إنجازات “الأسود” الاستثنائية تُخلّد “مونديال العرب” بقطر في سجلات التاريخ

رفعت النسخة الـ22 من نهائيات كأس العال سقف طموحات المنتخبات العربية في النسخة المقبلة، بعد الأداء القوي الذي قدمه سفراء الكرة العربية، وعلى رأسهم المنتخب المغربي الذي فاجأ العالم ببلوغه المربع الذهبي للمرة الأولى في التاريخ.

وشهد المونديال القطري تألق المنتخبات العربية بإسقاطها لكبارة اللعبة على غرار بلجيكا، إسبانيا، البرتغال، الأرجنتين وفرنسا، رغم أن المنتخب المغربي الوحيد الذي تمكن من تجاوز الدور الأول ومنافسة أقوى المنتخبات الأوروبية.

المغرب.. الحصان الأسود مسقط الكبار

وخلّد المنتخب المغربي اسمه في سجلات تاريخ أم البطولات بشقه طريقا شاقا إلى نصف نهائي مونديال “قطر 2022″، ليكون بذلك أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ هذا الدور منذ أول نسخة لكأس العالم سنة 1930، متجاوزا إنجاز “مكسيكو 1986″ عندما كان أول منتخب عربي وإفريقي يصل ثمن النهائي.

كانت الترشيحات معاكسة لـ”الأسود” في مجموعة سادسة ضمت الوصيف، كرواتيا، والثالث، بلجيكا، في كأس العالم بروسيا 2018، بيد أن كتيبة المدرب وليد الركراكي آمنت بحظوظها وعبرت إلى الدور الموالي في الصدارة بسبع نقاط.

في دور المجموعات، أحرج “الأسود” كرواتيا في أول مباراة بتعادل سلبي (0-0)، قبل أن يفجّر مفاجأة في الجولة الثانية بفوز مستحق على بلجيكا، في فوز صعب على كندا في الجولة الأخيرة (2-1).

وتواصلت الترشيحات ضد المغرب في ثمن النهائي عندما وجدا نفسه أمام بطل العالم سنة 2010، إسبانيا، لكن عزيمة كتيبة وليد الركراكي واصلت المغامرة بالإطاحة بـ”الماتادور” بضربات الترجيح (3-0)، قبل أن تواصل مسلسل إسقاط الكبار في دور الـ8 بإقصاء البرتغال (1-0).

وتوقف الحلم المغربي، في سادس مشاركة بالمونديال، في نصف النهائي عندما خسر أمام بطل العالم، فرنسا، بثنائية (2-0)، قبل أن يخسر مجددا في مباراة الترتيب ضد كراوتيا (2-1)، منهيا الكأس العالم في المركز الرابع، وهو أحسن ترتيب لمنتخب عربي وإفريقي في المسابقة على مر التاريخ.

السعودية.. الفائز الوحيد على بطل العالم

لم يكن أحد يتوقع أن يكون المنتخب السعودي الوحيد الذي سينجح في الإطاحة ببطل مونديال “قطر2022″، في أولى مفاجآت المسابقة.

وقلب “الأخضر” الطاولة على الأرجنتين في الجولة الأولى عقب الفوز عليه (2-1) في مباراة بطولية قلبت حسابات المجموعة الثالثة، ووضعت زملاء لينيل ميسي في دائرة الشك.

ونال المنتخب السعودي الثناء على الفوز التاريخي على الأرجنتين، وصبت التوقعات في صالحه لبلوغ ثمن النهائي للمرة الثانية في تاريخه بعد الأولى في مونديال أمريكا 1994، لكنه خيب الآمال في الجولتين المتبقيتين بخسارة أمام بولندا (2-1) وبالنتيجة ذاتها أمام المكيسك.

واحتل المنتخب السعودي المركز الثالث في مجموعته بثلاث نقاط، فيما تأهل كل الأرجنتين في المركز الأول بست نقاط وبولندا ثانيا بأربع نقاط.

تونس.. إسقاط فرنسا لم ينه العقدة

وفوّت المنتخب التونسي بدوره تأهلا قريبا إلى ثمن نهائي المونديال القطري سيكون الأول في تاريخ “نسور قرطاج”.

وأهدر المنتخب التونسي ثلاث نقاط في أول مباراة ضد الدنمارك، المتواضع، واكتفى بالتعادل (0-0) في مستهل مساره بالمونديال القطري، قبل أن يندحر في المباراة الثانية أمام أستراليا (1-0).

ولم يفقد التونسيون حظوظ التأهل في الجولة الأخيرة ما جعلهم يدخلون المباراة الختامية لدور المجموعات بعزيمة الفوز، ما تحقق أمام بطل العالم، فرنسا، بنتيجة (1-0)، لكن فوز أستراليا على الدنمارك أخرج “نسور قرطاج” مبكرا من المنافسة، لتظل عقدة الدور الأول مستمرة حتى إعلان آخر.
وأنهى المنتخب التونسي الدور الأول في المركز الثالث بأربع نقاط، بفارق نقطتين عن المتصدر، فرنسا، ووصيفه، أستراليا.

قطر.. الأسوأ في التاريخ

وكانت المشاركة العربية المخيبة من نصيب منتخب البلد المنظم، قطر، الذي لم ينجح في تحقيق أي نقطة رغم الآمال الكبيرة التي كانت معلقة عليه.

وشارك المنتخب القطري للمرة الأولى في تاريخه بكأس العام، لكنه خيّب آمال جماهيره والعرب سيما بعد تتويجه بلقب كأس آسيا، وخوضه معسكر لخمسة أشهر بأوروبا قبل انطلاقة العرس الكروي.

وسقط “العنابي” في المباراة الافتتاحية امام الإكوادور بثنائية (2-0)، قبل أن يندحر أمام السنغال (1-3)، ثم ضد هولندا (0-2)، ليغادر المسابقة كما بدأها بدون رصيد نقاط.

أصبح منتخب قطر صاحب أسوأ حصيلة في تاريخ مشاركات الدول المضيفة لكأس العالم، إذ تعود أسوأ مشاركة لمنتخب البلد المنظم إلى نسخة 2010 بجنوب إفريقيا، عندما غادر “البافانا بافانا” من الدور الأول لكنه جمع 4 نقاط.