فن

محمد الشوبي: الحضور الثقافي في برامج الأحزاب ضعيف جدا

محمد الشوبي: الحضور الثقافي في برامج الأحزاب ضعيف جدا

تعمل الأحزاب السياسية جاهدة، من خلال برامجها، على إقناع المواطنين والمواطنات باختلاف توجهاتهم من أجل الإدلاء بأصواتهم لصالحها. وعادة ما تولي هذه الأحزاب في برامجها، الأهمية لقطاعي التعليم والصحة دون الالتفاتة إلى قطاع الثقافة، الذي يعد من القطاعات الأساسية في المغرب، وأكثرها تهميشا حسب آراء منتسبين لهذا القطاع.

وفي هذا السياق، أكد الممثل المغربي محمد الشوبي أنه يدلي كل سنة بصوته في الانتخابات التشريعية، ويدعم الأشخاص الذين يستحقون ذلك، مشيرا إلى ضرورة انخراط جميع المواطنين والمواطنات في عملية التصويت، والإدلاء برأيهم، لأنه شأن وطني يهم الجميع.

وأضاف الشوبي، في حوار مع جريدة مدار21، أن هناك أحزاب تستحق أن نصوت من أجلها ونقول بخصوصها كلمتنا، لكن في المقابل، ثمة أحزاب تحسب المشهد السياسي مكانا للإنتهازية وخطف المناصب من أجل الحصول على رواتب شهرية وتقاعد، لافتاً إلى أنهم يبحثون عن مصالحهم الخاصة وليس المصلحة العامة.

وتابع: “نتفق جميعا حول مسألة بحث كل شخص عن مصلحته، ولكن في الحياة السياسية، هناك قيم وأخلاق تلزم الأحزاب السياسية بأن تكون متفاعلة مع المواطن، والتطور الحاصل في البلاد”.

وأردف المتحدث ذاته قائلا: “إننا اليوم نرى عدة تطورات يشهدها المغرب تضعه في مسار الدول التي كانت تهيمن في وقت مضى، لذا وجب على الأحزاب أن تنخرط في نجاح هذا التطور الحاصل، وأن لا تكون لهم فقط آراء تسمع، في حين يغيب الفعل الديبلوماسي والسياسي في العلاقات”.

وبخصوص الأداء الحزبي، قال الشوبي: “نلاحظ أن الصفة الحقيقية للفعل الحزبي، الذي كنا نشاهده سابقا في الأحزاب الوطنية، والتي كان لها ثقل تنعدم اليوم، حيث إن الأحزاب كانت سابقا تساند الشعب المغربي وتقف في صفه من أجل تحقيق مصالحه، بعكس الأحزاب الآن، التي ضعفت قوتها مقارنة مع الفاعلين السياسيين القدماء”، مضيفاً: “لم تعد هناك أطر حقيقية، في كثير من الأحيان تمنحنا بعض الأحزاب وزيرا ضعيفا لا يؤدي أي مهمة، هنا نلمس المصلحة الفردية للوزير وللحزب”.

وأشار الشوبي إلى أن الحياة السياسية تحتاج إلى أطر حقيقيين ومثقفين، غير أنه اليوم فإن الأحزاب تتحالف من أجل مصالحها الخاصة، وليس من أجل وضعية سياسية مريحة للمغرب، وهاجسها الأكبر هو الحصول على أكبر عدد من المقاعد في الحكومة وتقاسم “الكعكة الوزارية” بحسب وصفه.

وعن البرامج الانتخابية، شدد محمد الشوبي على أن جميع البرامج المطروحة فيما يخص المجال الثقافي ضعيفة جدا، حيث إن هناك بعض الاقتراحات “الفضفاضة”، وهذا ما يجعل من البرنامج الحزبي عبارة عن “بروباكاندا” فقط، مستشهدا بحزب العدالة والتنمية، حيث قال: “رفع شعارات منها محاربة الفساد، والقضاء على البطالة، وتحسين الوضعية المعيشية، ولكن تجربته في 10 سنوات كانت عبارة عن انتكاسات مستمرة، مما يعني أن تلك الشعارات تبقى مجرد كلمات ترفع من أجل الفوز بالمقعد وليست برامج حقيقية “.

وأوضح أنه بالنسبة لقطاع الثقافة، ليست هناك استراتيجية ثقافية، والحزب الذي لا يملك مثقفين ليس بحزب، فمثلا؛ الأحزاب الفرنسية والبلجيكية والألمانية تمتلك استراتجيات وأطرا تضع أهدافا قريبة المدى وأخرى متوسطة المدى وبعيدة المدى، وكما ترسم تصورات تتعلق بقطاع الثقافة بالأساس، مبرزا أن الثقافة والتعليم والصحة أهم ثلاثة أشياء يجب أن يتوفر عليها برنامج كل حزب، من مجانية الصحة، وتعميم الثقافة في جميع المجالات كي يكون هناك ابتكار في الصناعة، والسياحة وغيرها.

وعن البرنامج السياسي الذي أقنعه، أكد الشوبي قائلا: البرنامج الذي أقنعني هو برنامج جلالة الملك محمد السادس، الذي أسست عليه أغلبية الأحزاب برامجها الحزبية، وهنا يبقى التساؤل المطروح كيف ستتعامل هاته الأحزاب معه وكيف ستطبقه على أرض الواقع”، مشيرا إلى أن العديد من المخططات يرسمها جلالة الملك، ولا يتحقق منها أي شيء، وخير مثال على ذلك؛ العدالة والتنمية، الذي عرقل، حسب الشوبي، العديد من الإنجازات ومنها مدونة الأسرة وغيرها.

وواصل الشوبي: “دائما ما كان صاحب الجلالة يطرح برامج قوية ذات أهداف تنموية كبيرة، لكن لا حياة لمن تنادي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News