الخارجية الإسرائيلية لـ”مدار21″: دور المغرب حازم لتعزيز الاستقرار بالمنطقة (حوار)

يخيم التوتر منذ عقود على العلاقات بين الجزائر والمغرب، لكن تصريح وزير الخارجية الإسرائيلية يائير لابيد بندوة أقيمت بالمغرب قبل أسبوعين، كان، وبالنسبة لمسؤولين جزائريين، سببا وإلى جانب أسباب كثيرة أخرى، في “التصعيد.. وإعادة النظر”، ثم “قطيعة” واتهامات “زائفة وعبثية”.
عن التصريح المثير للجدل، والتقارب بين الجزائر وإيران، ومستقبل العلاقات مع المغرب وتنامي الاتفاقيات بين البلدين، ومواضيع أخرى، كان “لمدار21” مع حسن كعيبة، المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، هذا الحوار الخاص.
– بداية، هل زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد للرباط، قبل أسبوعين، كانت مفيدة ومثمرة من وجهة نظركم؟
أولا، العلاقات بين المغرب وإسرائيل مهمة جدا، لأن المغرب يلعب دورا أساسيا في تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وذلك رغم البعد الجغرافي.
المغرب له دور حازم وفعال جدا، ويعلم الجميع أن العلاقة بيننا وبين المملكة كانت مستمرة رغم إغلاق مكتب التمثيل بالمغرب سنة 2000، السياحة استمرت والتجارة استمرت ولم تتوقف أبدا بين البلدين، والاتفاق أتى ليتبث للجميع أن علاقتنا غير قابلة للقطيعة.
وزيارة لابيد للرباط نعتبرها “تاريخية”، لأنها الأولى من نوعها لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، وفعلا كانت مثمرة ومفيدة للبلدين، والتقى فيها مع وزير الخارجية ناصر بوريطة وفتح مكتب التمثيل بالعاصمة ووقع الاثنان اتفاقيات عدة ستعود بالخير على الجميع.
– وسائل إعلام إسرائيلية تتحدث عن اتفاقيات في الزراعة والتعليم والثقافة، هل سنرى تعاونا أكبر من ذلك في المستقبل القريب؟
طبعا هناك اتفاقيات أخرى وسنعلن عن تفاصيلها مستقبلا، وهذه الاتفاقيات مهمة للشعبين وللمواطن البسيط تحديدا، وليس للحكومات.
الاتفاقيات بين البلدين (المغرب وإسرائيل)، وأيضا الاتفاقيات مع الإمارات والبحرين، وفتح علاقات مع السودان، نعتبرها “سلاما بنموذج جديد”، وليس سلاما كالذي اتفقنا عليه سابقا مع مصر والأردن.
“السلام” مع هذه الدول (المغرب والإمارات والبحرين والسودان)، يهم المواطن البسيط وليس سلاما مع الرؤساء أو الوزراء أو الحكومات، واتفاقياتنا الحالية والمستقبلية مع المملكة دليل على ذلك.
وان شاء الله السلام يستمر، والعلاقات والاتفاقيات تستمر بين الشعبين.
– ما دور وزير الخارجية ناصر بوريطة في تعزيز علاقتكم بالمملكة؟
ناصر بوريطة رجل مهم بالنسبة إلينا، فهو بمثابة بوابة للتواصل مع الملك وله مقامه.. ونفس الأمر في إسرائيل.
وأوجه له تحية.
– هل تم تحديد موعد زيارته لإسرائيل؟
لا يمكنني الحديث عن معلومات محددة.. لكن الموعد قريب جدا.. وسيتم خلال زيارة الوزير المغربي افتتاح مكتب الاتصال في تل أبيب، وفق ما اتفقا عليه الوزيران خلال زيارة لابيد للرباط قبل أسبوعين.
– تصريح أدلى به وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد بندوة أقيمت خلال زيارته بالمغرب، حول التقارب بين الجزائر وإيران، أثار جدلا واسعا بالجارة.. بل أن الجزائر قررت التصعيد وقطع علاقتها الديبلوماسية مع المغرب.
ما تعليقكم على ذلك؟
أمر ثنائي بين البلدين والجزائر تجمعها بالمغرب حدود وأواصر طويلة وعميقة.
وفيما يخص تعليق وزير الخارجية يائير لابيد، فهو يتضمن معلومات مضبوطة…فالجزائر في الفترة الأخيرة، ومنذ بداية الربيع العربي، أصبحت طريقا للحركات الإرهابية بإيعاز من إيران.
وتعاون الجزائر وإيران يهمنا.. لأن الكل يعلم أن هدف إيران هو التوغل في كل الدول، ورأينا نتائج ذلك في منطقة الشرق الأوسط ولم تترك إلا الدمار والخراب والإرهاب في العراق وسوريا واليمن.. ومازالت تتدخل في شؤون دول إفريقية ومنها الجزائر.
– هل تطمحون لتعميق علاقتكم بالجزائر..وعقد اتفاق “سلام” معها أيضا؟
إسرائيل مستعدة لمد يدها للجزائر ولجميع الدول العربية والإسلامية من أجل السلام.
صنعنا سلاما مع مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان ونطمح لعقد اتفاقات أخرى.
– هل تواصلتم مع مسؤولين جزائريين؟
كما قلت لك سابقا.. نمد يدنا لجميع البلاد العربية والإسلامية.
– هل صحيح أن “وفدا” مغربيا سيزور إسرائيل في الأسابيع القليلة المقبلة؟
هذا ليس سرا، وأنا شخصيا أشرفت على زيارة وفود مغربية كثيرة في الخمس سنوات الأخيرة، ولدي أصدقاء مغاربة كثر، من ضمنهم إعلاميون ومثقفون ومن كل طبقات المجتمع المغربي، وأتو لزيارة إسرائيل والتعرف عليها.
السياحة بين إسرائيل والمغرب لم تنقطع أبدا، ومازالت مستمرة.