فن

نقاد مغاربة: “بيت الروبي” فيلم العيد بامتياز وكريم عبد العزيز “الجوكر” القادر على تجسيد كل الأدوار

نقاد مغاربة: “بيت الروبي” فيلم العيد بامتياز وكريم عبد العزيز “الجوكر” القادر على تجسيد كل الأدوار

أجمع نقاد مغاربة على أن الفليم السينمائي المصري “بيت الروبي” الذي صوب الكاميرا تجاه ظاهرة سيطرة مواقع التواصل الاجتماعي، وغزو “المؤثرين” بقوة خلال السنوات الأخيرة على الحياة العامة، أفضل أفلام عيد الأضحى، والذي انطلق عرضه بالقاعات السينمائية المغربية تزامنا وعرضه بمصر، ومشيدين بأداء بطله الممثل كريم عبد العزيز الذي أثبت نجوميته عن استحقاق.

وفي هذا الصدد، قال الناقد عبد الكريم واكريم إن “بيت الروبي” فيلم العيد بامتياز في مصر والذي يعرض الآن بالتزامن في القاعات السينمائية في المغرب أيضا رغم أنه لم يعد هناك أفلام للعيد كما كانت في السابق وخصوصا بعد سنوات التسعينات، وفق تعبيره.

ويضيف واكريم أن الفيلم يتناول موضوعا حساسا يتعلق بتأثير مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة المؤثرة في حياة الناس، رغم مناقشته في قالب كوميدي ساخر.

وفي تحليله للفيلم، يقول واكريم إن “الشخصيات الأنثوية في الفيلم كلها سلبية، فالزوجة رغم كونها طبيبة فهي تابعة لزوجها بشكل يبدو وكأنها أغلقت عقلها تماما، ورغم أنها عانت من صدمة إلا أن تصرفاتها لا تبرر نهائيا كون شخصيتها لا تفكر أمام زوجها الذي يظل يبدي أمامها إعجابه باستمرار وبشكل ذكوري مبالغ فيه نحو نساء وبدون أن يأبه نهائيا بردود أفعالها الغائبة في أغلب الأحوال”.

وتابع: “الشخصية النسائية الثانية الرئيسة في الفيلم هي زوجة أخ الوربي المهووسة بمواقع التواصل الاجتماعي والتي قدمها صانعو الفيلم كنموذج سيء، هي التي تطمح لتكون مؤثرة وحين يصل الروبي ليكون كذلك بدون إرادة منه وبالصدفة تكرهه وتفرغ كل عقدها فيه.

ويشير المتحدث ذاته في تدوينته إلى أن بيت الروبي يندرج في خانة الأفلام البسيطة، واصفا إياه بـ”الجميل” و”القابل للفرجة” كونه لايلتجأ للابتذال بل يعتمد على كوميديا الموقف، ويحمله نجم كبير يضاهي نجوم الزمن الجميل في السينما المصرية، على كتفيه.

ونوه واكريم بأداء كريم عبد العزيز الذي “أصبح في مكانة نجوم مصر الذين عرفناهم وأحببناهم عبر تاريخ سينما مصر الطويل”.

وخصص الناقد المغربي فؤاد زويرق في تحليله للفليم حيزا كبيرا للإشادة ببطله الفنان كريم عبد العزيز، إذ قال “من الصعب أن تحبك الكاميرا وإن أحبتك فهي تعطيك كل مافي جعبتها، لكن بشرط أن تبادلها أنت أيضا بالحب وأن تعطيها كل ما في جعبتك، فالممثل المحترف والموهوب لايكفيه حب الكاميرا له بل يجتهد ويثابر ويطور من نفسه في كل وقفة يقفها أمامها حتى يبرهن لنفسه قبل الجمهور بأن حب الكاميرا له لم يأتِ من فراغ، وأن موهبته أساس نجاحه وهي تكملة لهذا الحب”، في إشارة إلى الفنان كريم عبد العزيز.

وأضاف زويرق: “قليلون هم الممثلون الذين يجمعون بين حب الكاميرا والموهبة الحقيقية، الفنان الراقي كريم عبد العزيز من هؤلاء، فقد أثبت منذ انطلاقته الأولى بأنه ليس ذاك الممثل الصدفة الذي وجد نفسه فجأة داخل الوسط الفني بفضل أبيه المخرج محمد عبد العزيز، بل هو ذاك الشخص الذي اقتحم مجال التمثيل وهو كله طموح وإرادة لتحقيق الأفضل في كل عمل يشارك فيه، فمن أول عمل له إلى آخر عمل سيجد المُشاهد فرقا وتميزا ونضجا في الأداء، فلم يكتفِ بموهبته وذكائه اللذين أهَّلاه للارتماء بين أحضان الكاميرا، بل كافح وواظب وداوم على صقل قدراته هذه وجعلها أكثر دينامية وليونة للتأقلم مع كل شخصية يؤديها”.

وأردف المتحدث ذاته في تدوينة: “كريم عبد العزيز لم يستسلم ولم يكتفِ بجنس معين من التشخيص فهو ذاك ”الجوكر” القادر على ارتداء كل الألوان واللعب على كل الحبال مهما كان طولها وسمكها، فالأدوار الدرامية تلبسه ويلبسها، والأدوار الكوميدية تناسبه ويناسبها، والأدوار المركبة الصعبة تتمكن منه ويتمكن منها، فهو يتماهى وينصهر داخل كل نوع من أنواع التشخيص مهما كانت صعوباته وتعقيداته وتشعباته، وهكذا تنوعت أعماله بشخصياتها المختلفة المؤسّسة لفنان حقيقي يجمع بين نجم شباك ومبدع في التمثيل والتشخيص”.

واسترسل فؤاد في حديثه: “فكريم عبد العزيز في فيلم محطة مصر ليس هو في الفيل الأزرق مثلا، وليس هو في خارج على القانون، وليس هو في حرامية فى تايلاند، وليس هو في فيلم كيرة والجن، ولا في آخر دور له في فيلم بيت الروبي الذي يعرض الآن في القاعات السينمائية ويحقق سبقا وأرباحا مهمة ضمن أفلام عيد الأضحى، ففي كل عمل من هذه الأعمال يتلون ويتحول ويبدع في تركيب أجزاء شخصياته بما تتطلبه من أبعاد درامية أو كوميدية”.

وواصل زويرق إشادته ببطل الفيلم قائلا: “ففي أدواره الدرامية يقنعك بانفعالاته التعبيرية الجادة والصادقة النابعة من عمق الشخصية المخزنة داخله، أما أدواره الكوميدية فهي بعيدة كل البعد عن السذاجة المبتذلة، فكلها تصبّ في كوميديا الموقف التي لا علاقة لها بكوميديا البهلوانات و”الإيفيهات” الركيكة والسخيفة التي ينتهجها البعض، وهكذا كسب كريم عبد العزيز على مدار عشرين سنة من الحفر والصقل، معركته مع نفسه ومع جمهوره وأثبت لها ولهم بأنه ليس ممثلا بالصدفة، بل ممثل جاد ومبدع قادر على الإبداع والعطاء وهو يستحق فعلا كل تقدير واحترام حظي أو سيحظى بهما من جمهوره”.

ويتصدر فيلم “بيت الروبي” شباك التذاكر في مصر إذ وصلت إيراداته إلى 9 ملايين و300 ألف جنيه، ليتفوق على باقي أفلام عيد الأضحى المعروضة في القاعات السينمائية النصرية والعربية.

وتدور أحداث الفيلم في قالب كوميدي، إذ يسلط الضوء على ظاهرة سيطرة مواقع التواصل الاجتماعي على العديد من الأمور الحياتية، وغزو “الأنفولنسر” بقوة خلال السنوات الأخيرة، من خلال زوجين تتسبب مواقع التواصل الاجتماعي في أزمة كبيرة في حياتهما.

ويشارك في بطولة الفليم كريم عبد العزيز، نور اللبنانية، كريم محمود عبد العزيز، تارا عماد، سمر جابر والطفلين معاذ جاد ولوسيندا وضيوف الشرف محمد عبد الرحمن توتا، سارة عبد الرحمن، شريف دسوقي، حاتم صلاح، محمود السيسي، ومصطفى أبو سريع، وقصة وسيناريو وحوار محمد الدباح وريم القماش وإخراج بيتر ميمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News