حوارات | سياسة

البرلماني الأوروبي ثييري مارياني لمدار21: ماكرون سبب الأزمات مع الرباط ومغربية الصحراء لصالح إفريقيا وباريس

البرلماني الأوروبي ثييري مارياني لمدار21: ماكرون سبب الأزمات مع الرباط ومغربية الصحراء لصالح إفريقيا وباريس

بعد مرورو أسبوع، لا تزال تداعيات تبني البرلمان الأوروبي لموقف ينتقد المغرب مستمرة، إذ أثار ردود أفعال مستنكرة هنا بالمغرب، وبأوروبا أيضا.

ومن بين المدافعين عن المملكة المغربية، البرلماني الأوروبي ثييري مارياني الذي أكد في مداخلة له وعقب إعلان القرار الخميس، الذي صوت عليه 356 عضوا بالبرلمان الأوروبي مقابل 32 وغياب 42 من إجمالي 430 نائبا، أن الموقف الأوروبي “تجاوز وتدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة”.

عن القرار الأوروبي، وانعاكاساته والأزمة الفرنسية المغربية، وتردد باريس في الاعتراف بمغربية الصحراء، كان لجريدة “مدار21” الإلكترونية هذا الحوار مع الوزير الفرنسي السابق والبرلماني الأوروبي ثييري مارياني.

كيف ترى الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المغربية؟ وهل هي قابلة للتطوير في المستقبل القريب؟

نحن بحاجة إلى بعضنا البعض. لدى الاتحاد الأوروبي شريك موثوق وهو المملكة المغربية، وهذه الشراكة ركيزة أساسية لسياسة الاتحاد الخارجية في إفريقيا.

يجب أن نفعل كل شيء لإعادة بناء العلاقة التي تضررت إلى حد كبير، لأسباب عدة أبرزها أخطاء إيمانويل ماكرون، أعتبر أنه حان الوقت لكي يتوقف الرئيس الفرنسي عن إرسال وزرائه في قوافل كاملة إلى جاركم المحرج (الجزائر) دون تكريس زيارة رسمية مهمة إلى الرباط.

كما أن القرار غير المقبول لمحكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي في عام 2016 بالطعن في مغربية الصحراء لم يساعد أيضا.. ومع ذلك، يسرني أن إحراز تقدم على مستوى الشراكة المغربية الأوروبية لا زال ممكنا، وهذا ما عبر عنه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال زيارته للمغرب بداية يناير.

بعد جلسة للبرلمان المغربي بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، الإثنين الفارط، أعلن “إعادة النظر” في علاقاته مع البرلمان الأوروبي، و”إخضاعها لتقييم شامل” بسبب ما اعتبره “حملة مغرضة” يتعرض لها من طرفه.
ما تعليقك ؟

التقيت مؤخرا بأعضاء الجمعية البرلمانية المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوروبي في ستراسبورغ. أبلغوني أن الاتحاد الأوروبي كان يعرقل تنظيم عمل الجمعية لعدة أشهر.

سألقي كلمة قريبا بالجلسة العامة للبرلمان الأوروبي حول هذا الموضوع.. وأود التذكير أن التداول بشأن هذه القضية سيكون سريعاً. للأسف البرلمان الأوربي هو من اتخذ القرار غير المفهوم بإدارة ظهره للمغرب.

في خطابك أمام البرلمان الأوروبي الخميس الفارط، أشرتم إلى أن هناك بلدانا أخرى تستحق إدانة أكثر من المغرب، وأبرزها الجزائر.

لماذا يصمت أعضاء البرلمان الأوروبي على هذا؟

لدى اليسار الأوروبي عقدة تجاه جبهة التحرير الوطني وورثتها في الجزائر العاصمة.. لن يهاجموا أبدا الجزائر ونظامها الاستبدادي الذي كان بمثابة نموذج لتجاوز الحدود وارتكاب خروقات عدة. علاوة على ذلك، من الواضح جدا أن شبكات دعم جبهة البوليساريو تنبع جميعها من اليسار الأوروبي.

لم يفعل البرلمان الأوروبي شيئا ملموسا تقريبا للتعبير عن تضامنه مع ما يسمى بالحراك الشعبي التي ظهر بالجزائر في عام 2019. ومن المسلم به أنه كانت هناك بعض التجاوزات، ولكن لم تتبعها أبدا إدانات من البرلمان الأوروبي.

والآن، وتزامنا مع أزمة الطاقة العالمية، لن تقول بروكسل شيئا ضد الجزائر لأن المفوضية الأوروبية تحتاج إلى الغاز الجزائري لضمان نجاح استراتيجيتها العدائية ضد روسيا.

في الأشهر القليلة الفارطة ظهرت بوادر “أزمة صامتة” بين الرباط وباريس.. ما أسبابها من وجهة نظرك؟ وهل يمكن تجاوزها؟

أعتقد أن هذه الأزمة هي خطأ دبلوماسي تاريخي نتج عن سياسة إيمانويل ماكرون الكارثية في إفريقيا. ما الذي فعله الرئيس الفرنسي ونجح فيه خارج البحر الأبيض المتوسط؟ لا شيء. ربما  هو حاصل على شهادة حسن سيرة وسلوك من الجزائر العاصمة.

ومع ذلك، أعتبر أن لدينا (باريس والرباط) العديد من المواضيع للعمل معا عليها، خاصة فيما يتعلق بالاتفاقيات القنصلية، ومراقبة تدفقات الهجرة، وتنمية شرق إفريقيا، وغيرها الكثير.

في مارس 2021، أعلنت إسبانيا، وعلى لسان رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، أنها تعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” حول قضية الصحراء.
من وجهة نظرك. لماذا لا تستطيع باريس دعم مغربية الصحراء، كما فعلت مدريد؟

يتخذ إيمانويل ماكرون خيارا حزبيا، فهو يريد جذب الأصوات الجزائرية. ولذلك هو يرفض اتخاذ القرار الوحيد الذي يصب في مصلحة أفريقيا وفرنسا، الاعتراف بمغربية الصحراء.

كيف ترى التطور الاقتصادي الذي شهده المغرب في السنوات الأخيرة؟

أعتقد أن التنمية الاقتصادية التي أطلقها الملك محمد السادس والتي تقوم على دولة مستقرة وموحدة، أعطت ثمارها.

لا يزال هناك بالتأكيد العديد من التحديات التي تواجه المغرب، خاصة فيما يتعلق بعدم المساواة الاجتماعية، ولكن من الواضح أنه بالتأكيد أفضل بلد متقدم في المنطقة لمواصلة التقدم الاقتصادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News