فن

بين الإشادة والانتقاد.. إحياء الأغاني التراثية بأنماط عصرية “موضة” جديدة للفنانين المغاربة

بين الإشادة والانتقاد.. إحياء الأغاني التراثية بأنماط عصرية “موضة” جديدة للفنانين المغاربة

يبدو أن إحياء أغان تراثية عبر توزيعها بنمط عصري وإيقاعات تتماشى والعصر الموسيقي الراهن أضحى “موضة” لدى الجيل الحالي من الفنانين المغاربة، لكن بعضهم حظي بإشادة الجمهور، فيما تلقى آخرون اتهامات بـ”تشويه” مقطوعات تراثية.

ويستفيد هؤلاء الفنانون من الخزانة الموسيقية المغربية، التي تزخر بأعمال خالدة تحمل في طياتها قصصا إنسانية تعكس ملاحم تاريخية وغرامية تنقل حكايات من العشق والحب التي تغنت قبل مئات السنين.

آخر الأصوات التي سارت في هذا الاتجاه، كان الفنانة كريمة غيث، حيث إنها أحيت أغنية من التراث الموسيقي الأمازيغي، للراحل سعيد أشتوك، تحت عنوان “تاسانو”، والتي فضلت طرحها بالتزامن وإعلان الحكومة اعتماد رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية مؤدى عنها في 14 يناير من كل سنة.

واختارت غيث الغناء باللغة الأمازيغية إرضاء لجمهورها الأمازيغي، ولكون أصولها أمازيغية، إذ تنحدر من مدينة إمي نتانوت، كان من السهل عليها إتقان الكلمات، وهي أغنية سبق للفنان العربي إمغران أن طرحها هو الآخر قبلها.

ولقيت غيث إشادات واسعة من قبل الجمهور لأنها بادرت إلى إحياء التراث الأمازيغي في أعمالها الموسقية، غير أنها تلقت مجموعة من الانتقادات لجرأة الكليب، من حيث الملابس والرقصات، إذ يرى بعض النشطاء أنها “لا تتناسب مع التراث الأمازيغي”.

وقبل أسابيع، أعادت الفنانة دنيا بطمة غناء أغنية “خربوشة” التي تنتمي إلى فن العيطة الشعبية، والتي تتغنى كلماتها بقصة مقاومة قبيلة أبناء زيد ضد ظلم القائد عيسى بن عمر، وذلك في أواخر القرن التاسع عشر في مدينة آسفي المغربية.

وانتفضت “خربوشة” في قصيدتها ضد طغيان قائد القبيلة، عيسى بن عمر، وظلمه لأبناء منطقته، إذ عُرفت بجرأتها وقوتها وتمردها على الأوضاع المزرية.

وسبق لسكينة فحصي أن أعادت أغنية “خربوشة” أيضا، وغنتها بإيقاعات عصرية، حيث إنها حققت من خلالها شهرة واسعة دفعتها لإعادة أغان تراثية أخرى.

بدوره، اختار فيصل عزيزي إعادة إحياء التراث الموسيقي العبري عبر أغنية “هاكا ماما” في سنة 2015، التي تنتمي إلى الثرات الشفاهي القديم والموسيقي اليهودي، وهي تتغنى بجمال الحسناوات العذراوات في حواضر المغرب، والتي سبق للمغنية المغربية اليهودية، زهرة الفاسية، تسجيلها في الثلاثينيات.

وأغنية “هاكا ماما” غناها العديد من الفنانين على مر أجيال، التي كانت كلماتها تعكس قصة حب جمعت بين شاب قروي بسيط من أحواز، وابنة تاجر، وجدا نفسهما في صراع قبائلي وديني مقيد بمجموعة من القواعد و القوانين المجتمعية، إذ نظمت قصتهما على شكل قصيدة، رددها مطربو المغرب في البوادي والمدن أيضا، لتصبح حكايتهما جزءا من التراث الشفهي اليهودي المغربي الذي يحفظه جيل بعد جيل.

أسماء لمنور، هي الأخرى، طرحت قبل ست سنوات أغنية “عندو الزين”،التي تدخل في ما يسمى بالغناء الكبوري، و هو أحد الأنماط الغنائية النسائية البسيطة، وتدخل في خانة التراث الموسيقي المغربي.

واشتهرت المغنية النغربية “شاما” بإعادة طرح أغان تراثية بتوزيع وإيقاعات عصرية، منها “هي هي”، ومولات الخالة”، و”لالة ماما” وغيرها من الأغاني التي ساهمت في شهرتها في الساحة الفنية.

ولم يبق إحياء الأغاني التراثية المغربية مرتبطا بالفنانين المغاربة فقط، بل أعاد غناءها ثلة من نظرائهم العرب، من بينهم ماجد المهندس، وحسين الجسمي، وماهر زين.

وكان الفنان العراقي ماجد المهندس أعاد أغنية تراثية “هي هي” للحاجة الحمداوية التي تعد من أقدم الفنانات المغربيات في مجال فن العيطة، والتي طرحتها في وقت كان المجتمع المغربي المحافظ، ينظر فيه إلى الفن بنوع من التحفظ والحذر، إلا أنها تمردت ووظفت كلمات وصفت بـ”الجريئة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News