73% من المغاربة يملكون حسابا فيه.. البنوك تراهن على “المجانية” لتعزيز انتشار خدمات البنك الإلكتروني

عرف البنك الإلكتروني ازدهارا منذ الأزمة الصحية “كوفيد-19” وما صاحبها من قيود التنقل المفروضة، إلا أن هذا التوجه، الذي يجذب مستخدمي الرقمي، ما يزال يملك إمكانات كبرى ومهمة يتعين استكشافها.
انطلاقا من المواقع الإلكترونية، مرورا بتطبيقات الهاتف المحمول المتاحة للجميع، وصولا إلى خيارات الدفع الآمنة عبر الإنترنت، أو حتى الأدوات المتطورة والمتوفرة من أجل تدبير الشؤون المالية الخاصة، يعكس وجود البنك الإلكتروني بالمغرب وعي البنوك المغربية بأهمية الرقمنة التي تعتبر الوسيلة الفضلى لتلبية الاحتياجات الجديدة للزبائن الذين يبحثون عن خدمات خاصة يمكن الوصول إليها في أي مكان وزمان.
وبحسب دراسة أجرتها مجموعة “سونيرجيا” (Sunergia) حول تطور رقمنة البنوك المغربية، فإن 73 في المئة من المغاربة الذين يملكون حسابا بنكيا يستخدمون خدمة بنكية واحدة على الأقل عبر الإنترنت، التي يتيحها البنك، وتعزى هذه النسبة، التي يعكس معدل رضا جيد، إلى تحسين مستوى الخدمات البنكية عبر الإنترنت المقدمة للزبناء.
واستنادا إلى نتائج هذه الدراسة، يعتبر زبائن البنوك عموما راضين عن تطبيقات الهاتف المحمول التي طورتها البنوك والتي تحاول على العموم منح الزبائن تجربة زبون فريدة وسلسة.
وبصفة عامة، يعتبر الزبناء الذين يملكون حسابا بنكيا، سواء أكانوا متصلين بالشبكة أم لا، راضين عن مستوى أداء البنوك عبر الإنترنت وعن التطبيق البنكي المتاح لهم من طرف البنك، إلا أن الدراسة تشير إلى أن العقبة الرئيسية أمام البنوك المغربية اليوم تتمثل في المعدل المرتفع نسبيا للزبناء الذين لا يستخدمون هذه الخدمات. ومع ذلك، ما تزال تملك هذه البنوك حيزا مهما للتصرف قصد خفض هذا المعدل.
رهان على انخراط الجميع في المستقبل؟
لا شك أن الغالبية تملك حسابا بنكيا لأداء النفقات وتحصيل الرواتب أو سداد القروض. ولفتح حساب، وقعت الغالبية العظمى عقدا لدى الوكالة الواقعة على مقربة من مقر السكنى.
إلا أنه في الفترة الأخيرة، قررت جميع البنوك تقريبا غزو هذه السوق الجديدة وإقناع الزبناء بالتخلي عن الخدمات البنكية المتاحة في عين المكان، مراهنة على الحجة الصادمة المتمثلة في المجانية.
واليوم، أضحى بالإمكان إنشاء حساب بنكي عبر ثلاث نقرات زر فقط وأصبح معه الحصول على خدمات البنك دون التنقل للوكالة أسهل من أي وقت مضى.
خطوة ناجحة تعزى إلى الارتفاع المستمر لعدد الحسابات البنكية المفتوحة عبر الإنترنت منذ فترة، حيث تشهد البنوك عبر الإنترنت ارتفاع عدد الزبناء، غير أنها ما تزال تتوقع تحقيق نتائج أفضل.
مكسب مضمون للزبون؟
انتهى زمن طوابير الانتظار أمام الشبابيك أو الرسوم الباهظة. حجج، من بين أخرى، يعتمدها هذا الجيل الجديد من البنوك لإغراء الزبناء المحتملين، لا سيما من خلال تقديم جملة من الخيارات والعروض على غرار مكافآت الترحيب السخية عند فتح حساب عبر الإنترنت لأول مرة، أو الحصول على بطاقات الأداء، وعدد من الخدمات المجانية.
تستحوذ فكرة التكلفة المنخفضة على العقول وتغري الزبناء المحتملين، غير أن هذه البنوك عبر الإنترنت لا تعتبر مناسبة لجميع الفئات والمحافظ. وليس الكل مرحبا به لاستخدام البنوك عبر الإنترنت، إذ تعتبر بعض الشروط ضرورية لفتح حساب بنكي عبر الإنترنت، بما فيها على وجه الخصوص وثيقة تثبت الحد الأدنى للدخل شهريا، أو إيداع مبلغ محدد مسبقا في حساب التوفير.