صحة

خبير نفسي: لا وجود لاكتئاب ما بعد المونديال ومن أصيبوا بالاكتئاب كانوا يعانون قبلا من أعراضه

خبير نفسي: لا وجود لاكتئاب ما بعد المونديال ومن أصيبوا بالاكتئاب كانوا يعانون قبلا من أعراضه

انتشر في الأوساط أخيرا مسمى “اكتئاب ما بعد المونديال”، الذي قيل إنه سيرافق بعض الأشخاص بعدما أسدل الستار على أهم تظاهرة رياضية في العالم، شدت اهتمام وأنظار الملايين خلال  مدة شهر، وذلك نتيجة لصعوبة التأقلم مع الفراغ الذي يلم بهم.

وفي هذ الصدد، أوضح الأخصائي النفسي الإكلينيكي والمعالج النفساني، فيصل طهاري، في تصريح لجريدة “مدار21” أنه “لا يوجد اكتئاب يسمى اكتئاب ما بعد المونديال، إذ يعد مسمى إعلامي يتعاطى مع ظاهرة الحزن والقلق اللذين ينتابان العديد من الأشخاص عند انتهاء المونديال”.

وقال طهاري “صحيح أنه خلال مدة المونديال، هناك الكثير من الأشخاص الذين غيروا جدول أنشطتهم اليومية وتحركاتهم، ومنهم من أجل العديد من انشغالاته إلى ما بعد نهاية المونديال من أجل متابعة المباريات”، مردفا “تشجيع المنتخب المغربي، بالنسبة للمغاربة ومتابعة المباريات المتعلقة به، أسهم في تعطيل الكثير من الأشغال خلال ساعات المباريات”.

وأضاف: “من الطبيعي الآن عودة الإنسان إلى انشغالاته المعتادة بعد نهاية المونديال، وممارسة أنشطته اليومية بشكل اعتيادي مع القليل من الحزن بسبب إقصاء المنتخب المغربي في نصف النهائي، لكن الأمر يختلف تماما بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون الفراغ ولا يعملون ولا يدرسون، إذ شكل المونديال إضافة نوعية لهم، وأشغلهم خلال هاته المدة، خاصة الشباب العاطل عن العمل، أو المتقاعدين أو الناس الذين ليست لديهم أنشطة كثيرة في يومياتهم، فهؤلاء أكثر الناس الذين سيشعرون بحزن شديد بعد انتهاء مباريات المونديال”.

وشدد الأخصائي النفساني أنه “لا يمكن الحديث عن اكتئاب يتعلق بالمونديال، علما أن هناك حالات قد تصل إلى ذروة الاكتئاب لكن الأمر يتعلق بالأشخاص الذين يعانون نفسيا أو سبق وأن عانوا من الاكتئاب من قبل، ما يشكل عاملا مسببا لانتكاسة جديدة في الاكتئاب بسبب الفراغ الذي يمكن أن يحدثه المونديال”.

في المقابل قال طهاري: “وتصحيحا لفكرة مغلوطة، لا يمكن أن نقول إن إقصاء المنتخب المغربي من نصف النهائي أو انتهاء المونديال الذي شغل العالم لمدة شهر سبب إصابة البعض بالاكتئاب، ولا يمكن الترويج لهذا الأمر على أنه حقيقة علمية لأن الأمر ليس كذلك، حيث يمكن أن يصل الإنسان إلى مرحلة الاكتئاب إذا كانت لديه قابلية للإصابه به أو سبق وأن عانى منه”.

وأشار المعالج النفساني إلى أن “العودة إلى الحياة الطبيعية هي مسألة وقت فقط، لذلك من الضروري أن يشغل الناس أوقات فراغهم إما بممارسة الرياضة أو بالعمل أو الدراسة وأي شيء آخر، لأن هذا الفراغ يقود إلى الفراغ الذهني والذي يرفع من مستوى القلق. لذلك فالحالات التي تصاب بالاكتئاب هي حالات كانت مؤهلة للإصابة أو كانت تعاني منذ البداية من أعراضه، أو قد يأتي نتيجة وجود تعلق مرضي شديد بالمنتخب ونجاحاته، وفشله يمكن أن يؤدي إلى صدمة نفسية”.

واختتم طهاري تصريحه قائلا: “المونديال لا يرتبط بالاكتئاب حتما، والأكيد أنه سيبقى ذكرى جميلة جدا، حيث إن الكل سيتذكر مونديال 2022 بقطر والجميع سيتذكر الإنجازات التاريخية للمنتخب المغربي ولا يمكن أن نربط كل هذا بالاكتئاب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News