رغم احتجاجات الرجاويين.. جمال الشريف يُنصِف رضوان جيد ويؤكد أن قراراته في الديربي “صائبة”
رغم الاحتجاجات والانتقادات التي وجهتها إدارة وجماهير الرجاء الرياضي إلى الحكم رضوان جيد، الذي قاد مباراة الديربي يوم أمس الأربعاء ضد الوداد، أكد الخبير التحكيمي، جمال الشريف، أن حكم المباراة كان موفقا في جميع قرارته التي استند إليها منتقدوه لمهاجمته.
وانتهى الديربي رقم 134 بين الوداد ومضيفه الرجاء، الذي أقيم يوم أمس الأربعاء لحساب الجولة الـ21 من الدوري الاحترافي، بتعادل مثير (2-2) بعدما سجل الفريق الأحمر هدفا في الوقت بدل الضائع من نقطة الجزاء.
وبمجرد إطلاق صافرة نهاية اللقاء، احتج لاعبو الرجاء على الحكم رضوان جيد فوق أرضية الملعب، ما أجبره على إشهار البطاقة الحمراء في وجه محمد بولاكسوت، لكن ذلك لم يمنع باقي اللاعبين من مواصلة الاحتجاج.
عدوى الغضب انتقلت سريعا إلى الجماهير التي اقتلعت كراسي من مدرجات ملعب محمد الخامس وألقتها على جنبات أرضية الملعب قبل أن يتحول غضبها إلى شغب في محيط الملعب حيث اعتقلت السلطات الأمنية سبعة أشخاص من بينهم قاصر واحد مشتبه في تورطهم في ارتكاب أعمال العنف المرتبط بالشغب الرياضي، وإلحاق خسائر مادية بممتلكات عمومية والعنف في حق موظفين عموميين أثناء أداء واجبهم.
واستمر غضب الرجاويين على أداء حكم الديربي على مواقع التواصل الاجتماعي، الأخيرة ضجت، منذ ساعات متأخرة من ليلة الأربعاء-الخميس، بالتدوينات التي تتهم الحكم بمحاباة الوداد وظلمٍ متعمدٍ للفريق الأخضر.
بيد أن الحكم الدولي السابق، جمال الشريف، أنصف رضوان جيد، أكثر حكم مغربي يقود مباراة الديربي البيضاوي، وأكد أن قرارته، التي أُثير حولها الجدل، صحيحة ولا غبار عليها.
وقال الشريف في تصريح لموقع “العربي الجديد” إن الحالة التحكيمية الأولى التي شهدتها المواجهة، وطالب فيها أنصار الوداد بطرد حمزة خابا، تعامل معها الحكم كما يجب، إذ في الوقت الذي أصبحت الكرة خارج الميدان، قام لاعب الرجاء الذي كان منفعلاً بمحاولة ركل منافسه، ولكنها ركلة لا تتصف بصفات السلوك المشين، لعدم وجود قوة مفرطة مستخدمة، وبالتالي هي سلوك غير رياضي يستوجب الإنذار، وقرار الحكم كان صحيحا، يؤكد المتحدث.
أما في ما يخص هدف الوداد الأول، فأكد الخبير التحكيمي أنه “عند رفع الكرة من ضربة ثابتة، كان جميع لاعبي الوداد في موقف صحيح، وبالتحديد صاحب الهدف أرسين زولا، الذي كان في موقف سليم ولم يكن متسللاً”، مشددا على أن “قرار الحكم المساعد كان مُوفقاً باحتساب الهدف بما أنه لم يرفع الراية”.
وعن مطالبة الرجاء، خلال الجولة الثانية، بضربتي جزاء لم يحتسبها الحكم رضوان جيد ولم تتدخل فيها تقنية الفيديو “الفار”، أوضح جمال الشريف أن الكرة الأولى كان فيها لمس للكرة باليد على مستوى ذراع لاعب الوداد، ولكن اليد كانت في وضعية طبيعية ولم تكن هناك حركة إضافية من المدافع لإيقاف أو لمس الكرة”.
أما الحالة التحكيمية الثانية التي طالب فيها الرجاء بضربة جزاء، يضيف المتحدث ذاته فقد “حاول مدافع الوداد ومهاجم الرجاء لعب الكرة وكل واحد مد قدمه باتجاه الكرة وليس المنافس، حيث سقطت قدم المهاجم على وجه قدم المدافع الموجود على الأرض”، مؤكدا أن “مهاجم الرجاء حاول إيهام الحكم بوجود مخالفة بسبب ذلك الاحتكاك بالسقوط على الأرض بعدما ابتعدت عنه الكرة، في وقت أنه هو من دهس قدم منافسه”.
وبخصوص ضربة الجزاء الأخيرة، التي تحصل عليها الوداد في الأنفاس الأخيرة من الوقت بدل الضائع، أوضح الحكم الدولي السابق أن “مهاجم الوداد حاول المرور عبر مراوغة منافسه، ولكن مدافع الرجاء عرقله بشكل واضح، ولهذا فإن قرار الحكم كان صحيحا باحتساب ضربة جزاء”.
وكانت إدارة الرجاء، قد استنكرت، في بيان أصدرته عشية اليوم الخميس، ما اعتبرته “مجزرة تحكيمية” في حقه خلال مباراة الديربي، معلنة عن عقد اجتماع عاجل بحضور الرؤساء السابقين للنادي وكل المنخرطين للتقرير في الخطوات التي سيتخذها.
وقال الفريق الأخضر في بلاغ استنكاري إن كرة القدم الوطنية عاشت “مهزلة تحكيمية بكل المقاييس” في مباراة الديربي التي كان يفترض أن تقدم صورة رائع في أمسية رمضانية، إلا أنها تحولت إلى مهزلة انتهكت فيها كل ضوابط العدالة الكروية، في ظرفية جد حساسة، من قبل الحكم رضوان الجيد الذي قدم صورة بشعة ومخزية جدا عن التحكيم”.
وأضاف البيان أن هذه الصورة “لا تليق نهائيا بصورة هذا البلد الغالي وما حققه ويحققه من إنجازات رياضية عالمية”، كونها “صورة لم تضر بالرجاء فقط، بل أساءت بشكل كبير إلى سمعة الكرة الوطنية، واستفزت وسائل الإعلام الدولية والعربية والإفريقية، التي تناقلت صور من المباراة مع تعاليق أجمعت على أن الرجاء تعرض لظلم تحكيمي”.
