بالبشت العربي.. “الأمير” ميسي يحمل الكأس الغالية بعد ترصيع قميص بلاده بالنجمة الثالثة

في كأس عالم استثنائية بكل المقاييس، رفع القائد ليونيل ميسي الكأس الذهبية لمونديال قطر 2022، بعد تتويج منتخب بلاده على حساب المنتخب الفرنسي، وترصيع قميص بلاده بالنجمة الثالثة في تاريخه، بطريقة استثنائية مرتديا البشت العربي القطري، الذي أهداه إياه الأمير القطري في خطوة تاريخية، منحته هيبة الملوك والأمراء في حضرة كأس عالم انتظرت مشاركته الخامسة قبل أن ترضخ لطموحه الجارف.

ولفتت خطوة الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، بإهداء ميسي البشت القطري أنظار العالم، باعتبارها خطوة متميزة تنتصر للثقافة المحلية والعربية، وتستثمر اللحظة التاريخية في توثيق نجاح تنظيم المونديال الذي هاجمته مجموعة من البلدان والجهات بخلفيات سياسية.

وفي أجواء احتفالية لم تكن غريبة على مونديال قطر، الذي أبهر العالم في الافتتاح والاختتام معا، وخلال أطوار المنافسة التي حملت مفاجآت كبيرة، تقدم ليونيل ميسي لتسلم كأس العالم للمرة الأولى في مسيرته، على أرض بلاد العرب، قبل أن يتجه نحو رفاقه بالمنتخب للاحتفال معهم، مضيفا إلى مساره الحافل اللقب الأغلى في التاريخ.

وشهد الحفل الختامي لكأس العالم قطر2022، توزيع الميداليات الفضية على المنتخب الفرنسي، وصيف البطل، الذي دافع عن لقبه السابق إلى آخر الدقائق، مانحا المباراة النهائية تنافسية وإثارة كبيرتين، تليق بنسخة استثنائية من كأس العالم، سيتذكرها التاريخ الكروي والإنساني طويلا، قبل أن يحسم اللقاء بضربات جزاء.

النسخة الاستثنائية لكأس العالم التي نظمت للمرة الأولى في أجواء شتوية، وللمرة الأولى في بلاد عربية، شهدت كذلك تتويج لاعبي منتخب “التانغو” بالذهب، بعد القتالية الكبيرة التي أبانوا عنها خلال منافسات كأس العالم موفين بوعدهم لقائدهم ليونيل ميسي، الذي يخوض آخر كأس عالم في مساره الأسطوري.

وعرف الحفل كذلك توزيع الجوائز الفردية التي هيمن عليها المنتخب الأرجنتيني، المتوج بالنجمة الثالثة في تاريخه، وذلك بعد أن نال قائد الفريق ليونيل ميسي جائزة أفضل لاعب بالمونديال، في حين فاز بالقفاز الذهبي لأفضل حارس اللاعب إيميليانو مارتينيز حامي عرين “التانغو”.

وفي السياق نفسه، فاز اللاعب أنزو فيرنانديز البالغ من العمر 21 سنة كأفضل لاعب شاب، فيما عادت جائزة أفضل هداف للمهاجم الفرنسي كيليان مبابي بعد توقيعه ثمانية أهداف خلال هذه النسخة، ثلاثة منها في المباراة النهائية، متفوقا على منافسه ليونيل ميسي الذي سجل سبعة أهداف.

وواصل مونديال قطر 2022 لعبة المفاجآت والإثارة إلى آخر دقائقه، منذ أولى مبارياته، إلى المباراة النهائية التي جمعت بين عملاقي كرة القدم العالمية، المنتخبين الفرنسي والأرجنتيني، قبل أن تحسم النجمة الثالثة للأخير بضربات جزاء مثيرة، انتهت بأربعة أهداف لهدفين.

وانتهت المباراة بانتصار تاريخي لرفاق ميسي، ليتم حسم المونديال التاريخي بقطر لفائدة المنتخب الأرجنتيني بضربات الجزاء، بعد تعادل مثير خلال الوقت الرسمي والإضافي للمباراة، ليتمكن منتخب “التانغو” من إحراز لقب غاب عنه خزانته منذ سنة 1986.

ووقع ضربات جزاء المنتخب الأرجنتيني كل من ليونيل ميسي وباولو ديبالا ولياندرو باريديس وغوزنزالو مونتييل، فيما أهدر ركلتي جزاء للمنتخب الفرنسي كل من كينغسيلي كومان وأوريلين تشواميني، بينما سجل كيليان مبابي وراندال كولو مواني. لينهي المنتخب الفرنسي مشاركته وصيفا لبطل العالم، بهد أن كان يطمج لتحقيق اللقب الثاني على التوالي، بعد لقب 2018 بروسيا.

وشهد اللقاء تنافسية كبيرة بين المنتخبين، تليق بهذه النسخة الاستثنائية، حيث سجل المنتخب الأرجنتيني عن طريق ليونيل ميسي من ضربة جزاء (د23)، قبل أن يضيف زميله أنخيل ديماريا هدفا ثانيا (د38)، لينهي المنتخب الأرجنتيني الشوط الأول متفوقا.

واستمرت سيطرة رفاق ميسي خلال الشوط الثاني من المباراة، غير أن المنتخب الفرنسي انتظر إلى غاية الدقيقة 80 من الشوط الثاني لقلب نتيجة اللقاء، بعد أن وقع المهاجم كيليان مبابي هدفا أول من ضربة جزاء، ليضيف اللاعب نفسه هدفا ثانيا (د81)، ليشعل اللقاء من جديد، قبل أن يتجه النزال إلى الأشواط الإضافية.

وعاد القائد ليونيل ميسي ليوقع هدفا ثالثا في الدقية 109 من الشوط الإضافي الأول، غير أن النجم الفرنسي زاد إثارة اللقاء مرة أخرى بعد تسجيله ضربة جزاء أخرى في الدقيقة 117 من الشوط الإضافي الثاني.

وحضيت نسخة كأس العالم التي أقيمت بقطر وأسدلت الستار عن مجرياتها، الأحد 18 دجنبر، بإشادة عالمية بفضل حسن تنظيمها، والمفاجآت الكبيرة التي جرت خلالها، بفضل المنافسة القوية بين المنتخبات المشاركة، وكذا التميز الذي أبان عنه البلد المنظم، الذي انتصر للثقافة العربية والإنسانية منذ لحظاته الأولى بحفل افتتاح تاريخي.