سياسة

عودة سفارة الرباط ببغداد يفتح أبواب أمل لعائلات مغاربة داعش المعتقلين بالسجون العراقية

عودة سفارة الرباط ببغداد يفتح أبواب أمل لعائلات مغاربة داعش المعتقلين بالسجون العراقية

فتحت زيارة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة للعاصمة العراقية بغداد السبت الفارط لإعادة افتتاح سفارة الرباط، أبواب الأمل في نفوس عائلات مغاربة داعش، وخاصة أسر أولئك المعتقلين بالسجون العراقية والذين ينتظرون ومنذ سنوات قرارا من السلطات المغربية ينهي معاناتهم.

وظلت عودة المغاربة المعتقلين ببؤر التوتر وخاصة بالسجون العراقية متعثرة، لأسباب عدة، كان أبرزها عدم وجود سفارة ببغداد، مما يحيل دون التواصل مع السلطات، وذلك إثر ترحيلها لعمان منذ 18 سنة .

ووصف ناصر بوريطة، الذي التقى عددا من المسؤولين العراقيين، زيارته إلى العراق بأنها “تاريخية لكونها أول زيارة لوزير خارجية مغربي ومسؤول حكومي منذ مدة طويلة”، معتبرا أن إعادة افتتاح السفارة المغربية في بغداد والتي أغلقت منذ سنوات هي إشارة مهمة إلى “ثقة المغرب في العراق الجديد”.

وأردف “هذه الزيارة تعكس رؤية المملكة في تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات التجارية والاقتصادية، وتبادل الزيارات والخبرات بين الطرفين، ومحاربة التطرف، وتعزيز التعاون الأمني”.

ويؤكد عبد العزيز البقالي، رئيس التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق، في اتصال مع جريدة “مدار21” الإلكترونية أن عائلات المعتقلين، يستبشرون خيرا بزيارة بوريطة للعراق وإعادة فتح السفارة، خاصة أن عدم وجود تمثيلية دبلوماسية بالبلاد كان العائق الوحيد لإعادة المغاربة المعتقلين بسجون البلاد، بحسب السلطات.

وطالب البقالي، بتسريع ترحيل المعتقلين المغاربة بالسجون العراقية، داعيا في الوقت نفسه السفير المغربي ومسؤولي السفارة لزيارتهم والوقوف على حالتهم الصحية، مبرزا أن معلومات حصلت عليها التنسيقية المذكورة، تؤكد أن بعضهم يعانون من وضعية صحية متدهورة.

وفي وقت شرعت دول عدة، من بينها كندا وفرنسا، في استعادة رعاياها من من بؤر التوتر، ظل الملف معلقا ببلدان عربية، ومن ضمنها المغرب، حيث لم يعلن أي مستجد، منذ إرجاء وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي، ونظيره العراقي سالار عبد الستار محمد، التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية القانونية والقضائية مارس الفارط، كان من أبرزها اتفاقية تخص ترحيل مغاربة “داعش”.

وقال الطرفان آنذاك، إنه تم تأجيل التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية، إلى حين تقريب الرؤى واستكمال الصيغ النهائية لمشاريع الاتفاقيات، التي ستمهد في حال توقيعها ودخولها حيز التنفيذ، لعملية تسلم الرباط المعتقلين المغاربة في العراق، ليؤكد بعدها وهبي أنه يستعد لزيارة العراق، لكن ذلم لم يتحقق لحدود الساعة.

وكان تقرير صادر عن “التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة بسورية والعراق”، قد كشف عن وجود 10 معتقلين مغاربة بالسجون العراقية متابعين في ملفات إرهاب، ويقضون عقوبات بين المؤبد والإعدام وعشرين سنة سجناً.

كما أحصت التنسيقية التي تأسست في يناير من عام 2020، حتى شهر ماي 2022، نحو 105 رجال و84 امرأة و235 طفلاً مرافقاً للأمهات إلى جانب 21 طفلاً يتيماً و48 طفلاً من أب مغربي وأمّ أجنبية في معتقلات العراق وسورية الخاصة بعائلات مقاتلي “داعش”.

في المقابل، تفيد المعطيات الرسمية بأنه حتى تاريخ 16 ماي ، التحقت 288 امرأة مغربية بالحرب في سورية والعراق، وعادت من بينهن إلى المغرب 99 امرأة فقط، بينما وصل عدد الأطفال إلى 391 طفلاً، عاد منهم 82 فقط.

وبحسب المكتب المركزي للأبحاث القضائية فإن عدد المغاربة الذين التحقوا بالساحتين السورية والعراقية، بلغ 1659 شخصاً، لقي 745 منهم حتفهم، في حين اعتقلت السلطات الأمنية 270 منهم خلال عودتهم إلى البلاد، بموجب قانون مكافحة الإرهاب المغربي لعام 2015، الذي ينصّ على عقوبات تصل إلى السجن 15 عاماً للذين ينضمون إلى جماعات إرهابية في الخارج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News