محلل رياضي: نجاح الركراكي ليس معيارا لكفاءة المدرب المحلي والمغرب متأخر بالبحث العلمي
خطف الناخب الوطني المغربي، وليد الركراكي، الأنظار في مونديال قطر 2022، إذ أصبح أول مدرب إفريقي وعربي يقود فريقه إلى نصف نهائي كأس العالم. ويرى بعض المتتبعين أنه أعاد الثقة والاعتبار إلى المدربين المحليين، بعد الاتجاه السائد لسنوات صوب جلب المدربين الأجانب، الذين عجزوا، على مر عقود من الزمن، عن تحقيق هذا الإنجاز غير المسبوق في تاريخ الكرة المغربية والعربية والإفريقية.
وفي هذا الإطار، قال المحلل الرياضي منير صبار إن نجاح الركراكي ليس معيارا لكفاءة كل المدربين المحليين، لكون المدرب المحلي عادة لا يعطي ذلك الشغف في المهنة، لأن غالبية المدربين المغاربة، في نظره، يعانون مشاكل مادية ويعتبرون كرة القدم مصدرا للدخل المادي، مضيفا: “هناك قلة من المدربين الذين يمارسون كرة القدم بشغف وبجوارحهم، ويكرسون حياتهم للكرة، كما شاهدنا مع وليد الركراكي”.
وأردف صبار، في تصريح لجريدة مدار21: “لم أجد في المغرب من يرتبط كثيرا بكرة القدم مثل الركراكي، الشغف ضروري لصقل الموهبة، والركراكي يمتلك شغفا كبيرا وطور من نفسه، وأعتقد أن كل المدربين قادرون على بلوغ مستويات أقرب من الركراكي، لكن عن طريق العمل وتطوير الذات”.
ويرى المحلل ذاته أننا في المغرب “متأخرون في البحث العلمي، وليست هناك محاضرات عن كرة القدم، أو منتديات عنها، ونفتقد للحديث عن كل جوانبها وأخذها على محمل الجد، كما هو الحال في عدة دول كإيطاليا مثلا، حيث هنالك محاضرات من العصب والجامعات”، مبرزا أنه “لكي يتكرر الركراري، وجب التفكير خارج الصندوق”، حسب تعبيره.
وأوضح المتحدث نفسه، في سياق تصريحه الجريدة، أن ما قام به الركراركي “لا ينعكس على ما يقوم به باقي المدربون المحليين”، إذ إن نجاح الركراكي “لم يأت اعتباطيا، وإنما باستعداد مكثف من خلال تحضير المباريات ومراعاة طبيعة الخصوم، والحرص على تحليل الفيديو، وتحصيل معلومات تتعلق بأسلوب لعب الخصم، لإعداد الرسم التكتيكي اللازم”، مشيرا إلى أن “هذا ما لا يعتمده المدربون في المغرب، لأن التحضير الجيد يتطلب عدة مقومات من بينها التحضير النفسي والذهني والبدني والتكتيكي والفني”.
ويشار إلى أن المنتخب الوطني المغربي بلغ المربع الذهبي للمونديال القطر، لكن حلمه توقف في هذه المحطة عقب الخسارة بثنائية (2-0) أمام المنتخب الفرنسي، الأربعاء المنصرم، وسيواجه يوم غد السبت نظيره الكراوتي لتحديد المركزين الثالث والرابع.
