من مصادرنا

مصدر مسؤول يحسم جدل سحب البطاقة المهنية للفنانة مجيدة بنكيران

مصدر مسؤول يحسم جدل سحب البطاقة المهنية للفنانة مجيدة بنكيران

بعد الجدل الكبير الذي أثاره فيلمها “زوايا الصحراء.. زوايا الوطن”، وتسببه في إلغاء مهرجان العيون السينمائي، بسبب تضمن إحدى فقراته إساءة لقبيلة الركيبات وشيخها أحمد الركيبي، وإثر ما تم تداوله بخصوص سحب البطاقة المهنية لمخرجته الفنانة مجيدة بنكيران، نفى مصدر مسؤول من وزارة الشباب والثقافة والتواصل لجريدة “مدار21” خبر سحب البطاقة المهنية.

وأكد مصدر الجريدة من الوزارة، أن المعلومات المتداولة غير صحيحة، إذ أن العقوبات الصادرة طالت الفيلم محل الجدل وشركة الانتاج فقط دون أن تشمل المخرجة مجيدة بنكيران.

وكانت المخرجة مجيدة بنكيران قد قدمت اعتذارها عن ما تسببت فيه المداخلة الواردة بالفيلم الوثائقي من إساءة لأحد رموز الزوايا الصحراوية، مؤكدة أن المسؤولية يتحملها جميع المتدخلين باعتبارها مسؤولة عن الجانب الفني والتقني فقط.

وسبق لمجيدة بنكيران، أن أوضحت أنه “على إثر التداعيات التي نتجت عن عرض شريطي الوثائقي زوايا الصحراء زوايا الوطن سيناريو عامر الشرقي، وإنتاج ادريس المريني Fann Prod والمدعم من طرف المركز السينمائي المغربي فإنني أعلن للرأي العام بأنني عالجت فنيا في موضوع هذا الشريط قضية فكرية وثقافية مرتبطة بمكانة الزوايا وشيوخها لدينا وأهميتهم ودورهم المميز في إرساء وتثبيت دعائم وحدة الدين والوطن”.

وتابعت مجيدة بنكيران أن “ما تسرب في مداخلة الشاهد (الاستاذ الباحث) من تصريح نجمت عنه إساءة لرمز من رموز هذه الزوايا لم يكن بأية نية مسبقة المس بمكانته ورمزيته”، مضيفة أن “التقصير في التدقيق في هذه المسألة كان من المفروض أن تتحمل مسؤوليته جميع الأطراف المتدخلة في إنجاز هذا العمل باعتبار مسؤوليتي تقتصر على الجانب الفني والتقني فقط”.

وأشارت المخرجة “عندما كنت بمدينة العيون وبعد عرض الشريط، اتصل بي مجموعة من فعاليات ثقافية بالمدينة وناقشت معهم الأمر، واستغلها مناسبة لشكرهم وتفهمهم لما حصل”، مضيفة “أعلن اعتذاري عن كل ما من شأنه أن يكون قد ألحق ضررا نفسيا أو اعتباريا للجهة ورجالاتها الأفاضل الذي نعتز بحضورهم الفكري والديني والعلمي”.

وأكدت المخرجة أنها ستعمل “مستقبلا من أجل تسليط الضوء على أدوارهم النضالية في شتى المجالات تدعيما لقضيتنا الوطنية المقدسة”.

ومن جهته كان عامر الشرقي كاتب سيناريو الفيلم قد أكد أنه لا يعرف المتدخل ولم يقترحه ضمن المتدخلين، كما أن تنسيقية مهنيي السينما بالصحراء دخلت على خط بلاغ المركز السينمائي المغربي، الذي قدم توضيحات حول الفيلم الوثائقي وإلغاء مهرجان العيون السينمائي، معتبرة أنه تضمن العديد من المغالطات.

وكشف عامر الشرقي، كاتب سيناريو هذا الفيلم، أن الجملة التي أثارت كل النقاش الدائر حول الفيلم “أؤكد جازما عدم ورودها في السيناريو، بل أكثر من ذلك وجود حوار كتبته واعتبرته نقطة مهمة في الفيلم حيث يقول عمر، وهو ما اعتبرته كسيناريست خيطا ناظما في الفيلم، ما يلي: “عاش سيدي أحمد الركيبي كريما ومات كريما وهو من كانت وصيته لأولاده: يا أبنائي ما تركت لكم من عدو من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فكل المسلمين أخوتي وأصحابي”، وهو الحوار الذي أردت من خلاله استحضار بعض القيم الإنسانية التي تشبع بها شيوخ زوايا المغرب عموما والصحراء المغربية على الخصوص”.

وتابع كاتب السيناريو “الأمر الثاني يخص الشخص المستجوب والذي صرح بتلك المعلومة حيث أن اسمه غير وارد في السيناريو وذلك لأنني اقترحت لائحة متدخلين حسب كل جانب من الموضوع، والمستجوب لا أعرفه ولم اقترحه متدخلا”، مضيفا “هذان التوضيحان ارتأيت ضرورتهما لرفع بعض اللبس ولإيماني الواثق أن من الأمور المطلوبة في الفيلم الوثائقي، إلى جانب الجمالية والإبداع الفني، تحري الدقة في المعلومة”.

وخرج المركز السينمائي المغربي عن صمته بعد تسبب فيلم لمخرجته مجيدة بنكيران في منع المهرجان السينمائي بالعيون، بسبب طعنه وتطاوله على شرف قبيلة الركيبات الصحراوية وعلى الشيخ أحمد الركيبي، معتبرا أن الفيلم عكس “جهل تام ومدان لشخصية تاريخية وازنة بالأقاليم الجنوبية”، متعهدا بإعادة النظر في منظومة الدعم العمومي.

وأورد البلاغ أنه “وفي تقييمها لهذه الأعمال، لاحظت لجنة التحكيم أن مستوى جودة صناعة الأفلام يبقى محدودا بالرغم من الإمكانيات المادية الممنوحة لها في إطار الدعم العمومي”.

وتابع البلاغ “وزيادة على ذلك، تجاوز فيلم وثائقي مجال الابداع إلى جهل تام ومدان لشخصية تاريخية وازنة بالأقاليم الجنوبية. وهو ما يعتبره المركز السينمائي المغربي تجاوزا غير مسموح به في مجال الصناعة السينمائية، لا سيما وأن الأصل في الأعمال الوثائقية هو سرد الحقائق الموثقة وليس التخييل المباح بالأعمال السينمائية الأخرى، والالتزام بالحقائق التاريخية كما هي واردة بالوثائق الثابتة”.

وأشار المركز إلى أن “هذا العمل استفاد من الدعم العمومي سنة 2019، وتم عرض نسخته النهائية في شتنبر 2021، على لجنة الدعم المستقلة والتي تضم من بين أعضاءها ممثلا للثقافة الصحراوية الحسانية، والتي وافقت على مضمونه دون أن تثير أي ملاحظة بشأن الوقائع التاريخية الواردة به”.

وأعرب المركز السينمائي المغربي عن “شجبه الواضح ورفضه القاطع واستنكاره العلني لهذا العمل بالخصوص وأي عمل لا يحترم الثوابت والوقائع التاريخية اللازمة في الأعمال الوثائقية مهما كانت التبريرات المقدمة من طرف صناعه”.

وأورد البلاغ أن المركز السينمائي المغربي ارتأى “عدم تنظيم حفل توزيع الجوائز بعد اختتام فعالياته كاملة والاكتفاء بالإعلان عن نتائج مداولات لجنة التحكيم في وقت لاحق”.

وأفاد المركز أنه “انطلاقا من هذا الوضع، يتضح أن منظومة الدعم العمومي للشريط الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني المحدثة سنة 2015، لم تعد تستجب للأهداف المتوخاة منها وبالتالي سينكب المركز السينمائي المغربي، في أقرب الآجال، على إعداد تصور شامل لإصلاح هذا الصنف من الدعم وآليات وضوابط اشتغال لجنة الدعم، وكذا التظاهرات المخصصة لعرض الإنتاجات المنبثقة عنه بما فيها مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News