مجتمع

“استغلال وخدمات رديئة”.. ارتفاع أسعار تذاكر “لارام” يحرم مغاربة العالم من لمّة العيد

“استغلال وخدمات رديئة”.. ارتفاع أسعار تذاكر “لارام” يحرم مغاربة العالم من لمّة العيد

“شركة “لارام” تحاول تعويض خسائرها التي تكبدتها خلال جائحة كورونا على حساب جيوبنا”. بهذه الكلمات علّقت المغربية شيماء، المقيمة بالديار الأمريكية، على غلاء أسعار تذاكر الخطوط الملكية المغربية، مما “سيحرم” فئة كبيرة من مغاربة العالم من لمة عيد الأضحى المبارك.

وأمام هذا الوضع، تعالت الأصوات الداعية إلى تسهيل حلول أفراد الجالية المغربية بالخارج بوطنهم الأم، من أجل زيارة أسرهم، وقضاء هذه “الشعيرة الدينية” إلى جانبها، والاستمتاع بطقوسها وسط أقاربهم، خصوصا وأنها تصادف العطلة السنوية في عدد من دول العالم.

“سعر التذاكر تضاعف”

في أمريكا التي يصل ثمن التذكرة الواحدة، ذهابا وإيابا، إلى 30 ألف درهم، تقول شيماء، في تصريح لجريدة “مدار21″، إن تذاكر الطيران هذه السنة تشهد “ارتفاعا كبيرا وأسعارها تضاعفت ثلاث مرات”، مردفة: “كان ثمنها في السنوات الماضية يصل إلى 10 آلاف درهم، وهو سعر مرتفع”.

وأشارت المهاجرة ذاتها إلى أن العائلات المغربية التي تتكون من عدة أفراد “تجد صعوبات أكبر في الولوج إلى التراب الوطني، لاسيما وأن هناك مصاريف أخرى تتحملها خلال قضاء العطلة بالمغرب”.

وتابعت المتحدثة: “غالبا الجالية المغربية المقيمة في أمريكا لا تزور المغرب بشكل سنوي، نظرا للأسعار المرتفعة جدا، رغم ارتباطها الكبير بالمملكة وثقافتها”.

وأكدت شيماء أن مغاربة أمريكا أسسوا مجموعات بمواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة “لارام” حتى تضع تسهيلات، وتخفض الأسعار، خاصة وأنها، في نظرهم، “لا تقدم خدمات جيدة، ولا يكونون راضيين عن الرحلة على متنها”، مضيفة: “الأكل سيء، وتواصل مسؤوليها أسوأ”.

“غياب تسهيلات”

من جهتها، تؤكد “أم أحمد”، وهو اسم مستعار لمغربية مقيمة بمصر، إن تذاكر الطيران “ملتهبة”، إذ يصل ثمن تذكرة واحدة إلى 11 ألف جنيه، ما يعادل 3600 درهما، ذهابا فقط، مشدّدة على أن الأمر “يُعقد إمكانية تأمين تذاكر أسرة كاملة لزيارة المغرب في عيد الأضحى، ويحول دون تحقيق حلم إحياء هذه المناسبة في حضن الأهل والأقارب”.

وتحدثت المهاجرة عينها، لـ”مدار21″، عن الصعوبات التي تواجه مغاربة مصر في تحويل العملة إلى الدولار، ولفتت إلى أن هذا الأخير يكاد يكون “مفقودا”، إذ يصعب الحصول عليه، مردفة في هذا الإطار: “يشترط عليك أساسا امتلاك حساب في البنك، ولا يسمح لك بالحصول سوى على 250 دولارا كحد أقصى”.

وكشفت المتحدثة ذاتها أنه “لا توجد أي تسهيلات أو رصد حلول لهم بصفتهم مغاربة مقيمين في مصر، أمام غلاء التذاكر وندرة عملة الدولار”.

وقالت بدورها، إن تعامل الخطوط الملكية المغربية “سيئ جدا ولا يشجع على السفر، سواء على مستوى التواصل أو الخدمات المقدمة على متن طائراتها، إضافة إلى وضع شروط صارمة بالنسبة تخص وزن الحقائب”.

سخط “فايسبوكي” ودعوات بقضاء العطلة بعيدا عن المغرب

وكان الصحفي المغربي محمد أحداد تطرق في تدوينة بحسابه بموقع “فايسبوك” إلى غلاء تذاكر الطيران من قطر إلى المغرب، جاء فيها: “إذا أردت أن تزور أهلك وأصدقاءك في العيد يجب أن تدفع للخطوط الملكية المغربية 14679 درهم مع تغيير الثمن في حال تغيير موعد التذكرة”.

وأضاف أنه “يمكن أن تذهب إلى جزر المالديف، شاملة تذاكر الطيران، والفندق، والأكل والشراب (بجميع أصنافه) بثمن تذكرة “لارام” نفسها تقريبا”.

من جانبه، قال أحد مغاربة أمريكا، على الموقع ذاته، إنه “بسبب غلاء أسعار تذاكر الطيران وجميع المرافق والخدمات السياحية في #المغرب، وكذلك الإجراءات الأمنية التي يواجهها بعض مغاربة العالم عند زيارتهم لبلدهم، يمكن للجالية المغربية المقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية قضاء عطلهم الصيفية ببلد الإقامة بكلفة أقل بكثير والاستمتاع بطبيعتة الخلابة”.

وزاد بالقول: “يجب علينا بصفتنا مغاربة العالم اتباع حلول بديلة لترويض شركة “لارام” على خفض أسعارها، فمثالا أسرة تتكون من 5 أفراد، تحتاج إلى أزيد من 10 آلاف دولار لشراء تذاكر الطيران فقط، زيادة على كراء السيارة والهدايا والسفريات، لكن قد لا تتجاوز نصف المبلغ إذا قضيت عطلتك داخل أمريكا وستكون أكتر رفاهية للكبار والصغار”.

وأشار إلى أن شركة “لارام” تستعمل “أساليب خبيثة في سياستها التجارية، حيت تستغل العلاقة الوطيدة بين المهاجرين بالخارج وأقاربهم في المغرب، وتلعب على هذا الجانب العاطفي لأنها تعلم جيدا نقطة ضعف الجالية”.

وقال مهاجر آخر إنه “مع الأسف الشديد في مثل هذه الظروف ومثل هذه الأحوال التي تعيشها البلاد اقتصاديا  واجتماعيا، كان على الدولة أن تشجع المغاربة القاطنين بالخارج لزيارة بلدهم بكثافة وجلب العملة الصعبة لتخفيف الأزمة على الأقل وذلك بتخفيض ثمن تذاكر الطائرة، غير أنه  للأسف الشديد تفاجأنا بصفتنا المغاربة المغتربين على وطنهم بالإجحاف في حقنا واستغلالنا، ومرحبا بكم في بلدكم مغاربة العالم، شعار سيعلق إلى أجل غير مسمى”.

“أزمة” وصل صداها إلى البرلمان

وكان النائب البرلماني، عن حزب الحركة الشعبية، عادل السباعي، وجه سؤالا إلى وزارة النقل واللوجيستيك، يطالب فيه برصد حلول لأزمة ارتفاع أسعار  تذاكر الطيران.

وقال السباعي في سؤاله إن الجالية المغربية المقيمة بالخارج “تعاني غلاء تذاكر النقل الجوي، حيث أن مغاربة العالم بأوربا وأمريكا وكندا مثلا وضمنهم الطلبة فوجئوا بالأسعار المرتفعة لهذه التذاكر التي حددتها على وجه الخصوص الشركة الملكية المغربية للخطوط الجوية، وهي أسعار لا قبل لهؤلاء المواطنين بها، لاسيما الأسر التي تتكون من عدة أفراد، والراغبة في قضاء العطلة الصيفية ببلدها الأم”.

وأضاف أن هذا الغلاء يرافقه أيضا “غلاء النقل البحري، الأمر الذي يضع هؤلاء المواطنين أمام إكراه حقيقي، ويؤدي بالبعض منهم إلى تأجيل سفرهم إلى المغرب، إلى حين توفر الظروف المادية المواتية لهذه الزيارة”.

وطالب النائب الوزير بالكشف عن استراتيجية الوزارة بمعية الخطوط الملكية المغربية، لتخفيف العبء عن مغاربة العالم بتحديد أسعار في المتناول لفائدتهم، وأيضا دراسة الأسعار المتعلقة بالنقل البحري في أفق تخفيفها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News