فاتن اليوسفي: سيناريو “عايشة” من أصعب ما اشتغلت عليه ولم يكن هدفنا الإساءة إلى الرجل
يواصل مسلسل “عايشة”، الذي انطلقت حلقاته الأولى قبل شهر رمضان الفائت، حصد ثناء الجمهور المغربي مع تطور أحداث حلقاته التي تحمل في طياتها جزءا من الواقع الاجتماعي.
وكان مسلسل “عايشة” تحديا لفريق عمله، لكونه مسلسلا ينبني على الأحداث والشخصيات أكثر من القصة، استقت السيناريست تفاصيلها من الواقع، من قلب مجموعات “فيسبوكية”.
وتقول سيناريست المسلسل فاتن اليوسفي في تصريح للجريدة إن “عايشة” من أصعب الأعمال التي اشتغلت على كتابتها، إذ يدخل في خانة “السهل الممتنع”، مبدية سعادتها لتجاوب الجمهور مع المسلسل منذ انطلاق حلقاته الأولى قبل رمضان.
وأثرت الحلقات الأخيرة في المشاهدين الذين تابعوا مسار شخصيات المسلسل، إذ خلقت نقاشا في مواقع التواصل الاجتماعي حول ما تسفر عنه تنازلات الفتيات عن حقوقهن لفائدة الرجل في مؤسسة الزواج، ونتائج غياب الأب عن الأسرة وتضحيات الأمهات وغيرها من المواضيع التي حركت مشاعر الجمهور.
وفي هذا الإطار، قالت اليوسفي إن الأحداث المرتبطة بالشخصيات وصلت إلى الجمهور، الذي أبدى بعضه تعاطفه مع إحدى الشخصيات وتفهم مسارها، واستوعب تكويناتها، وكره شخصيات أخرى، في المقابل أحب بعضها وتفهم تمردها، مؤكدة أن هذا العمل أخذ منها الكثير من الوقت والجهد في التحضير.
وعن اتهامات إساءة المسلسل إلى صورة الرجل، أوضحت كاتبة السيناريو أن العمل لا يهدف إلى بعث رسائل أو إهانة الرجل بقدر ما يعكس الواقع بإيجابياته وسلبياته، مردفة: “لا يمكن الجزم بنهاية المسلسل قبل إسدال الستار عليه، إذ رصدنا في الحلقات السابقة معاناة الأمهات والمشاكل التي تعيشها البنات في غياب الأب، وليس الهدف من الأحداث الإساءة إلى الرجل بقدر ما نهدف إلى تسليط الضوء على أهمية وجوده في حياة الأسرة، وفي الحلقات المقبلة ستظهر تطور الأحداث بشكل أكبر”.
وأشادت السيناريست فاتن اليوسفي بأداء الممثلة فاطمة الزهراء بناصر، التي تجتمع معها لأول مرة في عمل، قائلة: “شهادتي مجروحة فيها، صاحبة القلب الكبير والطيب لا تمثل الشخصية بل تعيشها، ويعود اختيارها للمخرج داني يوسف الذي رأى فيها الشخصية قبل الانطلاق في نسج حواراتها، والذي كانت لديه رؤية في الإخراج، وأنوه باختياراته التي شكلت إضافة إلى المسلسل، وفاطمة الزهراء عاشت الدور بكل تفاصيله، فهي فنانة حتى النخاع”.
وأشارت اليوسفي إلى أن “الكاستينغ” في هذا المسلسل سبق الكتابة، إذ جرى اختيار أبطاله بعد مروره في طلبات العروض، قبل أن تبلور القصة بشكل نهائي، فشرعنا في كتابة السيناريو ونسج الحوارات ونحن على دراية بالشخصيات، منوهة بمحمد الكاما وهشام الغافولي اللذين صاغا حوارات الممثلين بشكل يعكس تفاصيلها ويؤثر في مسامع الجمهور.
وأرجعت فاتن اليوسفي تقمص الممثلين شخصياتهم بشكل عميق لمتابعهم تطورها في الكتابة قبل انطلاق الاشتغال عليها، إلى جانب صياغته بشكل واقعي قريب من المشاهد المغربي برؤية إخراجية تنقل تفاصيل الأحداث بصدقية.
وقالت السيناريست فاتن اليوسفي إن الجمهور سيكون في الحلقات المقبلة مع أحداث تحمل الكثير من الواقعية والرسائل، مبرزة: “حاولنا أن نظهر في الحلقات السابقة شخصيات نرجسية وأنانية ونرصد تضحيات الأم وإظهار الواقع بإيجابياته وسلبياته، فصورنا شخصية أماني التي تعاني من شعور الإهمال وتفضيل الأختين في غياب الأب، وبحثها رفقة شقيقتيها عن النقص العاطفي التي تعانيهن إثر فقدان الأب، واللواتي يعبرن عن الحب بطريقة مختلفة، وتأثير الرجل في المرأة وكسره ثقتها في نفسها من خلال شخصية نعيمة، وتحكمه في قرارات الزوجة عبر شخصية خديجة.
ويستمر مسلسل “عايشة” في عرض حلقاته بعد شهر رمضان، لرصد حيوات بطلاته اللواتي يتأرجحن في دروبها بين الصعود والنزول في قالب اجتماعي درامي.
وتدور أحداث مسلسل “عايشة” حول نساء من أجيال مختلفة، إذ تمثل راوية الجيل الأول، فهي الأم المسيطرة والصارمة في معاملتها لبناتها، ثم جيل الأخوات الثلاث وهن عايشة ونعيمة وخديجة اللواتي يتشبثن بالعادات والتقاليد وفي الوقت ذاته يُطّبعن مع التحرر الذي تلبسه بنات عايشة اللواتي يرغبن في إثبات ذواتهن وممارسة حياتهن بشكل عصري.
ويشارك في مسلسل “عايشة” كل من الممثلة سحر الصديقي وراوية، وفاطمة الزهراء بناصر، ومنصور بدري، وماريا نديم، ونرجس الحلاق، وماريا لالواز، والصديق مكوار، وسميرة الهواري، وربيع الصقلي.
