سياسة

الأحرار يستعجل إخراج الجامعة من النّفق المظلم ويطالب بتجاوز “إصلاحات البريكولاج”

الأحرار يستعجل إخراج الجامعة من النّفق المظلم ويطالب بتجاوز “إصلاحات البريكولاج”

أكد فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب، أن الذي يُؤيد الحكومة ويحرص  على نجاحها في مهمتها الدستورية وتنفيذ التزاماتها وتعهداتها الواردة في البرنامج الحكومي، ” لابد أن يقول لها الحقيقة الكاملة حول الوضع المقلق للتعليم العالي والذي أقرته المؤسسات الدستورية في تقاريرها الاستشارية.”

وأوضحت النائبة البرلمانية سلمى بنعزيز في معرض تعقيب لها مساء اليوم الاثنين باسم الفريق التجمعي ضمن الجلسة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة، أن من مظاهر هذه الحقيقة السلبية هو حجم العجز في المردودية والفعالية والتي تتجسد في المعدل المرتفع للهدر الجامعي وفي بطالة حاملي الشهادات الجامعية.

وأضافت شارحة: “يكفي أن نتحدث عن أن هدر الجامعة يذهب ضحيته أكثر من 200 ألف طالب سنويا، بالإضافة إلى ضعف جودة التأطير البيداغوجي الذي يبقى دون المعايير السائدة في الدول الصاعدة أو المتقدمة بالإضافة إلى إلى ضعف قابلية الخريجين للتشغيل بسبب النواقص الملاحظة على مستوى المهارات اللغوية والأفقية والرقمية.

وانتقدت البرلمانية التجمعية ضمن ذات الجلسة البرلمانية المخصصة لمناقشة موضوع : ” “الاستراتيجية الحكومية ‏لتجويد منظومة التعليم العالي والبحث العلمي”، النمط غير الفعال لتنزيل العرض التكويني للمنظومة على المستوى الترابي من خلال الأنوية الجامعية والكليات متعددة التخصصات، وأوردت: “نشعر جميعا بحجم التركة الثقلية التي توجد أمامنا والتي تحتاج إلى ثورة عميقة في الإصلاح”.

ونبه الفريق التجمعي إلى مشاكل الاكتظاظ الذي عانت ولازالت تعاني منه بعض الجامعات المغربية خصوصا المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح مع كل سنة جامعية بسبب العدد الهائل من الطلبة الذين يحصلون على شهادة الباكالوريا ولا يجدون منافد أخرى، بالإضافة إلى الطلبة القدمى وكذا غياب وانعدام البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية والمرافق الأساسية الكافية للمؤسسات الجامعية.

وعلاوة على  المشاكل التي تعاني منها الجامعات المغربية، سجل الفريق النيابي غياب الاستقلال الكامل في التسيير وضعف الميزانيات المرصودة لها وطريقة التنقيط ، لافتا إلى أن القرارات لا زالت تتخذ على مستوى الإدارة المركزية في الرباط، رغم أن الجامعة مؤسسة عمومية يفترض أنها تتميز بالاستقلال الإداري والمالي إلا أن ذلك لا زال على الورق فقط ويحتاج لمجهود جبار من اجل تحقيق استقلالية الجامعة.

ويرى فريق “الأحرار” بمجلس النواب، أن مظاهر هشاشة وتراجع قطاع التعليم العالي ليست أمرا جديدا أو شيئا مفاجئا فهي نتيجة تراكم يعود لأكثر من عقدين، مضيفا أن “هذا القطاع تعرض لمحاولات إصلاح متكررة لم تخرجه أبدا من أزمته البنوية بل تلك المحاولات من “البريكولاج” لم تفعل سوى أنها فاقمت الوضع وعمقت من مظاهر الأزمة، وسجل أن هذا القطاع “ذهب في الولايات السابقة ضحية الحسابات السياسية والانتخابية مما جعل الخطاب حول الإصلاح أكثر بكثير من الإصلاح الفعلي”.

وشدد الفريق التجمعي أن “الحكومة اليوم تتوفر على كل الشروط والظروف والحاجيات للقيام بإصلاح عميق وهادئ لمنظومة التعليم العالي دون أي هاجس آخر سوى غاية النهوض بالجامعة المغربية وإخراجها من النفق المظلم الذي توجد فيه بعيدا عن المنظورات الاختزالية التي يروجها البعض”.

وخلص الفريق البرلماني إلى” أننا أمام أزمة بنيوية شاملة متعددة الأبعاد والدلالات ولها امتداد مجالي وزمني وهذه الأزمة البنوية لا يمكن مواجهتها سوى بثورة إصلاحية عميقة وتستأصل الأعطاب وتستفيد من التراكم الايجابي والتجارب الفضلى”.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News