذالذي اشتهر في بدياته بالغناء عن نفسه في نسق من القوافي، يستعد لطرح أغنية جديدة تحكي عن “الحب” في قالب “الخلافات” و”الفراق”.

بدوره، اختار مغني الراب “سبعتون” أن يغني في آخر أعماله عن الحب والغرام، بعيدا عن المواضيع الاجتماعية التي طبعت جل أعماله الفنية، إذ يتقمص  شخصية رجل محب لا يستطيع الإفصاح عن مشاعره للطرف الآخر أو يظهر حبه، إذ يعاني مشكلة في التعبير عما يحس به.

وطرحت “أش كاين” أغنية جديدة تحت عنوان “زينينو” التي تطغى عليها إيقاعات شعبية، وتحكي عن جمال المرأة المغربية، وتبرز التراث المغربي.

وتحولت أغاني الرابور “Bad flow” من النبش في مشاكل المواطنين وهمومهم، من خلال التطرق إلى القضايا الاجتماعية التي تعكس الواقع المعاش لفئة عريضة من المجتمع، إلى الغناء عن الحب والفراق.

“مسلم” الذي كان يقود سفينة “الراب” في المغرب إلى جانب عدد من زملائه، ويعد صوتا لكل المواطنين الذين يعانون في الظل، اختار سلك طريق “الحب” في أغانيه بداية بـ “My lady” التي أهداها لزوجته أمال صقر.

علي الصامد، يختار بين الفينة والأخرى التوجه إلى الأغاني الرومانسية التي تحكي عن الحب، حيث طرح في وقت سابق “بنت بلادي” الذي تتغنى بجمال الفتيات المغربيات.

“لارتيست”، الذي بدأ مسيرته في “الراب” الفرنسي على منوال مغني الراب الذين كانوا يأخذون على عاتقهم معالجة القضايا المرتبطة بالعنصرية، والهجرة، ووحشية الشرطة، أصبح يسير على درب رفاقه الذين وجدوا بأن الأغاني التي لا تحمل في طياتها مواضيع سياسية واجتماعية تساعد في الصعود على منصات الحفلات الرسمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News