خاص.. هذه تفاصيل الأزمة التنظيمية التي أسقطت مدير عام العدالة والتنمية

أزمة تنظيمية بالتزامن مع الانتخابات التشريعية يعيش على وقعها حزب العدالة والتنمية بعد تزكية موح الرجدالي على رأس لائحة مدينة تمارة للانتخابات المحلية، والتي أدت لتجميد المدير العام للحزب أنشطته داخل قيادة الحزب، فيما انضمم الكاتب الجهوي للحزب بجهة الرباط سلا القنيطرة، عبد العلي حامي الدين، للفئة الغاضبة من هذا القرار، وتحذيره من نتائج التمسك بهذه التزكية.

ارتدادات الزلزال الذي أحدثته الأمانة العامة للعدالة، وكما نشرت “مدار 21” سابقا، كان وراء تجميد العربي لنشاطه، بالقول “اتخذت قراري وهو تجميد نشاطي في الأمانة العامة وكمدير عام إلى ما بعد الانتخابات”، مضيفا “جمدت نشاطي خلال المدة المذكورة، وتركت الأمين العام والأمانة العامة اتخاذ القرار الملائم بعد ذلك في الاستمرار في المسؤولية من عدمه”.

من جهته أكد حامي الدين في مراسلة إلى الأمين العام للحزب، سعد الدين العثماني، إنه “بالنظر لعدم إشراك الكاتب الجهوي في مختلف الاتصالات التي تمت بعد رفع اللائحة إليكم، والتي لم تتم بالطريقة الملائمة، يؤسفني الأخ الأمين العام أن أبلغكم بأن نتائج قرارات هيئة التزكية ستكون لها مخلفات آنية ومستقبلية سواء على مستوى التدبير الجماعي أو على مستوى إعادة بناء الحزب”، مضيفا “ألتمس منكم وبإلحاح، مراجعة القرار المتعلق بتزكية وكيلي لائحة الجزء الأول والثاني الجماعية لتمارة.”

مصدر من داخل الأمانة العامة لحزب المصباح كشف لجريدة مدار21، حيثيات الأزمة التنظيمية الكبيرة التي يمر منها الحزب بالتزامن من الاستحقاقات الانتخابية، مبرزا أن “هيئة التزكية التي كانت هي الأمانة العامة بعد حل فرع الحزب توصلت بثلاث مقترحات من الكتابة الجهوية التي يرأسها عبد العالي حامي الدين”.

وأكد مصدر الجريدة أن نائب الأمين العام سلميان العمراني قدم أمام الأمانة العام للحزب تقريرا مفصلا حول ما يمر به الحزب في مدينة تمارة، مشددا على أن النقاش الذي كان في الأمانة تجسد في الاجماع على إضافة عدد من الأسماء منهم موح الرجدالي وسعد حازم ومحمد المنصوري.

وأوضح المصدر أن المقترحات التي أرسلتها الكتابة الجهوية هي عبد العزيز العيض، وأحمد الحبابي وسعيد الكويسي، مشددا على أن “قيادة الحزب فتحت نقاشا حول المقترحات بعد توصلها باعتذار من طرف المرشح عبد العزيز العيض”.

وأكد المصدر في حديثه مع الجريدة، أنه أمام هذا المستجد الذي أربك حسابات الأمانة العامة التي كانت تتوجه نحو الاختيار من ضمن الأسماء الثلاثة، مشيرا إلى أنه “بعد عدد من اللقاءات اعتذر المرشحين الأخرين عن التقدم للانتخابات”.

وبناء على ذلك أكد المعطيات التي توفرت للجريدة أن “الأمانة العامة حسمت في اللائحة الإضافية بعد التداول حيث تم إبعاد إسم سعد حازم والاحتفاظ بالمنصوري والرجدالي”، مؤكدا أن “التصويت كان لصالح الرجدالي بأغلبية أعضائها”.

في المقابل استغرب حامي الدين، في المراسلة التي تتوفر “مدار21” على نسخة منها، إصرار الأمانة العامة لحزب “المصباح” على تزكية موح الرجدالي رغم تلقيها “مختلف الاقتراحات من قبل أعضاء لجنة الإشراف التي شكلتها الكتابة الجهوية للمساهمة في تدبير المرحلة الانتقالية وإعادة بناء الحزب محليا، وتبعا للمشاورات المتعددة التي أجريتها مع مجموعة من الأخوات والإخوة الأعضاء الفاعلين محليا وخصوصا منهم الكاتب الإقليمي السابق ورئيس الجماعة؛ التي انتهت إلى خلاصات مهمة”، مشدد على أن كل هذا لم “تتم متابعة تنفيذه بطريقة سليمة من طرف الأمانة العامة.”

وتأتي مراسلة حامي الدين للأمانة العامة للبيجيدي عقب تجميد المدير العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الحق العربي، عضويته من الأمانة العامة، بسبب تزكية موح الرجدالي على رأس لائحة الحزب في مدينة تمارة التي تعرف إشكالات تنظيمية كبيرة أدت لحل الفرع المحلي للبيجيدي بالمدينة.

ويأتي قرار العربي تجميد عضويته من قيادة الحزب، حسب ما كشفت “مدار21” في وقت سابق، احتجاجا على تزكية واحد من أكبر معمري الإنتخابات في حزب المصباح، موح الرجدالي، الذي يزكيه الحزب منذ 2003 في مدينة تمارة، وهو الأمر الذي جعل العديد من أعضاء الحزب يعلنون رفضهم لقرار الأمانة العامة.

هذا ووجه أزيد من 30 عضوا بحزب العدالة والتنمية على مستوى تمارة عريضة إلى الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني يعلنون فيها عدم مشاركتهم في “الاستحقاقات الانتخابية حملة واقتراعا” في حال لم يتراجع الحزب عن ترشيح موح الرجدالي على رأس لائحة المدينة.

وحمل أعضاء وعضوات المصباح، في العريضة التي حصل عليها “مدار21″، مسؤولية قرارهم هذا لكل من العثماني والكاتب الجهوي للحزب بجهة الرباط سلا القنيطرة، عبد العلي حامي الدين، مؤكدين في الوقت نفسه “انخراطهم في دعم لوائح الحزب خارج الاقليم.”

وجدد الموقعون دعوة الامانة العامة للحزب “مراجعة قراراتها وانصاف الاقليم الغني بالطاقات السياسية والنضالية”، معلنين، في هذا السياق، “توقيعهم بالعطف على رسالة  المدير العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الحق العربي، الذي سبق بدوره أن أعلن تجميد عضويته من الأمانة العامة، احتجاجا على تزكية موح الرجدالي.

واتهم الموقعون قيادة الحزب وطنيا وجهويا ب”إغلاق أعينها وصم آذانها وتتبع هوى افراد وخدمة أنانيات على حساب مصلحة الحزب والمدينة والاقليم”.