مجتمع

“الدرونات” تفتح آفاقا جديدة للفلاحة المغربية وتكلفة خدماتها تصل 2500 درهم في اليوم الواحد

“الدرونات” تفتح آفاقا جديدة للفلاحة المغربية وتكلفة خدماتها تصل 2500 درهم في اليوم الواحد

يشهد الإقبال على استعمال الطائرات بدون طيار تزايدا مطردا بالمغرب، وذلك بسبب قدراتها التكنولوجية المتقدمة، وتعدد استخداماتها وتطبيقاتها المتنوعة.

وتجمع هذه المركبات الجوية بدون طيار بين العديد من المزايا التكنولوجية، وتساهم بشكل كبير في تسهيل الحياة اليومية للفلاحين والمصنعين وزيادة إنتاجهم.

وفي ما يتعلق برسم الخرائط والتضاريس وأنظمة المعلومات الجغرافية، تساعد هذه الأجهزة المستقلة في التقاط الصور الجوية، وإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد، فتساهم بالتالي في التخطيط الحضري.

ففي المجال الفلاحي، تبرز الكاميرات الطائرة كحليف مفضل للفلاحين، بوسعه النيابة عن الإنسان والجرارات في مختلف العمليات مما يدخل القطاع في سيرورة “التدمير الخلاق”.

عين على الطائرات الفلاحية بدون طيار

وأفاد زكرياء فهيم، الشريك المؤسس لشركة “كورير” (Korair) المغربية الناشئة والمتخصصة في تقنيات الطائرات بدون طيار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن الطائرات بدون طيار تساهم في التحكم بشكل أفضل في العمليات الزراعية المختلفة وتحسين تنافسية الأسعار بالنسبة للفلاحين.

ومن بين الطرازات المتوفرة هناك “Baby Shark” بحيث تبلغ الاستقلالية الطاقية لهذه الآلة ساعتان ونصف، ويمكنها أن تقطع مسافة تصل إلى 2000 هكتار في اليوم. بالإضافة إلى ذلك، فهي مجهزة بكاميرات عالية الدقة وأجهزة الاستشعار وأحدث أنظمة الرش.

وقال فهيم إن “شركة كورير الناشئة أنشأت تكنولوجيا الطائرات بدون طيار والبرامج الخاصة بها بدل اعتماد طرازات أخرى. وقد مكن هذا القرار المقاولة من كسب معرفة أعمق بمجال اختصاصها، كما تحاول بلا كلل الاستجابة للحاجيات الخاصة للمزارعين”.

وأضاف أن طائرات كورير بدون طيار تقودها أقمار صناعية، ما يعني أن بإمكان الطيار تشغيلها من على بعد مئات الكيلومترات.

وبحسب ذات المتحدث، تتم معالجة البيانات المحصلة بشكل شبه فوري، مما يوفر الوقت على مستوى تحليل البيانات وتحميلها، وهي عملية تتطلب في الحالات العادية من ساعتين إلى 3 ساعات، حسب جودة الأدوات المعلوماتية.

وأخيرا، يتم تنزيل الصور التي تم تحصيلها وكذا القياسات في منصة “GeoMeta”، وهي منصة سحابية متخصصة في معالجة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

تأثير مزدوج

من جهته، سلط ياسين قموس، المدير العام لشركة “درونواي” (Droneway) متعددة الجنسيات، والتي يقع مقرها في دبي، الضوء على التأثير المزدوج للطائرات بدون طيار على الفلاحة.

ويتمثل التأثير الأول، وهو ذو طابع اقتصادي، في كون الطائرات الفلاحية بدون طيار تجعل من الممكن زيادة الإنتاجية، وبالتالي المردودية الفلاحية.

وأوضح أنه “يمكن للطائرة بدون طيار معالجة 12 هكتارا بواسطة علاجات الصحة النباتية في غضون ساعة واحدة، في حين أن الجرار يعالج اثنين فقط، أي بزيادة بنسبة 600 في المئة للإنتاجية”.

وقال إن المغرب شهد موجات جفاف في السنوات الأخيرة، وفي مواجهة هذه الآفة، توفر الطائرات بدون طيار 90 في المئة من مياه الري، وتزيد الغلة بنسبة 25 في المئة كما ترفع من الدقة.

وبخصوص الأثر الاجتماعي، يمكن للفلاح صاحب الطائرة بدون طيار العمل بدوام جزئي، ليصبح بدوره مزودا لخدمات الطائرات بدون طيار، وهي خدمة تصل أسعارها إلى 2500 درهم يوميا، حسب قوله.

وبعد أن أثبتت نفسها في مختلف القطاعات، تمثل تكنولوجيا الطائرات بدون طيار فرصة حقيقية للشركات الناشئة والمقاولات الراغبة في تحسين أدائها وتقليل المخاطر وتوفير الوقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News