سياسة

الطالبي العلمي: رسالة الملك ترجمت لتوصيات والنموذج المغربي حظي بإعجاب المشاركين بمؤتمر حوار الأديان

الطالبي العلمي: رسالة الملك ترجمت لتوصيات والنموذج المغربي حظي بإعجاب المشاركين بمؤتمر حوار الأديان

أكد رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، أن الرسالة التي وجهها الملك إلى المؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان بمراكش ترجمت إلى توصيات خلال أشغال اليوم الأخير (الخميس) بإحداث ميكانيزم  يعهد إليه متابعة إدماج رؤية البرلمانيين وممثلي الديانات والمعتقدات وممثلي المجتمع المدني في ما يرجع إلى حوار الأديان، مؤكدا أن المغرب أضحى نموذجا متفردا ويحظى بإعجاب وانتباه المشاركين في المؤتمر.

وقال الطالبي العلمي في تصريح لـ”مدار21″، على هامش اليوم الختامي المؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان المنعقد بمراكش في الفترة بين 13 و15 يونيو الجاري، إن “الرسالة الملكية إلى المؤتمر ترجمت إلى مجموعة من التوصيات، أهمها إحداث ميكانيزم أو آلية داخل الاتحاد البرماني الدولي”، مبرزا أنه “نبحث حاليا مع البرلمان الدولي طريقة إحداث هذه الآلية، إما على لجنة دائمة أو عنوان داخل بعض اللجان الدائمة الموجودة”.

وأضاف رئيس مجلس النواب “لدينا شركاء يجب أن يكونوا كذلك حتى يستمر هذا الحوار بين الأديان على رأسهم الرابطة المحمدية للعلماء والأمم المتحدة، لابد أن نوفق بين جميع هؤلاء الفاعلين والشركاء”.

وشدد المتحدث على أن “كل دولة لها خصوصية، لهذا فالأمر معقد وليس بالبساطة التي نتصور”، مشيرا إلى أن “المهم أن الجميع وقع الاتفاق لإحداث هذا الميكانيزم، كما جاء في الرسالة الملكية، لمتابعة هذا النقاش” حول الحوار بين الأديان.

وأوضح راشيد الطالبي العالمي أن التوصية الثانية كانت طلبا من الفاتيكان لعقد الدورة الثانية في روما”، مبرزا أن “الخصوصية أو أوجه التشابه بين المغرب والفاتيكان تكمن في أن هناك نوع من التميُّز؛ أي أن رئيس الدولة بالمغرب هو أمير المؤمنين، وبالنسبة للفاتيكان فرئيس الدولة هو المؤتمن على المسيحية”.

وكشف بهذا الصدد أن النقاش الذي طرح داخل المؤتمر تمحور حول “هل ما زالت الدولة العلمانية صالحة؟، أي فصل الدين عن الدولة”، مؤكدا أن “هذا نقاش عميق، والجميع أشاد بالنموذج المغربي المتميز والمتفرد”.

وأضاف المتحدث موضحا “لقد أثار النموذج المغربي انتباه العديد من الدول، خاصة الدول التي لديها حروب أهلية داخلية وصراعات بين أطراف مختلفة.. والجميع يقول إن التجربة المغربية فريدة من نوعها”.

وشدد رئيس الغرفة الأولى للبرلمان أن المؤتمر المقبل للاتحاد البرلماني الدولي المقرر عقده في أنغولا شهر أكتوبر المقبل سيعتمد الوثيقة النهائية للمؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان المنعقد بمراكش، مؤكدا أن كل هذا نجاحات حققها هذا المؤتمر المنظم بالمغرب.

وأشار العلمي في ختام تصريحه إلى أن المغرب سيتابع هذا النقاش وتوصية إحداث ميكانيزم متابعة إدماج رؤية البرلمانيين وممثلي الديانات والمعتقدات وممثلي المجتمع المدني في ما يرجع إلى حوار الأديان، مردفا أنه سيتم العمل لأن تكون التجربة المغربية نموذجا لدول تعيش الحروب وانخرطت في هذا المشروع.

ودعا المشاركون في المؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان، اليوم الخميس بمراكش، إلى إحداث آلية مؤسساتية في إطار الاتحاد البرلماني الدولي، يعهد إليها بمتابعة إدماج رؤية البرلمانيين وممثلي الديانات والمعتقدات وممثلي المجتمع المدني في ما يرجع إلى حوار الأديان.

وأوصى المشاركون في “إعلان مراكش”، الذي توج أشغال المؤتمر، المنظم من 13 إلى 15 يونيو الجاري، تحت رعاية الملك محمد السادس، بأن ترتكز هذه الآلية على نتائج مؤتمر مراكش بهدف دراسة الممارسات الفضلى ومتابعة ورصد المستجدات وتقديم اقتراحات في مجال حوار الأديان.

كما دعوا في ختام المؤتمر، الذي تناول موضوع “الحوار بين الأديان: العمل معا من أجل مستقبلنا المشترك”، الاتحاد البرلماني الدولي، إلى إدراج نتائج مؤتمر مراكش في برنامج عمله المنتظم وتقديم هذه الوثيقة إلى الدورة 147 للجمعية العمومية للاتحاد التي ستنعقد في أكتوبر 2023، مرحبين بالدعوة الموجهة من البرلمان الإيطالي إلى الاتحاد البرلماني الدولي بشأن احتضان لقاء عالمي بشأن حوار الأديان في روما سنة 2025.

وكان الملك قد أكد في الرسالة السامية التي وجهها إلى المشاركين في المؤتمر أهمية إحداث آلية مختلطة، ينسق أعمالها الاتحاد البرلماني الدولي، وتسعى إلى جعل الحوار بين الأديان هدفا ساميا مشتركا بين مكونات المجموعة الدولية، لافتا جلالته إلى أنه ينبغي الدفاع عن هذا الهدف في المحافل الدولية، واعتباره أحد معايير الحكامة الديموقراطية في الممارسة البرلمانية، ومن مؤشرات احترام التعددية والتنوع الثقافي.

ولم يفت المشاركين في المؤتمر التعبير عن امتنناهم للملك محمد السادس على رعايته للمؤتمر، وعن شكرهم للبرلمان المغربي على احتضانه لهذا التجمع الفريد من نوعه، داعين إلى العمل على النحو الذي يشجع مجتمعاتهم على أن تستلهم من روح التضامن والحوار التي سادت مجموع أيام هذا المؤتمر المنعقد بمراكش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News