مجتمع

“حملة عنصرية” من طرف مغاربة ضد توطين المهاجرين الأفارقة.. وخبير: أقلية جاهلة خلفها

“حملة عنصرية” من طرف مغاربة ضد توطين المهاجرين الأفارقة.. وخبير: أقلية جاهلة خلفها

انتشرت في الآونة الأخيرة حملات على مواقع التواصل الاجتماعي يقودها بعض المغاربة، يدعون من خلالها إلى عدم السماح بتوطين الأفارقة جنوب الصحراء بالمغرب، مروجين لأخبار ومقاطع فيديو حول مخاطر استقرار المهاجرين بالبلاد، وهي الدعوات التي اعتبرها العديد من المتتبعين “عنصرية” ضد المهاجرين لا مبرر لها.

وبينما يحاول بعض المغاربة الانخراط في هذه الحملة من خلال الانضمام لمجموعات على “فيسبوك” وترويج مقاطع تمزج بين التنكيت والجدية في مقاربة موضوع المهاجرين، يرى خبراء أن هذه الدعوات سيكون لها تأثير لا سيما مع نجاحها في إقناع مغاربة متوسطي الفهم، معتبرين أن من يقودونها “أقلية جاهلة”، خاصة وأنها لا تتعامل بنفس المنطق مع المهاجرين المغاربة المتواجدين بالخارج.

وإن كانت هذه الدعوات بالمغرب صادرة عن أقلية من المغاربة على منصات التواصل الاجتماعي، فإن الحال بالنسبة لدول بشمال إفريقيا مختلف، ذلك أن تصريحات مشابهة أطلقها الرئيس التونسي قيس سعيد، الذي جرت عليه تصريحاته انتقادات واسعة من داخل البلاد وخارجها، ولا سيما من طرف الاتحاد الإفريقي.

وتعتبر بلدان شمال إفريقيا وجهة مفضلة للمهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء من أجل العبور إلى الضفة الأوروبية، غير أن أعداد مهمة باتت تفضل الاستقرار في هذه البلدان، لا سيما المغرب، الذي شدد في إطار شراكته مع الاتحاد الأوروبي مراقبته على حدوده ما قلص من أعداد المغادرين مقابل ارتفاع أعداد المهاجرين المستقرين.

وفي الوقت الذي لقيت فيه سياسة إدماج المهاجرين الأفارقة بالمغرب، من خلال تسوية وضعيتهم القانونية، نجاحا مهما وإشادة واسعة، يبني عدد من الناشطين في هذه الحملة طرحهم “العنصري” على الجانب الفارغ من الكأس، حيث يتعذر اندماج عدد مهم من المهاجرين، ما يفرز ظواهر غير صحية، من بينها ما تؤكده الاصطدامات المتكررة لهؤلاء مع معاربة بأولاد زيان في البيضاء.

ويلعب مروجو هذه الحملة على حبل العواطف عبر تخويف المغاربة من المستقبل، كون أن المهاجرين الأفارقة سيصبحون أكثر تغولا، وسيهيمنون داخل بنية المجتمع المغربي، خاصة وأن المغربيات أصبحن متقبلات للزواج منهم، إضافة إلى منافستهم للمغاربة في فرص الشغل وغيرها، وهو ما يعتبره مختصون ومتتبعون “محض عنصرية”.

تصرف مخجل ومشكل جهل

من جهتهه، اعتبر محمد الخرشاني، الخبير في شؤون الهجرة، في تصريح لـ”مدار 21″ أن “هذا التصرف مخجل لأن هؤلاء عندما يتحدثون عن المغاربة المقيمين بالخارج يتحدثون بمنطق آخر، لأنهم يملكون أفراد من عائلاتهم بالجالية، فهل يرضون معاملتهم كما يريدون معاملة الأفارقة من جنوب الصحراء”، مضيفا أنه “مشكل جهل وقلة نظر ولا ينبغي التأثر بالخطأ الكبير الذي ارتكبه الرئيس التونسي قيس سعيد”.

وأورد الخبير محمد الخرشاني أن “الرئيس التونسي لديه أسباب خاصة به لأن الأزمة تحيط به من جميع الجوانب، ولم يجد ما يلهي به التونسيين فاختار قضية المهاجرين، الذين كانوا تاريخيا كبش فداء، فكلما كان هناك مشكل تتم الإشارة إلى الأجنبيين الموجودين”، متسائلا حول الدعوة التي أطلقها البعض لعدم توطين الأفارقة بالمغرب: “هل يجوز لنا أن نوطن المغاربة المقيمين بالخارج بدول الإقامة، خاصة بفرنسا وإسبانيا وغيرها، علما أن لدينا أكبر نسبة للحصول على الجنسية بالبلدان الأوروبية”.

وأشار المتحدث إلى أن “بعض المغاربة لديهم تصور خاطئ، إذ يعتبرون أن المهاجرين الأفارقة يرتكبون الجرائم في حين أن الجرائم توجد في كل مكان وهناك مغاربة يرتكبون الجرائم، إضافة إلى هؤلاء يتناسون أن المهاجرين الأفارقة أكثر إنتاجا من بعض المغاربة، ذلك أن أكثر من 20 في المئة منهم لديهم مستوى جامعي، وهذه قيمة مضافة جد مهمة بالنسبة للبلاد؟”.

قيمة مضافة للاقتصاد المغربي

وقال الخرشاني إن المغاربة لديهم فقط 12 في المئة من الجالية الحاصلة على شواهد عليا، ما يعني أن المهاجرين الأفارقة متقوقون علينا بالضعف من ناحية التكوين، ما يجعلهم قيمة مضافة بالنسبة للاقتصاد المغربي لأنهم أولا يشتغلون ببعض القطاعات التي أصبح المغاربة يبتعدون عن الاشتغال بها ومنها البناء والفلاحة والأشغال المنزلية، ما يجعل هؤلاء المهاجرين يقدمون خدمة كبيرة للمغرب ويعوضون عجزا كبيرا في القطاعات المذكورة.

إضافة إلى ذلك، أردف الخرشاني أن “من هؤلاء المهاجرين يملكون شواهد ويشتغلون في قطاعات مهمة منها الطب والتعليم والخدمات، نافيا بالمقابل أن يكون هؤلاء يشكلون ضغطا على فرص الشغل بالمغرب أو ينافسون اليد العاملة الوطنية”، مضيفا أن “هؤلاء يملؤون الفراغ بمجموعة من القطاعات منها الفلاحة التي تعرف خصاصا، حيث لا يجد عدد من أرباب العمل يد عاملة كافية ما يجعلهم يقطعون مسافات كبيرة لتوفيرهم خاصة في القطاع الفلاحي موضحا أن المنافسة صحية لقطاع الشغل”، وفق المتحدث.

وأكد الخرشاني أن الحديث حول “تضييق المهاجرين على فرص الشغل مجرد إشاعة ليس لها أساس من الصحة، لأن هؤلاء يقدمون خدمة كبيرة للمغرب بتعبير بسيط”، مشددا على أن “هذه الحملة تتعارض وتتجاهل الجانب السياسي، لأن طريقة تعاملنا مع المهاجرين الأفارقة نحاسب عليها، لأن الدول الإفريقية تقيم علاقاتها مع الدول بطريقة التعامل مع مواطنيهم ببلدان الإقامة.

مسؤولية الدولة

وحول بعض المظاهر السلبية لتواجد المهاجرين، منها ما نتج عن اصطدامهم مع المواطنين المغاربة بأولاد زيان في البيضاء، قال الخرشاني إنها “مسؤولية الدولة لأنها عندما سنت قوانين حول الإدماج، والاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، يفترض أن يكون لديها برامج مهمة لتحقيق هذا الاندماج، لأنه لن يسقط من السماء”.

وتابع أن “تسوية وضعية المهاجرين القانونية غير كافية، لأن المهاجر سيحتاج في المقام الأول إلى سكن، كما سيحتاج إلى التطبيب، إضافة إلى التعليم لأطفاله، ثم سيحتاج إلى العيش داخل المجتمع، مبرزا أن هذه الأخيرة تتطلب محاربة حملات العنصرية كيفما كان مصدرها”.

وأبرز المتحدث نفسه أنه في “الجمعية المغربية للدراسات والأبحاث حول الهجرة تم إنجاز دراسة مهمة حول “المغاربة والمهاجرون من جنوب الصحراء أية علاقة؟”، تم خلاله التوصل إلى نتائج مهمة تؤكد أن المغاربة ليسوا ضد المهاجرين”.

وأورد الخبير في قضايا الهجرة أن “بعض الأشخاص يروجون لفيديوهات ويخوفون من المستقبل وأن هؤلاء المهاجرين سيهجمون علينا ويقولون لنا بأن إفريقيا ليست بلادنا”، مضيفا أن “هذه الأمور خطيرة لأنه هؤلاء الناس يدعمون العنصرية ويسيئون لسمعة البلاد التي طالما دافع المغرب على أنه بلور سياسة متقدمة فيما يخص الهجرة ونموذج هالة مستوى دول الجنوب، ثم يأتي هؤلاء ويحاولون خلق البلبلة، خاصة وأن بعض المغاربة المتوسطين عندما يسمعون مثل هذا الخطاب يصدقونه، وهؤلاء في الحقيقة تجب محاكمتهم لأنهم يسيئون لسمعة البلاد”.

تعليقات الزوار ( 2 )

  1. رآكم نتوما لي أقلية لي كتشدو لفلوس مقابل دعم الافارقة والدفاع عنهم. نحن لسنا عنصريين لكن هل هاد الأفارقة يقيمون بطريقة قانونية ويحترمون الناس ؟ هل هم طلبة او مستثمرين ؟ أكيد لا. أغلبهم مجرمين يتبولون ويتغوطون بالشارع سكر وعربدة و لديهم أفكار عنصرية ومخطط خبيث لتهجين سكان المغرب. زيادة على هذا هناك سرقة وتجارة المخدرات وبناتهم خارجين للدعارة وأغلبهم مصابون بأمراض خطيرة منها السيدا…. المغرب ان لم ينقذ نفسه سوف يتذمر.
    وأكيد نحن المغاربة ما غاديش نتسناو الدولة تفكنا منهم. أصلا السياسيين فبلادنا كيبيعو ويشريو فالمواطن كيف بغاو وسيأتي يوم الحساب آجلا أم عاجلا

  2. واش هاد بنادم طايح من القمر راك انت اجلها وغير مدرك الوضع الخطير الدب اصبح يعيشها المغاربة مع الأفارقة غير الشرعيين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News